وصل وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة دمشق، اليوم الثلاثاء، برئاسة نائب وزير الخارجية، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، وذلك للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.أهداف الزيارةوقالت قناة "روسيا اليوم" إن الوفد سيجري مباحثات مع قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، ووزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، مشيرةً إلى أن الوفد يضم المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف.ونقلت القناة عن بوغدانوف قوله، إن "الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة"، مضيفاً أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد.وتعتبر الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤولين روس إلى دمشق، منذ الإطاحة بنظام الأسد الذي كانت تدعمه موسكو ضد الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام، والتي كانت هي نفسها من أطاحت بالأسد ونظامه في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي.وقبل أسبوعين، قال بوغدانوف إن روسيا تتابع باهتمام تطورات الوضع في سوريا وتنظر إلى العلاقات مع دمشق، باعتبارها من أولويات سياستها الخارجيةرسائل إيجابية متبادلةوعلى الرغم من أن موسكو كانت تدعم الأسد ونظامه بشراسة فيما مضى، إلا أن الإدارة الجديدة أبقت على القاعدتين الروسيتين في سوريا على حالهما، كما أن موظفي السفارة الروسية في دمشق، بقوا في دمشق، بعد الإطاحة بنظام الأسد.ولدى روسيا قاعدتين عسكريتين في سوريا، قاعدة حميميم الجوية، الواقعة على بعد 20 كيلومتراً جنوب شرقي اللاذقية، والتي أنشأتها في أيلول 2015، لدعم نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في حربه على السوريين، بينما القاعدة العسكرية الثانية تقع في ميناء طرطوس، وتعود لاتفاقية ثنائية تم توقيعها مع الاتحاد السوفييتي في العام 1971.وقبل أسبوعين، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن موسكو على تواصل دائم مع الإدارة السياسية الجديدة في سوريا.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أرسل إشارات إيجابية عن رغبة بلاده في إقامة علاقات مع الإدارة السورية الجديدة، مؤكداً أن الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام التي أسقطت الأسد، قد تغيرت.وقال بوتين إن بلاده ستفكر في بقاء قواعدها في سوريا، و"ستقرر" ما إذا كنا ستبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على الحكم في سوريا، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب البحث من الطرفين عن أرضية مشتركة.وبدوره، كان الشرع قد أبدى رغبته في إقامة علاقات مع روسيا، حيث قال إن روسيا هي ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة، كما شدد على أن لدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو. وأوضح أن الإدارة الحالية لا تريد أن تخرج روسيا بطريقة لا تليق بعلاقتها الطويلة مع سوريا، كما أكد أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري أولاً، ولا تريد إثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.