في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وأمنية واقتصادية متسارعة، بما في ذلك الصراعات المستمرة، والتحولات في التحالفات الإقليمية، وتصاعد التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للنزاعات، يقع على لبنان، رغم هشاشة وضعه الداخلي، دور دقيق لكنه محوري، شرط أن يحسن اللبنانيون إدارة واقعهم الداخلي.
للبنان دور إقليمي محتمل :
لبنان كان دائمًا مساحة لقاء بين الشرق والغرب، وبين المذاهب والثقافات. هذا الموقع الرمزي يمكن استعادته إذا استعاد اللبنانيون التوازن الداخلي، فلا بد من منصة للحوار والتلاقي .
رغم كل التحديات، لا يزال لبنان نموذجًا لتعايش ديني وثقافي، ويمكن أن يقدّم هذا النموذج في زمن الاستقطابات الحادة كوسيلة لتقريب وجهات النظر.
النأي بالنفس الحقيقي لا بالشعارات بل بالأفعال قد يمنح لبنان قدرة على أن يكون عامل توازن في الصراعات وحلقة وصل بين قوى متخاصمة في الإقليم وموقع لبنان الجغرافي على المتوسط، وامتلاكه موارد بحرية واعدة، يمنحه أهمية جيوسياسية متزايدة، خصوصًا مع سباق الطاقة في شرق المتوسط. فعلى لبنان الاستفادة من الوجهة البحرية الاستراتيجية .
اما ما على اللبناني فعله في هذه الظروف: التمسك بالوحدة الداخلية، الضغط للمحاسبة والإصلاح، التخلي عن التبعية العمياء، تثبيت الحياد الايجابي والاستثمار في الانسان .
في زمن الانقسامات الكبرى، الوحدة الوطنية هي الحصن الأخير لان الخلاف مشروع، لكن الفوضى قاتلة.
لا خلاص من دون دولة قانون ومؤسسات. المواطن عليه أن يطالب لا أن ييأس، وأن يمارس دوره الانتخابي والرقابي بوعي.
لبنان بحاجة إلى مواطنين فاعلين، والوعي السياسي بات ضرورة .
حماية لبنان تكون بتحييده عن صراعات المحاور لا برهنه لأي منها، والعمل على سياسة خارجية متوازنة تحفظ المصالح الوطنية.
رغم كل الصعوبات، التعليم، الثقافة، والإبداع يبقى رأسمال لبنان الحقيقي، وكل استثمار في العقل البشري هو مقاومة..
لبنان قد لا يكون لاعبًا إقليميًا كبيرًا، لكنه قادر على أن يكون عامل استقرار ووسيط حكيم إذا أعاد ترتيب بيته الداخلي. أما اللبناني، فعليه أن يتحرر من الخوف واليأس، ويستعيد دوره كمواطن فاعل، لا متفرج أو ضحية.
The post لبنان ليس لاعباً اقليمياً.. لكنه قد يكون عامل استقرار ووسيط حكيم!.. بقلم: جنان مبيض سكاف appeared first on .