في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل لبنان بشكل يومي فتضرب وتقتل وتخرق السيادة والأجواء وتنغص على الناس فرحة العيد، وفي ظل الحرب الاقليمية بين الكيان الغاصب والجمهورية الاسلامية في إيران والتي تضع المنطقة برمتها على فوهة بركان، ووسط الأزمات اللبنانية المتوالدة والتي تعجز الحكومة عن مواجهتها بالرغم من أنها تحمل عنوانا إنقاذيا ما “يزال حبرا على ورق”، تسعى بعض الأقلام الرخيصة بالأجرة أو بالتزلف السياسي طمعا بحظوة أو نفوذ في السراي، لتصفية حسابات من خارج الزمان والمكان المناسبين، ربما للتعمية عن فشلحكومي لم يعد من الممكن إخفاءه أو التغاضي عنه.
بالأمس، حاول أحد “الكتّاب” الدفاع عن رئيس الحكومة نواف سلام واصفا إياه بأنه “يسعى لبناء الدولة ولا يحظى بالمواقف السنية الصلبة لدعم حكومته”، ولم يجد طريقة في تعزيز هذا الدفاع سوى بالهجوم غير المبرر على الرئيس نجيب ميقاتي الذي ما يزال حاضرا بقوة في المشهد السياسي المحلي والوطني والدولي رغم خروجه من السراي الكبير، بعدما قاد البلاد في أصعب وأحلك الظروف، ولولا المسؤولية الوطنية التي تحملها ودفاعه المستميت عن هيكل الدولة عموما، ومقام رئاسة الحكومة بشكل خاص، ومعالجته الأزمات بكثير من الحكمة والحنكة، لدخل لبنان الى مرحلة الارتطام الكبير، ولما وجد الرئيس نواف سلام طريقا يصل فيه الى السراي.
لم تُسعف “الكاتب” المفردات التي إختارها لمقاله في التعبير عما طُلب منه أو أوحي له به، فهو لم يُقنع القراء أن “الرئيس السلام هو رجل الانقاذ”، كما لم يفلح في تشويه صورة الرئيس ميقاتي، خصوصا أن ما ساقه ضده من عبارات معلبة يدعو الى السخرية كونه غير مستند الى وقائع أو الى قرائن، بل كان عبارة عن مجرد تنفيس أحقاد وينم عن غباء سواء من الكاتب أو من الجهة التي تريد تصفية حساباتها مع ميقاتي، في هذه الظروف التي تتجه فيها الأنظار الى مصير المنطقة برمتها.
لذلك، فقد فشل “الكاتب” في المهمتين الموكلتين إليه، فلا هو نجح في الدفاع عن الرئيس سلام، ولا هو تمكن من التصويب على ميقاتي، كما فشل في تحقيق الغاية من المقالة خصوصا أن المستهدف محصّن بتاريخ وحاضر سياسي، وبمشروع وطني ما يزال ماثلا للعيان وشكل على مدار سنوات ثلاث شبكة أمان للبنان، وبوسطية تُحصّن وتحمي، وبقاعدة شعبية حاضرة وعلى “الندهة” حيث تدعو الحاجة، فضلا عن كونه شكل وما يزال خط الدفاع الأول عن مقام وهيبة رئاسة الحكومة التي قادت البلاد نحو بر الأمان، قبل أن يغيب دورها لأسباب يُفترض بكاتب المقال نفسه أن يعللها، لا أن يغطي عليها بإفتراءات باطلةوإساءات يعاقب عليها القانون، وإتهامات سخيفة لرؤساء الحكومات عموما وعلى وجه التحديد للرئيس ميقاتي الذي يبدو أن حضوره الدائم يشكل عقدة نقص لمن لا يتوانى عن محاولة تغييب دوره ومصادرة إنجازاته والركوب على المشاريع التي مهّدت لها حكومته، وصولا الى إستخدام تلك الأقلام المسمومة لإستهدافه.
The post عندما يجتمع الحقد والغباء في وقت واحد!!.. عماد عبدالمجيد appeared first on .