تخطف بلدة عندقت، البلدة المارونية الثانية بعد الجارة القبيات، أضواء الإستحقاق الانتخابي على صعيد مختلف البلدات المسيحية في محافظة عكار، وذلك لسببين، أولا هي البلدة التي تألقت ورفع إسمها عاليا بجهود أحد أبنائها طاني حنا الذي دأب منذ سنوات على العمل العام، وإقامة النشاطات الترفيهية، والبيئية، والاجتماعية والثقافية عبر جمعيته “تدبير”، فحول الأنظار الى البلدة وجعل منها مقصدا للزوار والوافدين من داخل عكار وخارجها. 

ويمكن القول أنه الوحيد الذي أقام نشاطات ترفيهية ومهرجانات ضخمة مجانية في المنطقة، مكرسا بذلك تعاطي مختلف من العمل العام.

وثانيا، بسبب البلبلة جراء إستقالة أعضاء من هيئة عندقت في التيار الوطني الحر إحتجاجا على ترشح رئيس الهيئة ضمن لائحة “عندقت هوية” من دون التشاور مع الأعضاء، الأمر الذي دفع هيئة قضاء عكار الى إصدار بيانا أكد فيه أن التيار الوطني الحر والذي يشكل بمؤيديه وملتزميه الشريحة الأكبر في بلدة عندقت يؤكد أنه يقف على مسافة واحدة من اللوائح المتنافسة في البلدة ، وهو إذ يتمنى الفوز لمن يؤمن المصلحة العليا لعندقت وأبنائها، فإنه يعتبر أن الترشيحات المتقابلة لأعضائه المنتسبين إنما تبقى على عاتقهم الشخصي ولا تمثّل التيار، وتعبّر عن تنّوع مسموح ضمن إطار المنافسة المحلية والعائلية وهي بالتالي لا تعتبر حالة إنقسامية بأي شكل من الأشكال.

وبناء عليه فان المعركة الانتخابية في البلدة التي تضم 4300 ناخبا ومن المفترض أن تأخذ طابعا إنمائيا بحتا، بين من يقدم أفضل برنامج لأهالي البلدة، وبين من يعمل على إنماء البلدة، لجهة إنشاء الحدائق العامة، وإقامة المعامل، والنوادي الرياضية، والاهتمام بالبيئة وغابات وادي عودين… تحول الصراع الى صراع عائلي كيدي ومن خلفه الأحزاب الموزعة على اللائحتين. حيث ترفع بلدة عندقت لواء التنافس العوني ـ العوني حيث المعركة السياسية الأشد التباساً في المحافظة بسبب الانقسام الحاد داخل التيار الوطني الحر، الذي يتوزع على اللائحتين المتنافستين، الأولى لائحة “كرمال عندقت” برئاسة طاني حنا والتي تجمع كل الأحزاب والعائلات، والذي وعد خلال إعلان اللائحة بالمزيد من المشاريع الانمائية على أن تتم المحاسبة بعد ثلاث سنوات، وبين لائحة “عندقت الهوية”، التي يرأسها كامل الدرزي.

وفي السياق نفسه أعلن النائب أسعد درغام وقوفه على الحياد في ما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي في مختلف البلدات المسيحية، مؤكدا ان لديه صداقات وعلاقات مع الجميع وبالتالي الأمر متروك للعائلات لتقرر من ستختار للعمل العام.