يترقب المجتمع الدولي جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن، في أعقاب الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
أكد مدير تحرير صحيفة "الأهرام"، الباحث في الشؤون الفلسطينية أشرف أبو الهول، في حديث لقناة "الحرة"، أن "الحديث عن تحرك لصفقة تبادل أسرى في غزة ما زال في نطاق المعلومات الصحافية وغير المؤكدة".
وأشار أبو الهول إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للقناة 14 الإسرائيلية، حيث قال: "هناك فرصة للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، ولكن لا يمكنني الخوض في التفاصيل".
وأوضح أبو الهول أن مصر طرحت أفكارًا تشمل وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، مشيرًا إلى أن "حماس ذكرت أنها لا تعرف مصير بعض الأسرى بسبب استمرار القصف الإسرائيلي، ما يجعلها بحاجة إلى هذه المهلة".
وتتضمن المقترحات، وفقًا لتسريبات، الإفراج عن رهائن إسرائيليين، مع التركيز على كبار السن والسيدات، مقابل إطلاق سراح مئات أو ربما آلاف الأسرى الفلسطينيين، بما يشمل بعضًا من أصحاب الأحكام العالية. وتوقع أبو الهول أن تمتد هذه المرحلة لشهرين، يُسمح خلالها بإدخال مساعدات إنسانية تتجاوز 200 شاحنة يوميًا.
كما أضاف أن الحديث سيتناول لاحقًا الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وتشغيل معبر رفح بشكل مستقل عن حركة "حماس"، مشيرًا إلى تفاهمات بين الحركة والسلطة الفلسطينية بهذا الشأن.
من جهته، أكد مندي صفدي، عضو حزب الليكود ورئيس مركز صفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث، أن المفاوضات بشأن غزة وتحرير الأسرى "لم تتوقف"، لافتًا إلى أن المعونات الإنسانية "دخلت القطاع بشكل مكثف منذ الصفقة السابقة".
وأشار صفدي إلى أن الهدنة المؤقتة مع حزب الله أعادت التركيز على ملف الرهائن في غزة.
بدوره، أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالًا مباشرًا مع نتنياهو قبل إعلان الهدنة التي رعتها الولايات المتحدة وفرنسا مع حزب الله، مؤكدًا استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بايدن ينوي تنشيط هذا الملف من خلال التواصل مع مصر وقطر وتركيا وأطراف أخرى في المنطقة.
صرّح الموفد الأميركي الخاص آموس هوكشتاين بأن "اتفاق الهدنة مع حزب الله يفتح الباب أمام جهود لوقف إطلاق النار في غزة". وأكد أن "الدعم من الشمال لحماس لم يعد قائمًا، مما يمنح فرصة للمفاوضات".
فيما وصف بايدن الاتفاق بأنه "إنجاز يُمهّد لشرق أوسط أكثر استقرارًا"، مشيرًا إلى سعي واشنطن لاستئناف المفاوضات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.