2025- 11 - 16   |   بحث في الموقع  
logo دفاع برشلونة في ورطة.. أرقام هانز فليك تدق ناقوس الخطر logo اصطفافات حزبية متشجنة بانتخابات نقابة المحامين في بيروت.. والكلمة الفصل للمستقلين logo باسيل: “الفسّيدون” على رئيس الجمهورية عملاء صغار (صورة) logo عشية انتخابات نقابة المحامين في بيروت.. “القوات” تعلن موقفها logo احتفال تكريم 15 علماً من نخب الضنّية الأكاديمية والثقافية logo تدشين مزار مار روحانا في عرمون بحضور مرقص ورسامني logo "القوات": رؤيتنا النقابية والسيادية ثابتة logo سليمان من عكار: حصر السلاح بيد الجيش أولوية لحماية لبنان
تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب.سيك" يثير مخاوف "سيليكون فالي"
2025-01-28 13:25:58

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن نموذج الذكاء الاصطناعي منخفض التكلفة الذي طورته شركة "ديب سيك" الصينية بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية في "سيليكون فالي"، بعدما أحدث إطلاق التطبيق الصيني المستوحى من "تشات جي بي تي" تراجعاً كبيراً في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.
في البداية، لم يحظ إطلاق النموذج الأخير من "ديب سيك" باهتمام كبير، إذ هيمن عليه تنصيب ترامب في اليوم ذاته. لكن روبوت الدردشة الصيني المعتمد على الذكاء الاصطناعي، حقق انتشاراً كبيراً نهاية الأسبوع ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً في سوق التطبيقات التابعة لشركة "آبل" في الولايات المتحدة، ليحل مكان "تشات جي بي تي" الذي طورته شركة "أوبن أيه آي"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".وكانت المفاجأة الأكبر التي هزت القطاع، إعلان "ديب سيك" بأنها طورت نسختها الأخيرة "آر1" بجزء صغير من الكلفة التي تتكبدها الشركات الكبرى في تطوير الذكاء الاصطناعي، خصوصاً على شرائح "نفيديا" الإلكترونية وبرامجها.ويحمل الأمر أهمية بالغة نظراً إلى أن ازدهار الذكاء الاصطناعي الذي لعب إطلاق "تشات جي بي تي" أواخر العام 2022 دوراً أساسياً فيه، حول "نفيديا" إلى إحدى شركات العالم الأعلى قيمة. وأحدثت التطورات الأخيرة هزة في قطاع التكنولوجيا الأميركي وطرحت سؤالاً مهماً: هل يتعين على كبرى شركات التكنولوجيا مواصلة إنفاق مئات مليارات الدولارات على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بينما بإمكان شركة صينية إنتاج نموذج مواز بكلفة أقل بكثير على ما يبدو؟ويسدد التقدم الذي حققته "ديب سيك" ضربة لواشنطن وأوليتها المتمثلة بالمحافظة على تفوق الولايات المتحدة تكنولوجياً. وسارع ترامب للتعليق قائلاً: "نأمل أن يكون إطلاق ديب سيك للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز". واستطرد معتبراً أن هذه الصدمة ربما تكون أيضاً "إيجابية" بالنسبة لكبرى شركات التكنولوجيا الأميركية: "بدلاً من إنفاق المليارات والمليارات، ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه".من جانبه، أفاد الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أي آي" سام ألتمان، في منشور عبر "إكس"، بأن "وجود منافس جديد هو أمر محفز". ووصف "آر1" بأنه "نموذج مثير للإعجاب، خصوصاً في ما يتعلق بما تمكنوا من إنجازه مقابل الثمن" الزهيد، متعهداً بتسريع عمليات إطلاق "أوبن أيه آي" لنماذج جديدة.وأتت التطورات على خلفية مساعي الحكومة الأميركية لحظر تطبيق "تيك توك" الصيني في الولايات المتحدة أو إجبار الشركة المطورة له على بيعه. وقال مستشار ترامب في مجال الذكاء الاصطناعي والذي يعد مستثمراً بارزاً في مجال التكنولوجيا، دايفيد ساكس، أن نجاح "ديب سيك" يبرر قرار البيت الأبيض إلغاء أوامر تنفيذية صدرت في عهد الرئيس السابق جو بايدن والتي حددت معايير سلامة لتطوير الذكاء الاصطناعي.وكتب ساكس عبر منصة "إكس" أن القواعد "كانت لتعيق شركات أميركية للذكاء الاصطناعي من دون أي ضمانة بأن الصين ستقوم بالخطوة ذاتها". وعبر الرئيس التنفيذي لاتحاد قطاع التكنولوجيا "تشيمبر أوف بروغرس" آدم كوفاسيفتش عن رأي مشابه قائلاً: "تتمثل الأولوية الآن في مجال الذكاء الاصطناعي في ضمان انتصار" الولايات المتحدة.من جانبه، اعتبر مارك أندريسن، المستثمر في مجال التكنولوجيا والمتحالف مع ترامب، بأن "آر1 التابع لديب سيك هو ذكاء اصطناعي يعيش لحظة سبوتنيك"، في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفياتي أول قمر اصطناعي في الأرض العام 1957 في خطوة أثارت دهشة الغرب.وقبل ساعات على فتح الأسواق، اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، بأن تراجع كلفة الذكاء الاصطناعي يصب في مصلحة الجميع. لكن ناديلا نفسه حذر الأسبوع الماضي أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس من أن "علينا أخذ التطورات الآتية من الصين على محمل الجد بشكل كبير".وتخطط "مايكروسوفت" لاستثمار 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي هذا العام، بينما أعلنت "ميتا" عن استثمارات بقيمة 60 مليار دولار على الأقل، الجمعة. وسيذهب الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات إلى خزينة "نفيديا" التي تراجعت أسهمها بنسبة 17%، الاثنين.ولعل اللافت على وجه الخصوص في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة هو أن "ديب سيك"، على اعتبارها شركة صينية، لا يمكنها الوصول بسهولة إلى شرائح "نفيديا" الإلكترونية المتطورة بموجب القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على تصديرها.واشتبه إيلون ماسك الذي استثمر بشكل كبير في شرائح "نفيديا" الإلكترونية من أجل شركته "إكس أيه آي" بأن تكون "ديب سيك" تمكنت من الوصول سراً إلى شرائح "إتش100" المحظورة، وهو اتهام صدر أيضاً عن الرئيس التنفيذي لشركة "سكيل أيه آي" (ScaleAI) الناشئة في "سيليكون فالي" والمدعومة من "أمازون" و"ميتا".لكن المستثمر جين جو سكوت، المقيم في هونغ كونغ، اعتبر عبر "إكس"، أن هذا النوع من الاتهامات "يذكر برد فعل فريق الأطفال الأثرياء الذي خسر أمام فريق الأطفال الفقراء"، فيما أكدت "نفيديا" في بيان بأن تكنولوجيا "ديب سيك" "ممتثلة بالكامل لضوابط التصدير".في الأثناء، حذر وزير العلوم الأسترالي إيد هاسيك من مخاوف مرتبطة بالخصوصية في ما يتعلق بتطبيق "ديب سيك"، داعياً المستخدمين إلى االتفكير ملياً قبل تحميله. وقال: "هناك العديد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها في أسرع وقت بشأن النوعية وتفضيلات المستهلكين والبيانات وإدارة الخصوصية".وتم تصميم "ديب سيك" بواسطة شركة ناشئة مقرها في مدينة هانغتشو شرقي الصين، وهي مدينة معروفة بأنها تضم عدداً كبيراً من شركات التكنولوجيا. وهو متاح للاستخدام كتطبيق هاتفي أو عبر أجهزة الكومبيوتر، ويوفر كثيراً من الميزات المشابهة لتلك التي تقدمها تطبيقات المنافسين الغربيين: ككتابة كلمات الأغاني، والمساعدة في التعامل مع المواقف اليومية أو حتى اقتراح وصفة طعام تتناسب مع محتويات الثلاجة.ويمكن للتطبيق التواصل بلغات عديدة، لكنه أوضح لوكالة "فرانس برس" أنه أكثر كفاءة في اللغتين الإنجليزية والصينية، كما أنه يتشارك القيود نفسها مع كثير من برامج الدردشة الآلية الصينية. وعندما سُئل عن مواضيع حساسة، مثل الرئيس الصيني شي جينبينغ، فضل تجنب الموضوع واقترح "الحديث عن شيء آخر".ورغم ذلك، فإن أداءه، سواء في كتابة شيفرات معقدة أو حل مسائل رياضية صعبة، فاجأ الخبراء. وبحسب ورقة بحثية تشرح بالتفصيل عملية تطوير النموذج، جرى تدريب "ديب سيك" باستخدام جزء بسيط فقط من الرقائق التي يستخدمها منافسوها الغربيون.ويعتقد العديد من المحللين أن ميزة الولايات المتحدة في إنتاج الرقائق عالية الأداء، فضلاً عن قدرتها على الحد من وصول الصين إلى هذه التكنولوجيا، من شأنها ضمان هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك، قالت شركة "ديب سيك" أنها أنفقت 5,6 ملايين دولار فقط لتطوير نموذجها، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالمليارات التي استثمرتها شركات التكنولوجيا العملاقة في الولايات المتحدة.وتعتمد "ديب سيك"، مثل منافسيها الغربيين على نموذج لغوي كبير (LLM)، تم تدريبه من كميات هائلة من النصوص، لإتقان التفاصيل الدقيقة للغة الطبيعية. لكن على عكس منافسيه الذين يطورون نماذج خاصة بهم، فإن "ديب سيك" مفتوح المصدر. وهذا يعني أن شيفرة التطبيق متاحة للجميع، ما يسمح لهم بفهم كيفية عمله وتعديله.وتسعى الصين إلى أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول العام 2030، مع استثمارات مخططة بعشرات مليارات الدولارات في هذا المجال على مدى السنوات المقبلة. ويُظهر نجاح "ديب سيك" أن الشركات الصينية بدأت في التغلب على العقبات التي تواجهها.والأسبوع الماضي، حضر مؤسس "ديب سيك" ليانغ وينفينغ اجتماعاً مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، ما سلط الضوء على الصعود السريع للشركة. ودفع النجاح السريع أيضاً "ديب سيك" إلى قمة الموضوعات الشائعة عبر منصة "ويبو"، النسخة الصينية من "إكس".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top