منذ تسلّمها مهامها، أظهرت بلدية زغرتا اهدن ديناميكية لافتة وعزماً واضحاً على تغيير الواقع البلدي نحو الأفضل، مستندة إلى خطة عمل طموحة ورؤية إنمائية شاملة حتى بات يصح فيها القول “أوّل دخولو.. شمعة ع طولو” وهنا بالمعنى الايجابي للمثل الشعبي. بادر رئيس البلدية وأعضاء المجلس إلى الاجتماع في المبنى البلدي وقد تم خلاله تحديد الاولويات والنقاط التي تستلزم سرعة في التحرك ان لناحية النظافة وان لناحية تخفيف فاتورة مولدات الكهرباء على المواطنين وان لناحية تنظيم الاشغال على الطرقات ووضع خطة سير وتنشيط عمل شرطة البلدية والحراس فيها حيث أكد رئيسها بيارو زخيا الدويهي أن البلدية ستكون “سلطة خادمة للناس، لا سلطة على الناس”، واضعاً مبدأ الشفافية والتعاون في صلب العمل البلدي.
من أبرز الخطوات التي اتخذتها البلدية في الأيام الأولى:
أولا: جردة شاملة للواقع البلدي حيث أطلقت البلدية عملية تقييم داخلية تشمل الموارد البشرية والمعدات المتوفرة والملفات العالقة، تمهيداً لإعادة التنظيم وتحديد مكامن الخلل مع كشف حساب بما يدخل الى صندوقها ويخرج منه.
ثانيا: حملات نظافة طالت كافة احياء وشوارع زغرتا اهدن ترافقت مع اعمال صيانة سريعة في الشوارع الرئيسية، وتفعيل الإنارة العامة في بعض الأحياء.
ثالثا: التواصل مع المواطنين عبر تفعيل وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها ونشر القرارات عبرها بالاضافة الى إبقاء ابوابها مفتوحة لاي شكوى او مطلب او مراجعة ما دعّم جسر الثقة بينها وبين الاهالي.
رابعا: عمدت الى اجراء سلسلة لقاءات تنسيقية مع المؤسسات والجمعيات، والجهات الفاعلة محلياً، للتشاور حول ملفات الإنماء والخدمات، وتحديد مجالات التعاون.
هذا غيض من فيض انطلاقة البلدية ولكن هل بالامكان استمرارها بهذه الاندفاعة ان لم يكن هناك تجاوب فعلي من الاهالي لاسيما في ظل الوضع المالي الصعب لدى البلديات وتراكم المشكلات الخدماتية؟.
سؤال يؤكد اعضاء المجلس البلدي باجمعهم في دردشة مع “” ان الجواب هو أجل بالتأكيد وان استمراريتهم نابعة من اندفاعهم الى العمل والتجانس بينهم والثقة بالمواطن الزغرتاوي الذي سيتجاوب فعلياً عندما يجد ان الخدمات البلدية مؤمنة وان عجلة العمل تسير بخطوات واثقة وان هناك نية صادقة في إدارة الشأن العام بروح جماعية وتشاركية.
تروي سيدة اهدنية انها فوجئت بشرطة البلدية تدق باب منزلها في اهدن حيث تقوم بورشة صغيرة لترميم جدران متصدعة وانهم سطروا ضبطاً بحقها كونها تضع الرمل والبحص على الطريق وهذا يخالف القانون ما دفعها للتعبير عن انزعاجها وعدم علمها بهكذا قانون لتفاجىء بعد اقل من ساعة بتلقيها اتصالا من رئيس البلدية يشرح لها الاسباب والموجبات والقانون.
تضيف: مع هكذا لطافة قلت له سأدفع الضبط ضبطين.
تسعى بلدية زغرتا إلى أن تكون نموذجاً في العمل البلدي الحديث، من خلال اعتماد الخطط العلمية والتقنيات الرقمية، والتعاون مع الاهالي مقيمين ومغتربين ومع المنظمات الدولية وكل من يمد يد المساعدة من اجل خير زغرتا واهلها.
أبناء زغرتا يعلّقون آمالاً كبيرة على هذا العهد البلدي الجديد. فهل تكون هذه الانطلاقة فاتحة نهج جديد من الحكم المحلي الشفاف والمنتج؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة، لكن البداية تبشّر بالكثير.
موقع سفير الشمال الإلكتروني