2025- 05 - 29   |   بحث في الموقع  
logo الدكتور عبدالحميد كريمة رئيسا لبلدية طرابلس logo الشيخ النابلسي: كنتم خير مراسلين أخرجتم من هذا الوطن logo الرئيس عون التقى المدير العالمي لترخيص وتطوير “ستار لبنك” logo طقس ربيعي معتدل يسيطر على لبنان logo إصابة مواطن إثر سقوط قذيفة في عكار.. إليكم التفاصيل! logo جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا logo “القوّات اللبنانية” تشكر بري logo فضل الله للمنار: من لديه عقدة بشأن المقاومة فليبقى في عقدته
نذور الثنائي الوطني وبيئته على الحدود وفي صناديق الاقتراع!.. وسام مصطفى
2025-05-28 05:56:02

حلّ عيد المقاومة والتحرير هذا العام بأبعاد استثنائية شاملة ومختلفة في الشكل والمضمون وفي الظروف التي سادت على مدى ربع قرن من الزمن كان فيه اللبنانيون شعباً وجيشاً ودولة ومقاومة ومؤسسات منسجمون نسبياً في صيغة تتقاطع على اعتبارات وطنية تميز فيها العدو والخصم من الصديق والحليف، وتجمع على فهم عام للسيادة والاستقلال إزاء النظرة الى المقاومة والاحتلال الاسرائيلي حتى لو اختلفت داخلياً في ترجمة مصاديق هذه النظرة وتطبيقاتها وأفقها المستقبلي.


ما هو ثابت أن الأطراف – على ضفتي التضاد حول الاعتقاد بمشروع المقاومة – ما تزال وفية لمسارها التي آمنت به، ولكن المتغيّر الذي أحدثته الحرب الوحشية الاسرائيلية المتواصلة منذ عام ونصف العام على قطاع غزة ولبنان برز في ارتفاع نبرة الفريق المؤمن بفكرة التطبيع والتعايش مع “إسرائيل” تماشياً مع بروباغندا الهزيمة التي ترى أن عصر المقاومة انتهى وجاء زمن التسويات.


في المقابل والثابت أيضاً، أن الذكرى التي تكرست عيداً وطنياً رسمياً باسم “المقاومة والتحرير” في أيار ٢٠٠٠ ما تزال محفورة في تاريخ لبنان كما في قلوب شعب المقاومة ووجدانهم، وهم يحيونها هذا العام بقدر عظيم من التضحيات جاوزت بحجمها وعمقها سنوات الاحتلال والقهر، ويفتقدون فيها سيد المقاومة وكبار قادتها وقوافل ممتدة من أبنائهم الشهداء، ولكنهم على الرغم من ذلك يؤكدون ثباتهم على النهج والخيار.


راهنت واشنطن وتل أبيب كما فريق التسوية والتطبيع في لبنان على أن المقاومة بدأت تلفظ أنفاسها ويتراجع زخمها وتفقد مكانها في بيئتها نتيجة الخسائر الباهظة التي تكبدتها هذه المقاومة وبيئتها، وأن لبنان الغد قادم إلى عهد جديد لا مقاومة فيه بما يتيح المباشرة بتنفيذ مشروع التسوية والتطبيع مع “إسرائيل”. ومهّدت لهذا المعطى الوهمي بحملات ضغط سياسية وإعلامية شعواء مصحوبة بعدوان إسرائيلي يومي، واستغلت في ذلك التزام المقاومة بوقف اطلاق النار لتمعن في دق اسفين فك الارتباط بين المقاومة وبيئتها، وجاء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية اختباراً ميدانياً لنجاعة هذه الحملات.. فماذا حصل!؟


بدا وكأن بيئة المقاومة والثنائي الوطني كانت بدورها تنتظر هذه المحطة لتستكمل نذور الوفاء.. كان النذر الأول مراسم حج عودة ناس المقاومة إلى القرى الجنوبية عند الحدود مع فلسطين غير عابئين بعدوان او احتلال ولا بدمار أو ركام ولم تفلح الاعتداءات اليومية في ثنيهم عن احتضان أرضهم، أما النذر الثاني فكان تسونامي الموقف الذي أثبتوا فيه وفاءهم وصدق انتماءهم بخلاف التوقعات الأمريكية والاسرائيلية وابواقهم في الداخل.


زحف أبناء الثنائي الوطني الى صناديق الاقتراع لينتخبوا لوائح “التنمية والوفاء” بمدّ كاسح غير مسبوق من بلدة القصر والهرمل وبعلبك شمالاً إلى جبل لبنان والضاحية وبيروت وصولاً إلى الجنوب، وعلى خطٍ موازٍ كان خيار التزكية جانباً آخر من جوانب وحدة الموقف والقرار خلف خيار المقاومة.


أنجز الثنائي الوطني وبيئة المقاومة العلامة الكاملة في مناطق تمثيله الشعبي فيما أسهم في تمتين الصيغة الجامعة ورفض الاتجاه التقسيمي الذي أراده البعض للعاصمة بيروت، وهذا هو النذر الثالث الذي أكد الثنائي الوطني من خلاله على أولوية الجمع لا التفرقة وعلى أهمية القفز فوق الحواجز الطائفية والمذهبية باتجاه بناء الوطن والحيلولة دون تشرذم شرائحه الانسانية والاجتماعية.


توقع أصحاب خط الانعزال والتقسيم في لبنان وداعموهم في واشنطن وتل أبيب أن تكون الانتخابات البلدية والاختيارية محطة سقوط للثنائي الوطني وأرادوها ان تكون سيفاً مصلتاً على بيئة المقاومة للبناء على نتائجها وتداعياتها في المضي بمشروع العزل والإقصاء ولكن النتائج أفرزت مجموعة من الوقائع أهمها أن المقاومة فكراً ونهجاً قد ترسخت أكثر من ذي قبل في بيئتها وأصبحت أكثر التصاقاً بها من جهة، ومن جهة ثانية أظهرت هذه البيئة أنها بيضة القبان في نسيج المعادلات الداخلية وأن صوتها الذي أفرزته نتائج الانتخابات لا يمكن كتمه أو تجاوزه في صياغة القرار الوطني للبنان الجدي.. هذا اللبنان الذي لن يكون إلا وطن المقاومة والسيادة والاستقلال ولن يكون أبداً ساحة خلفية لإسرائيل أو لأي جهة خارجية تستهدف كينونته بلداً للتعايش والإلفة وساحة للتنوّع النموذجي في وحدة أبنائه واجتماع أطيافه الوطنية المخلصة.

موقع سفير الشمال الإلكتروني





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top