على مسافة يومين من جولة المفاوضات السادسة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي كان يفترض ان تستضيفها العاصمة العمانية مسقط، وعند قاب قوسين من المؤتمر الاممي للوصول الى حل الدولتين، شنت إسرائيل هجوماً استباقياً على ايران، ذهب ضحيته عدد من القادة الأمنيين والعلماء النوويين، وخلّف بحسب السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة ٧٨ قتيلاً و٣٢٠ جريحاً.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن فجر امس الجمعة عدواناً على طهران وعدد من المدن الايرانية، وشملت الضربات منشآت نووية على رأسها منشأة “نطنز”، فما هي أسباب هذا الهجوم واي مصير لمنطقة الشرق الأوسط بعده؟
بحسب الخبراء، فإن الهدف الرئيسي للاعتداء الإسرائيلي على ايران ليس برنامجها النووي كما يدّعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بل يكمن في محاولة نتنياهو الخروج من ازماته الداخلية وإظهار إسرائيل بمظهر القوة المسيطرة في المنطقة عبر خلق نزاع طويل جديد يطيل امد بقائه في الحكم، وذلك بعد اشتداد الضغوط الداخلية عليه بهدف الوصول الى اتفاق يعيد الرهائن وينهي حرب غزة.
الى ذلك، بدت واضحة المحاولة الإسرائيلية لتأليب الإيرانيين على الحكم، وذلك من خلال استهداف شخصيات امنية ذات تأثير كبير على السياسة الإيرانية، ناهيك عن رغبتها في اضعاف القدرة العسكرية للجمهورية الإسلامية.
هذا ورأت مصادر متابعة في تصريح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأن “طهران باتت قادرة على صنع سلاح نووي”، اعطى ضوءاً اخضراً غير مباشر للهجوم على ايران.
في سياق متصل، اكدت المصادر أن الضربة الاسرائيلية على ايران لم تكن لتحصل من دون موافقة ضمنية اميركية، مبدية استغرابها للتوقيت كونها جاءت قبل جولة محادثات “مفصلية” بين واشنطن وطهران حول الملف النووي.
توازياً، تلفت المصادر الى ان تداعيات الضربة على ايران لا تقف عند حدود الاهداف العسكرية، بل هي خطوة تشرع الباب امام تحولات سياسية في الداخل الاسرائيلي وفي منطقة الشرق الاوسط. مشيرة الى ان حسم مسار الاحداث يتوقف على قوة الرد الايراني خاصة وانه بعد كل الاحداث التي تلت السابع من تشرين الاول ٢٠٢٣، باتت الجمهورية الاسلامية الايرانية امام لحظة مفصلية تحدد مصيرها.
اذاً، يترقب العالم بأكمله من الشرق الى الغرب ما الذي ستؤول اليه الاحوال بين ايران واسرائيل، علماً ان المنطقة امام احتمالين لا ثالث لهما، فإما توسع الاشتباكات الى حرب اقليمية واسعة وإما تدخل دولي ديبلوماسي يفرملها. فلمن ستكون الغلبة؟.
موقع سفير الشمال الإلكتروني