بعد تعرّض مواطنين في بلدات وقرى جنوبية، يوم الإثنين الماضي، لدوريات كانت تقوم بها قوّات حفظ السّلام في جنوب لبنان “اليونيفيل”، معتبرين أنّها لا تلتزم بالقرار الأممي 1701 الذي يفرض عليها أن تكون دورياتها مشتركة مع الجيش اللبناني، وليس منفردة، قامت قيامة بعض اللبنانيين ضدّ المقاومة وحزب الله واتهموهما أنّهما يعرقلان عمل القوات الدولية ويسهمان في التحريض عليها وتعطيل مهمتها في لبنان، متقاطعين مع جهات دولية تعمل على إنهاء عمل هذه القوات قبل التمديد الروتيني لها أواخر شهر آب المقبل، واستبدالها بقوّات أخرى.
المنتقدون في لبنان للمقاومة وحزب الله إعتبرا ما يجري يضرّ بمصلحة لبنان العليا، وحمّلا المقاومة والحزب تبعات كلّ ما يجري، برغم أنّ بيان “اليونيفيل” الذي صدر في وقت لاحق لم يتهم المقاومة والحزب بذلك، وكذلك فعل الحزب الذي نفى أيّ علاقة لمحازبيه بالأمر، في موازاة إعتبار جهات سياسية لبنانية عدّة ووازنة أنّ ما جرى من تعرّض لليونيفيل قام به “طابور خامس” أراد الإساءة إلى لبنان والمقاومة معاً، داعين الحزب إلى اتخاذ “الإحتياطات اللازمة” في بيئته، تحوّطاً من إختراقات معينة يقوم بها أشخاص وجهات مختلفة تقوم بهذه الأعمال العدائية تجاه اليونيفيل لمصلحة إسرائيل بالدّرجة الأولى.
لكن على قاعدة عنزة ولو طارت، يُصرّ البعض في لبنان على تحميل المقاومة وحزب الله مسؤولية ما يجري، بما في ذلك الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النّار كما القرار 1701، وهي خروقات فاقت 1200 خرقاً منذ قرار وقف إطلاق النّار قبل عدّة أشهر، وآخرها الإعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية عشية عيد الأضحى، من غير أن يُحمّل هذا البعض في لبنان العدو الإسرائيلي مسؤولية ما يقوم به أو ينتقده.
غير أنّ المتحدث باسم قوات “اليونيفيل” أندريا تنينتي، قال يوم أمس كلاماً بدا فيه لبنانياً أكثر من بعض اللبنانيين، ووجّه إلى إسرائيل إنتقادات يخجل هذا البعض على ما يبدو من توجيهها إليها، مثل أنه اعتبر الجيش الإسرائيلي محتلاً لجنوب لبنان ودعا إلى ضرورة إنسحابه منه، بينما ما يزال هذا البعض في لبنان يُنكر حتى اليوم ذلك ويدير له الأذن الصّماء ويتعامى عنه.
كذلك، دعا تنينتي إسرائيل إلى “وقف الإنتهاكات المتكرّرة للسّيادة اللبنانية حفاظاً على الإستقرار في المنطقة”، وهي دعوة لم ينطق بها هذا البعض في لبنان، بل على العكس فإنّه يتهم المقاومة وحزب الله بأنّهما يسهمان في عدم إستقرار لبنان والمنطقة، وليس إسرائيل هي المُسبب ذلك، فمن يكون حريصاً على لبنان ولبنانياً أكثر: الناطق باسم اليونيفيل، أم هذا البعض في لبنان الذي يتماهى مع العدو في كلّ شيء تقريباً؟