تستمر المحاولات الإسرائيلية للتهويل والضغط على لبنان، وهذه المرة من بوابة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان او ما يعرف بقوات اليونيفيل”، وذلك عبر الترويج بقرب وقف عمل هذه القوات في جنوب لبنان. الامر الذي اثار بلبلبة على الساحة اللبنانية وتساؤلات عديدة أهمها ماذا لو تمّ إيقاف عمل قوات اليونيفيل؟
بادئ ذي بدء، وللتذكير، فإن قوات اليونيفيل تأسست في ١٩ آذار ١٩٧٨، بموجب القرارين الامميين ٤٢٥ و٤٢٦ من اجل دعم عمليات الجيش اللبناني عقب الانسحاب الإسرائيلي ومساعدة الدولة على إعادة بسط سلطتها في الجنوب. وعقب حرب “تموز ٢٠٠٦”، عزز مجلس الامن من التفويض الممنوح لليونيفيل مضيفاً اليها مهمة مساعدة النازحين جراء الحرب.
وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، بجناحيها البري والبحري، مؤلفة من ١٠ آلاف جندي حفظ سلام ينتمون الى ٤٦ دولة، يتم التجديد لها سنوياً، وتحديداً في نهاية شهر آب من كل عام، وتوافق الجمعية العامة للأمم المتحدة على ميزانيتها التي تتكفل الولايات المتحدة الأميركية بتمويل ٢٥٪ منها.
الى ذلك، وفيما فوجئ اللبنانيون بالرواية الإسرائيلية عن وقف اعمال اليونيفيل، لم يستغرب بعض المسؤولين الحملة على قوات حفظ السلام هذه، كونها تتكرر في كل عام عند اقتراب موعد التجديد لها، اضف الى ان للعدو الاسرائيلي رغبة كبيرة في ذلك، وقد قامت قواته بإستهداف القبعات الزرق مرات عديدة ابان “عدوان أيلول ٢٠٢٤” على لبنان.
من جهته، اكد المتحدث باسم اليونيفيل اندريا تيننتي في حديث لـ””، انه “لم يتخذ أي قرار بإيقاف عمل اليونيفيل”، واضعاً كل الانباء المتداولة في خانة “التقارير غير المؤكدة والتكهنات”.
وأضاف: “مجلس الامن الدولي وحده مخوّل بتقرير مصير البعثة، وهذا الامر سيحسم أواخر شهر آب المقبل. كما ان المفاوضات والنقاشات مستمرة بين الدول الأعضاء وما زلنا نحظى بدعم المجتمع الدولي للمهام التي نقوم بها”.
وعن التداعيات الأمنية لقرار وقف عمل اليونيفيل على لبنان، قال تيننتي “لن أتكهن بقرار لم يُتخذ بعد. فدور البعثة بالغ الأهمية نظراً للدعم الذي نقدمه للجيش اللبناني والسكان المحليين، وبصفتنا قوة محايدة قادرة على دعم عملية سلام من شأنها تحقيق استقرار دائم في هذه المنطقة”.
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت إسرائيل تمارس أي ضغوط للوصول الى هذا القرار، شدد تيننتي مرة جديدة على ان “هذا القرار يعود لمجلس الأمن وليس للدول الأعضاء بشكل فردي”. لافتاً الى ان “اليونيفيل تعمل بناءً على طلب السلطات اللبنانية، وتحظى بدعم الجيش اللبناني والمجتمع الدولي”. وختم بالقول “سنواصل العمل في جنوب لبنان لضمان أن يتحول هذا الاستقرار الهش إلى سلام دائم”.
اذاً، فيما لا يزال مصير قوات اليونيفيل معلّقاً حتى الساعة، يمكن الجزم بأن وقف عملها او تقليصه بشكل كبير لا يفيد الا العدو الإسرائيلي الذي لم يقم أي اعتبار أصلاً للقوات الدولية، وتسعى بكل جهدها لان يكون الجنوب اللبناني منطقة فارغة امنياً لتقتحمها وتقيم فيه مستوطناتها. وبإنتظار نهاية آب لبلورة الصورة، هل سيدفع الجنوب فاتورة جنون نتنياهو ام ان الحسم سيكون لمجلس الامن؟..
موقع سفير الشمال الإلكتروني