فنانة من طراز رفيع...
الحوار معها متعة وقيمة وطفولة...
القديرة في تمثيلها تختزل الحكاية...
هي ابنة النيل الأصيلة الممثلة سميحة أيوب (8 مارس 1932 - 3 يونيو 2025) غيبها الموت منذ قليل.
ولدت في حي شبرا بمدينة القاهرة، وهي صاحبة أطول مسيرة فنية في تاريخ السينما العربية، كانت بدايتها الاحترافية من خلال فيلم "المتشردة" سنة 1947. تجاوزت سنوات عملها السينمائي والتلفزيوني 77 عامًا...
التقيتها في غالبية المهرجانات العربية، وأول مرة كان اللقاء من خلال السيدة صباح في مصر، سهرة خاصة في منزلها، وحينما عرفت بإسم عائلتي قالت بسرعة:" أهلا بإبن العم"...
ودائماً قبل التحية أقول لها :" اهلاً إبنة العم"...
هكذا عرفت سميحة أيوب .. واثقة، شامخة، حاسمة، تمتلك ناصية الكلام والتمثيل والمواقف، وتفقه بإعطاء رأيها دون خجل ودون مواربة!
غنية في المعلومة، وجميلة الكلام الحديث الالقاء، والأجمل متصالحة مع ناصية نطق اللغة العربية!
اشتغلت على موهبتها، وثقفت شخصيتها، وتصالحت
معها إلى أن أصبحت فنانة مثقفة تعرف أسرار صور الناس الغلابة، وأصبحت ممثلة الحضور المشخصاتية ببراعة تخالها في كل أدوارها هي الدور...تنسلخ من نجوميتها، وتلبس الدور الذي أصبح هي.
قومية، ووطنية، وتعتبر الثورة تنطلق منها، والأجمل في سميحة أيوب لا تجامل في فنها وأدوارها ورأيها...
ما من مرة تحادثنا، تلاقينا إلا وزاد احترامي لها، إنها الماء وإن غضبت تصبح الشوك...
رحلت بهدوء في زمن عربي وفني صعب، تخالها قررت الرحيل حتى لا تشاهد الانهيار...
رحلت في اتعس ظروف الفن، وبالتحديد التمثيل، وهي التي شاركت في بناء الهرم!
رحلت وراية الإنسان منكسرة ومغيبة وغزة تموت ولبنان جريح والعرب في خبر كان...
رحلت سميحة أيوب، وتاركة لوحة تشرف العرب في زمن لا شرف في وعند العرب...