في قلب الشمال اللبناني، حيث يتعانق التاريخ العريق مع روح الأمل، تقف مدينة طرابلس اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، مرحلة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الإرادات، لبناء مستقبل يليق بأهلها وتاريخها العريق. هذه المدينة، التي طالما شكلت منارة للعلم والتجارة والثقافة، لم تكن يومًا مدينة منهكة، بل بقيت حاضرة نابضة بالحياة، رغم ما مرت به من تحديات.
واليوم، مع انطلاق عمل المجلس البلدي الجديد، تبرز الحاجة الملحة لإحداث صدمة إيجابية فورية تعيد الأمل والثقة إلى نفوس المواطنين، وتؤكد لهم أن التغيير ليس مجرد وعود، بل خطوات عملية ملموسة. إن استعادة الثقة تتطلب تحركًا سريعًا، وقرارات واضحة تعكس إرادة حقيقية في الإصلاح، وتُظهر أن مرحلة جديدة قد بدأت بالفعل.
ولتحقيق ذلك، من الضروري الشروع فورًا بتنفيذ إجراءات أولية تعبر عن هذا التوجه، ومن أبرزها:
– تنظيم حركة السير في مختلف أنحاء المدينة بما يضمن انسيابية المرور، ويقلل من الفوضى والازدحام.
– تنظيف الشوارع وتحرير الأرصفة من التعديات، لتكون بيئة آمنة للمشاة، وتعكس صورة حضارية لطرابلس.
– تأمين الإنارة العامة في الشوارع والأحياء، خصوصًا تلك التي تعاني من الإهمال، حفاظًا على سلامة وأمن المواطنين.
– إزالة التعديات والمخالفات بشكل حازم، وتطبيق القوانين بعدالة، بما يكرس مبدأ احترام النظام العام.
– تأهيل الحدائق والمساحات العامة لتكون متنفسًا صحيًا للعائلات، وتُسهم في تحسين جودة الحياة.
– تنظيم الأسواق والأماكن العامة بما يضمن كرامة المواطن، ويُسهم في تعزيز النظام والنظافة العامة.
– متابعة فورية لعملية حرق الدواليب التي تنشر مادة الديوكسين المسرطنة وتهدد السلامة العامة لا بل وتؤدي الى الموت .
طبعا هناك مسؤوليات أخرى تتعلق باختصاصات البلدية لامجال لذكريات في هذه العجالة لكثرة تنوعها وتعددها، ولكن التدابير الفورية المذكورة اعلاه لايحتمل تأجيلا ولا تسويفا وهي لا تعد ترفًا، بل تمثل الحد الأدنى من الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل مواطن. وهي المدخل الطبيعي لأي عملية إنمائية مستدامة.
إن مسؤولية المجلس البلدي لا تقتصر على التخطيط والإدارة، بل تتعداها إلى بناء علاقة ثقة وتواصل مستمر مع المواطنين، قائمة على الشفافية، والمصارحة والعمل المشترك من أجل المصلحة العامة.
فلنضع جميعًا يدًا بيد من أجل بناء طرابلس جديدة، تدار بعقل المؤسسات وقلب المواطن، وتنهض بإرادة أهلها وتفاني مسؤوليها، نحو مستقبل يصنعه العمل وتثبته المحبة، وتحتضنه قيم المشاركة والتقدم.
إنها البداية، وبإذن الله، ستكون محطة مفصلية في مسار طرابلس، المدينة التي تستحق أن تكون عنوانًا للأمل، ورمزًا للحياة، ونموذجًا للمستقبل .
The post طرابلس.. نهوض جديد نحو مستقبل مشرق!.. بقلم: ليلى شحود تيشوري appeared first on .