يصدر قريباً عن دار صفصافة المصرية، كتاب "كافكا نحو أدب أقلي" لجيل دولوز وفيليكس غواتاري، ترجمة مي التلمساني التي كتبت في فايسبوكها:
انشغلت بهذه الترجمة ما يزيد عن سبع سنوات وزاولتها بإيقاع متقطع وبجهد جهيد لا ينفي المتعة والفائدة، ولولا أننا حصلنا على حقوق الطبعة العربية من دار مينوي الفرنسية منذ عامين لما استطعت الانتهاء منها.
أن يرتبط اسمي باسم دولوز، في مجال الدراسات الأكاديمية المنشورة بالإنكليزية وبالفرنسية، والآن في مجال الترجمة من الفرنسية إلى العربية، هو مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لي... فخورة تحديدا بالمثابرة على نقل المصطلحات المعقدة مع الالتزام بالحفاظ على لغة الكاتبين السلسة بمنأى عن تقعر اللغة العربية الفصحى. فخورة بمحاولة توسيع نظرية الأدب كما نعرفها في النصوص النقدية المنقولة إلى العربية بالتقاطع مع الفلسفة. فخورة أيضا بمحاولة تجاوز محددات وقيود الثقافة السائدة في الفكر والأدب من أجل خلق جسر تواصل مع الأدب الطليعي الذي يمثله كافكا وصرخته الحرة في وجه قوى الشر الشيطانية في عصره. وأشعر بأن مهمتي قد تمت بنجاح عبر الترجمة، إذ شاركت بهذا الجهد والاجتهاد في الاحتفاء بفكر الأقلية الثوري كما يعرفه ويؤسس له دولوز وغواتاري.
يصدر هذا العمل قريباً عن دار صفصافة، ربما تجدونه خلال أيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولم يكن ليصدر إلا بجهد العاملات والعاملين في الدار، وبدعم المركز القومي للكتاب في فرنسا، ومساندة الأصدقاء الذين أود أن أشكرهم جميعا، الأحياء منهم ومن غادرونا وعلى رأسهم د.جابر عصفور الذي شاركني الحلم قبل سنوات بترجمة مجمل أعمال دولوز إلى العربية لتصدر عن المركز القومي للترجمة... الشكر والامتنان لديفيد روفيل الذي تحمس للمشروع منذ بداياته وساهم في الحصول على حقوق الملكية من فرنسا، والمحبة والامتنان للأصدقاء الأعزاء منتصر القفاش وأحمد فاروق وعبد السلام بنعبد العالي الذين قرأوا المخطوط وساهموا في تصحيحه وتنقيحه وتشجيعي على ترجمته ونشره. والشكر والعرفان لچيل دولوز أخي وصديقي وقريني الذي التقيته عام 1990 عبر كتابه "پروست والعلامات" ونشأت بيننا منذ ذلك الحين صداقة دامت وتوطدت مع الزمن.
يقول فوكو إن القرن العشرين هو قرن دولوز بحق، فقد ألهمت كتاباته الفلسفية ومحاضراته وحواراته كل من آمن بالتعدد والتجاوز والترحل والصيرورة والثورة والفكر الحر. احتفل العالم في 18 يناير من هذا العام بذكرى ميلاد دولوز المئة، وسيحتفل في نوفمبر المقبل بذكرى رحيله الثلاثين. هذه الترجمة ليست سوى مشاركة بسيطة مني في الاحتفاء بفكره وفلسفته كما احتفى هو باثنين من عظماء الأدب الأقلي في القرن العشرين، پروست وكافكا. أما "پروست والعلامات"، كتابه الأول في مجال فلسفة الأدب، فأتمنى أن تتاح لي فرصة نقله إلى العربية في السنوات المقبلة.