عندما أصرّت دول غربية وعربية على إجراء الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في مواعيدها المحدّدة، في شهر أيّار المقبل، كان وراء هذا الإصرار والضغوطات التي مورست على الحكومة لمنع تأجيلها إجراء الإنتخابات مرّة رابعة، منذ أوّل تأجيل في العام 2022، عدة أهداف على رأسها حشر حزب الله في بيئته لكشف تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان منذ 8 تشرين الأوّل العام 2023، وإحداث شرخ بين الحزب وقاعدته الشعبية الداعمة للمقاومة يمكن البناء عليه مستقبلاً.
إعتبرت هذه الدول أنّ الفرصة مؤاتية لها الآن أكثر من أيّ وقت آخر، ذلك أنّ الدّمار الكبير الذي لحق ببلدات وقرى جنوبية عديدة بالتزامن مع عدم وجود أيّ بصيص أمل في قرب إعادة إعمارها، وعدم عودة أهلها إليها حتى اليوم تزامناً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان برغم إعلان التوصّل إلى قرار وقف إطلاق للنّار أواخر شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وعدم إلتزام العدو بالقرار وخرقه له أكثر من 3 آلاف مرّة، وما يُحكى عن ضآلة التعويضات التي نالتها العائلات المتضرّرة من العدوان، كلّها عوامل إضافة إلى أخرى اعتبرتها الجهات الضاغطة لإجراء الإنتخابات فرصة ينبغي لها أن تستغلّها على أكمل وجه.
غير أنّ موقف الثنائي الشّيعي، حزب الله وحركة أمل، الدّاعي إلى إجراء الإنتخابات في مواعيدها، وتأييده لإجرائها ولو داخل الخيم وعلى التراب بسبب الدّمار الواسع الذي تعرضت لها المدارس وغيرها التي تعتمد عادة كمراكز إنتخابية، أجهض كلّ المساعي التي بذلت لحشر الحزب والثنائي في الزاوية، وتحويل الإنتخابات إلى مناسبة لتحريض الشّارع الشيعي وانقلابه عليهما.
وظهر ذلك جليّاً في توصّل الثنائي والعائلات إلى توافق شمل أكثر من بلدية جعلها تفوز بالتزكية، كما حصل مؤخّراً في بلديتي برج البراجنة وبلدية المريجة في الضاحية الجنوبية وتتبعان قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان، وهي المحافظة التي ستشهد أولى جولات الإنتخابات المحليّة يوم الأحد المقبل.
هذا التوافق الذي أسفر عن فوز بلديات بالتزكية وكشف مدى قدرة الثنائي الشيعي على الإمساك بقاعدتهما الشعبية وشارعهما، إمتد أيضاً إلى محافظتي البقاع وبعلبك ـ الهرمل حيث ستجري الجولة الثالثة من الإنتخابات يوم 18 أيّار المقبل، وصولاً إلى محافظتي الجنوب والنبطية اللتين ستشهدان الجولة الرابعة والأخيرة من الإنتخابات في 24 أيّار المقبل، حيث بدأت “محدلة” التوافق والتزكية تسير بخطى ثابتة نحو غايتها المنشودة.
هذا الإجهاض المسبق لمسعى الجهات الخارجية التي أصرّت على إجراء الإنتخابات في مواعيدها، جعلها تركز إهتمامها على الإستحقاق البلدي في بيئات سياسية وشعبية أخرى، وتحديداً السنّية والمسيحية، من أجل خلق أجواء ورأي عام، وتظهير أشخاص مؤهلين وقادرين على تحقيق أهداف هذه الجهات في الإنتخابات النيابيّة العام المقبل، لإنتاج أكثرية نيابية، إذا أمكن ذلك، يمكنها محاصرة حزب الله والثنائي الشّيعي في مجلس النوّاب بعدما تعذّر ذلك في بيئتهما وقاعدتهما.
زحمة مرشحين في زغرتا.. إنتخابات بلدية تأسيسية لإستحقاقات لاحقة!.. حسناء سعادة
عندقت تخطف الأضواء... ولائحتان تتنافسان!.. نجلة حمود
The post توافق الثنائي يُجهض مسعى حشرهما في بيئتهما!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع