بعد تأجيل دام لثلاث سنوات، انطلقت المرحلة الأولى للانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، في معركة غلب عليها الطابع السياسي، واضعاً إياها في خانة “البروفا” للانتخابات النيابية المقبلة.
وبحسب وزارة الداخلية والبلديات، فقد بلغت نسبة الاقتراع في المحافظة ٤٥,١٦٪، اما عدد المقترعين فوصل الى ٣٧٦٧٢٥ مقترعاً. ووصلت الى الوزارة ٦٦٠ شكوى في وقت ورد الى الخط الساخن ٨٠٧٥ اتصالاً. يذكر ان ٧٠ بلدية كان قد اعلن فوزها بالتزكية.
في سياق متصل، اعلنت الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات “لادي”، في تقريرها حول الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، وجود ثغرات لدى هيئات الاقلام، ولفتت في مؤتمر صحافي عقدته امس، انها سجلت خروقات للصمت الانتخابي وسرية الاقتراع، اضافة الى اشكالات امنية وفوضى في عدد من الاقلام.
وكانت الدولية للمعلومات قد اشارت في وقت سابق الى ارتفاع في عدد المرشحين حيث بلغ ٧٢٥٢ مرشحاً ومرشحة، فيما اقفلت بورصة الترشيحات عام ٢٠١٦ على ٦٧٩٧ مرشحاً. وبحسب البيانات الاحصائية، فتضم المحافظة ٣٣٣ بلدية موزعة على الاقضية السنة بالشكل التالي:
– كسروان ٥٤ بلدية تضم ٥٦٧ مقعداً.
– جبيل ٤٠ بلدية تضم ٤٢٦ مقعداً.
– المتن ٥٦ بلدية تضم ٦٥٤ مقعداً.
– بعبدا ٤٩ بلدية تضم ٥٩١ مقعداً.
– عاليه ٥٨ بلدية تضم ٦٤٨ مقعداً.
الشوف ٧٦ بلدية تضم ٩٠٠ مقعداً.
يوم الانتخابات الطويل الذي لم يخل من الاشكالات الامنية التي طوقتها القوى العسكرية، جاءت ام المعارك خلاله في بلدية جونيه، حيث كان الفوز من نصيب اللائحة المدعومة من النواب فريد هيكل الخازن ونعمت افرام وحلفائهما. اما مختلف نتائج بلديات المحافظة فتوزعت بين القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر اضافة الى بعض البلديات التي حصدتها تحالفات العائلات. فيما فازت اللوائح المدعومة من الثنائي الشيعي في الغبيري وحارة حريك في وقت فازت باقي بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزكية لصالح لوائح “التنمية والوفاء”.
توازياً، سجلت نسبة الاقتراع تراجعاً قدّر بـ ١١٪ مقارنة مع سنة ٢٠١٦. الا انه ورغم التحالفات التي جمعت اضداد السياسة في بعض الاماكن، فلا يمكن اعتبار نتائجها قاعدة يبنى عليها لتحديد مسار الانتخابات النيابية المقبلة لسببين الاول هو ان الاستحقاق البلدي ولو اتسم بطابع سياسي الا ان الغلبة فيه تكون للعائلات فيما الاستحقاق النيابي اساسه سياسي بحت. والثاني الاختلاف في قانون الانتخابات حيث تجرى الانتخابات البلدية على اساس القانون الاكثري اما الانتخابات التشريعية فتجرى على اساس القانون النسبي.
وتبقى النقطة الاهم التي يجب التوقف عندها ان الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان دحضت فكرة تكريس الزعامة المسيحية، اذ اثبتت النتائج ان لكل من الاطراف المسيحية حيثيته ولا يمكن لاحد ان يلغي احدا، لا سيما وان الاستحقاق البلدي قد جمع في بعض البلديات خصوم السياسة.
اذاً، انتهت الجولة الاولى من الانتخابات البلدية بقدر قليل من الخروقات والاشكالات، مع اثبات وزارة الداخلية جهوزيتها الكاملة لاتمام الاستحقاق في مختلف المحافظات. والى الشمال وعكار حيث ستجرى الانتخابات الاحد المقبل، يبقى التمني بأن يفوز من يؤمن بالانماء وضرورة تحقيقه لان الحرمان بات يثقل كاهل المواطنين.
The post إنتخابات جبل لبنان.. بروفة مسيحية – مسيحية للإستحقاق النيابي!.. ديانا غسطين appeared first on .