في ظل أجواء انتخابية دقيقة تحمل في طياتها تحديات متعددة على الساحة السياسية، تتواصل في محافظتي بيروت والبقاع عمليات فرز نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية حيث اتسمت ساعات الاقتراع الأولى بتدنٍ ملحوظ في نسب المشاركة، مما أثار تساؤلات حول حجم الإقبال الشعبي على هذا الاستحقاق الديمقراطي غير أن الصورة لم تبق على حالها، إذ شهدت حركة الاقتراع ارتفاعاً تدريجياً في الساعات اللاحقة، ليقترب معدل المشاركة في بيروت من تلك المسجلة في الانتخابات السابقة.
ومع حلول الساعة السابعة مساءً، تكشفت معالم المشاركة في العملية الانتخابية من خلال الأرقام المسجلة، والتي أظهرت تفاوتاً واضحاً بين مختلف المناطق. في بيروت، بلغت نسبة المشاركة 21%، وهي نسبة متواضعة مقارنةً بالمناطق الأخرى. على النقيض من ذلك، سجلت بعلبك نسبة مشاركة مرتفعة بلغت 46.73%، تليها زحلة بنسبة 32.14%، ما يشير إلى إقبال أكبر في المناطق الداخلية.
أما في الهرمل، فقد وصلت نسبة المشاركة إلى 34.56%، في حين سجلت مناطق البقاع الأخرى نسباً متفاوتة: 37.66% في عموم البقاع، 37.1% في راشيا، و41.41% في البقاع الغربي. هذه الأرقام تعكس مشهداً انتخابياً غير متجانس، حيث تتفاوت مستويات الحماس والتفاعل الشعبي وفقاً للعوامل المحلية والخصوصيات الجغرافية والسياسية لكل منطقة.
وفي مشهد آخر يعكس ارتباط اللبنانيين العميق بوطنهم رغم الاغتراب، شهدت الانتخابات البلدية حضوراً لافتاً لمغتربين عادوا خصيصاً من الخارج للمشاركة. على الرغم من المسافات الطويلة وتكاليف السفر، ورأى هؤلاء في مشاركتهم تجسيداً للانتماء الحقيقي والتزاماً بقضايا الوطن.
مع بدء ظهور النتائج الأولية بعد فرز 15% من الأصوات في بيروت، سجلت لائحة “بيروت بتجمعنا” تقدماً واضحاً في العاصمة. كما تم الإعلان عن فوز لوائح “الصيفي بتجمعنا”، “المدور بيجمعنا”، “الرميل بتجمعنا”، و”الأشرفية بتجمعنا”، التي تحظى بدعم التيار الوطني الحر والطاشناق والقوات اللبنانية والكتائب. وقد تصدرت فيروز موراني الأصوات في منطقة الصيفي، مما عزز من فوز لائحة “بيروت بتجمعنا” في تلك المنطقة.
في القاع، فازت لائحة المحامي بشير مطر بكامل أعضائها، بدعم من القوات اللبنانية.
أما في بعلبك، فقد حقق الثنائي أمل وحزب الله فوزاً كاسحاً بكافة المقاعد البلدية في بعلبك، دورس، وبريتال، وفقاً لماكينتهم الانتخابية.
وفي زحلة، تبلورت الصورة النهائية بفوز كاسح للائحة “القوات اللبنانية” بنتيجة 21 مقابل 0، ما أشعل الاحتفالات في المدينة ابتهاجاً بهذا الانتصار الساحق.
في ظل هذه المعطيات، تبقى الأنظار متجهة نحو النتائج النهائية، حيث ستكشف الساعات المقبلة ما إذا كان هذا الزخم الشعبي كفيلاً بتعزيز الشرعية التمثيلية، أم أن الشكاوى والعقبات ستلقي بظلالها على المشهد الانتخابي برمته.
موقع سفير الشمال الإلكتروني