برعاية نقيب المحامين في طرابلس، الأستاذ سامي مرعي الحسن، نظّم معهد حقوق الإنسان في نقابة المحامين في طرابلس، بالتعاون والتنسيق مع الجامعة العربية المفتوحة – لبنان، ندوة متخصصة بعنوان: “العمل البلدي في لبنان في إطار الانتخابات: دور المرشحين والناخبين”، وذلك نهار الخميس الواقع في 17 نيسان 2025، في دار النقابة.
وشهدت الندوة حضور معالي الوزير سمير الجسر، الذي كان له دورٌ بارز في دعم قضايا الشأن العام والعمل البلدي.
هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على الإطار القانوني المنظّم للانتخابات البلدية، ودور كلٍّ من المرشحين والناخبين في هذا الاستحقاق الديمقراطي، وعلى التحديات المرتبطة بالعمل البلدي، وسبل تعزيز الشفافية والمساءلة في أداء المجالس المحلية.
استُهلّت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه نشيد نقابة المحامين، ثم أُلقيت الكلمة الافتتاحية من قبل مديرة معهد حقوق الإنسان، الأستاذة رنا دبليز، جاء فيها: “يسعدنا في معهد حقوق الإنسان في نقابة المحامين في طرابلس، وبرعاية كريمة من سعادة النقيب الأستاذ سامي مرعي الحسن، أن نرحب بكم في هذه الورشة الحوارية المتخصصة، التي ننظمها بالشراكة مع الجامعة العربية المفتوحة في لبنان، تحت عنوان: “العمل البلدي في لبنان في إطار الإنتخابات: دور المرشحين والناخبين”.
إن أهمية هذه الورشة تنبع من التوقيت أولاً، ومن الموضوع ثانياً… فنحن اليوم على أبواب استحقاق بلدي مفصلي، يتطلب وعياً قانونياً ووطنياً يعزّز من نزاهة الانتخابات وفاعلية المشاركة. من هنا، كان لا بدّ من تسليط الضوء على الإطار القانوني للانتخابات البلدية، بدءًا من مرحلة الترشّح إلى يوم الاقتراع، وهو ما سيتناوله المحور الأول في هذا اللقاء.
ولا يمكن الحديث عن الانتخابات البلدية بمعزل عن دور المواطن نفسه، ليس فقط كناخب أو مرشّح، بل كمراقب أيضاً. فالمساءلة تبدأ من المعرفة، ولا ديمقراطية محلية دون مشاركة شعبية واعية ومسؤولة. لذا، فإن تعزيز الثقافة الانتخابية يُعدّ خطوة أساسية نحو بناء مجالس بلدية تمثل الناس وتخدمهم بكفاءة.
كما لا يكتمل الحديث عن الانتخابات دون التوقف عند مضمون الإطار القانوني للعمل البلدي بحد ذاته، ودور الأعضاء المنتخبين بعد نيلهم ثقة الناس، وهذا ما يتضمّنه المحور الثاني، الذي يضعنا أمام مسؤولية مزدوجة: مسؤولية الاختيار، ومسؤولية الأداء.
نثمّن مشاركة الأستاذ أندريه سليمان، الخبير البارز في الحوكمة والسياسات العامة، الذي يُغني هذا اللقاء بخبرته، ونشكر الجامعة العربية المفتوحة على تعاونها البنّاء، كما نشكر الحضور الكريم على اهتمامكم ومشاركتكم. معاً، نعيد الاعتبار للسلطة المحلية كرافعة للعدالة، والتنمية، والمواطنة الفاعلة.”
وبعدها، أُلقيت كلمة الدكتورة يارا عبد الله، ممثلةً عن الجامعة العربية المفتوحة في لبنان، قدّمها الدكتور داني عون، وجاء فيها: “يسرّ الجامعة العربية المفتوحة في لبنان أن ترحّب بكم في هذه الورشة بالشراكة مع نقابة محامي طرابلس ومعهد حقوق الإنسان، والتي تُعقد في لحظة وطنية دقيقة تتطلب تفعيل العمل البلدي وتكريس الديمقراطية التشاركية، من خلال دور فعّال لكلٍّ من المرشحين والناخبين. فالانتخابات البلدية ليست مجرّد استحقاق دستوري، بل مناسبة لتعزيز المشاركة الشعبية وتمكين المواطن من المساهمة في صنع القرار المحلي، بما يخدم تنمية بيئته وتحقيق طموحاته.
لقد آمنت الجامعة منذ تأسيسها بأهمية الربط بين المعرفة الأكاديمية وخدمة المجتمع، وعملت على بناء شراكات فاعلة مع النقابات والبلديات والمؤسسات الحقوقية لتعزيز الوعي المدني وروح المواطنة. ومن هنا تنبع أهمية هذه الورشة كمساحة للتفكير المشترك والحوار البنّاء حول سبل تحسين الأداء البلدي، وتطوير العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الشفافية والكفاءة. نشكر حضوركم ودعمكم، ونتمنى أن تُثمر هذه اللقاءات في خدمة لبنان وديمقراطيته.”
ثم ألقى امين السر الأستاذ طوني فرنجية كلمة النقيب الحسن وجاء فيها:” أهلاً وسهلاً بكم في دار نقابة المحامين في طرابلس، هذه النقابة التي أسّست مع إعلان دولة لبنان الكبير، إنّها دار جامعة لكلّ اللّبنانيّين، شرّفني سعادة نقيب المحامين في طرابلس الأستاذ سامي مرعي الحسن بأن كلّفني أن أمثّله وألقي كلمة في ورشة العمل التي دعت إليها نقابة المحامين بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة ومعهد حقوق الإنسان التابع لنقابتنا حول: (العمل البلدي في لبنان في إطار الانتخابات- دور المرشّحين والنّاخبين)”.
وتابع:” دأبت نقابة المحامين أن تكون رائدة سبّاقة في العمل في الشأن العام فاختارها المشرّع من بين كلّ النقابات أن تكون حاضرة في لجنة الإدارة العدل، (أيّ المطبخ القانونيّ الذي يعدّ القوانين اللّبنانيّة) لما للمحامين من قدرةٍ ودورٍ فاعِل في سنّ التّشريعات والقوانين”.
واضاف:” إنّ الانتخابات البلدية التي ستجري في الشهر القادم هي محطة أساسيّة في كلّ قريةٍ أو بلدةٍ أو مدينةٍ لأنّ المجالس البلدية مكلّفة بالقانون إدارة شؤون القرية أو البلدة أو المدينة، وعلى المواطنين أن يختاروا من يمثّلهم أحسن تمثيل لتقديم أفضل الخدمات على الصعد كافّة لأنّ الدولة اللّبنانيّة غائبة عن الإنماء المتوازن وخاصّةً في مناطقنا الشمالية، فالمهمّة منوطة بكم أنتم معشر المحامين أنتم الرائدون في العمل العام، عليكم واجب وطني وأخلاقي أما عبر الترشّح لهذه المناصب القيادية المحلية أو عبر المراقبة والمحاسبة والسّعي لإيصال أفضل المرشّحين إلى المجالس البلدية”.
واردف:” من هذا المنطلق، صدر عن نقابة المحامين يوم الإثنين الماضي بيان تدعو فيه المحامين إلى لعب دورهم في العملية الانتخابية القادمة ترشيحاً واقتراعاً إيماناً منها بالدّور الوطني والاجتماعي للمحامين في خدمة مجتمعهم ووطنهم”.
وختم:” أخيراً أتمنّى أن تكون هذه الورشة مفيدة لكم وتساعدكم على إنارة الطريق وتزيدكم علماً ومعرفة، وأترك للسّادة المحاضرين أن يناقشوا معكم عناوين ورشة العمل هذه ومحاورها،دمتم ودامت نقابة المحامين في طرابلس، عاش لبنان”.
وقد ألقى أعمال الندوة الأستاذ أندريه سليمان، وهو خبير بارز في مجال الحوكمة والسياسات العامة، يتمتع بخبرة واسعة في إصلاح الإدارة العامة في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا. شغل منصب ممثل المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية (DRI) في لبنان بين عامي 2016 و2025، وشارك في إعداد العديد من الدراسات والأبحاث، من أبرزها: “المساءلة والتصويت المحلي في الانتخابات البلدية: رسم خريطة المساءلة من خلال البيانات.”
تميّزت الندوة بحضور فاعل من المحامين، والناشطين، والمهتمين بالشأن العام، وسُجّل حضور معالي الوزير سمير الجسر، الذي أضفى على اللقاء بعدًا وطنيًا وقانونيًا هامًا.
وقد أغنت المداخلات والمناقشات الندوة، وساهمت في تسليط الضوء على التحديات المرتبطة بالعمل البلدي، وسبل تعزيز الشفافية والمساءلة في أداء المجالس المحلية.
The post ندوة متخصصة بعنوان: “العمل البلدي في لبنان في إطار الانتخابات: دور المرشحين والناخبين” appeared first on .