2025- 11 - 04   |   بحث في الموقع  
logo مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية تؤكد مجددًا دعمها لإعادة إعمار لبنان logo تجمع العلماء: لبنان لن ينصاع للإملاءات الأميركية logo بعد "عرس جعيتا".. سلام: لن نسمح بالعبث بثروات لبنان الطبيعية logo جبيل تُحكم ضبط “التوك توك”… لا دخول دون ترخيص رسمي logo الموت يُغيّب الصحافية منى زيادة: طوت كتاب عمرها على صفحته الـ65 logo جورج كلوني يكشف سر الزواج بلا خلافات logo اصلاحٌ للفجوة المالية.. ودعم أوروبي للبنان logo "الصحة": جريح في غارة النبطية
زيارة تاريخية.. الشرع يدخل البيت الأبيض واثق الخطوة
2025-11-04 13:11:32

كتبت جوانا فرحات: من بلد يصدّر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار. عنوان توّج كلمة الرئيس السوري أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي. وأمام رؤساء الدول المشاركة في الجمعية اعترف  "إن النظام السابق قتل نحو مليون إنسان، وعذب مئات الآلاف، وهجر نحو أربعة عشر مليون إنسان، وهدم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف الشعب بالأسلحة الكيماوية بما يزيد عن مائتي هجوم موثق... نعم ذاك النظام فعل كل هذا "ليسكت صوت الحق"، ولم يرضَ بالحلول السياسية، فما كان أمام الشعب سوى أن ينظم صفوفه ويستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف، مواجهة أسقطت منظومة إجرام استمرت ستين عاما مع كل داعميها".

كلام استحق احتضان الولايات المتحدة لمواقفه إلى أن جاء موعد الزيارة التاريخية إلى واشنطن في 10 تشرين الثاني الجاري ليكون بذلك أول رئيس سوري يخطو أعتاب البيت الأبيض.

الملفات التي ستوضع على طاولة المباحثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب  عديدة: رفع ما تبقّى من عقوبات على بلده وإعادة الإعمار وتوقيع اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإعادة الإعمار ترسيخا لما وعد به أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "نريد أن تكون سوريا بلد حضارة وثقافة تاريخية، يليق بها أن تكون دولة القانون الذي يحمي الجميع، ويصون الحقوق، ويضمن الحريات، وتزدهر في ظله الحياة، وتطوى فيه صفحة الماضي البائس لنعيد مجد سوريا وعزتها وكرامتها".

الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب يعتبر أن زيارة الشرع إلى واشنطن هي تتويج للقاء الأول مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض في أيار الماضي حيث تعهّد خلالها برفع العقوبات المفروضة على سوريا. ويشير الى أن "ما لم تستدركه الدولة اللبنانية تلقفه الشرع لأنه أدرك أن السير بخطة السلام التي رسمها ترامب هي الحل الوحيد للمنطقة وبلده".

زيارة الشرع تسبق زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتوقيت ليس صدفة يقول أبوصعب ، "إنما هي مرسومة ومخطط لها سلفا. ويكشف أن زيارة الشرع إلى واشنطن تحصل بإرادة وقرار سعودي وتوقيتها مهيأ له سلفاً ولا شيء يعطي صفة العجلة أو الأمر الطارئ".

ويضيف أبو صعب أن هذه الزيارة ستسجل أن الشرع هو أول رئيس سوري دخل البيت الأبيض بأوراق قوة لأنه يريد أن يقطفها وزيارته هي تتويج لاحترامه وانضمامه إلى السياسة الأميركية في المنطقة وبمباركة سعودية وتركية أيضا، وهذا يعني أن الإدارة الأميركية اعترفت رسميا بمقامه كرئيس لجمهورية سوريا أقله للسنوات المقبلة. لكن كل هذا له مقابل ويترجم بالإستثمارات ورفع العقوبات وضخ الأموال علماً أن مبالغ ضخمة رُصدت لإعمار سوريا منذ اليوم.

قد تكون السعودية هي التالية في ركوب قطار اتفاقيات ابراهام بعد سوريا ولبنان... آخر من يوقع. "هذا الأمر وارد لأن المشهد الجيوستراتيجي والجيوسياسي  والتطورات التي تحصل في المنطقة منذ انتهاء الحرب في غزة تظهر أن كل فريق إقليمي قوي  من تركيا إلى إسرائيل والخليج وعلى رأسها السعودية يعمل على ترتيب أوراقه. فالسعودية رتّبت أوضاعها مع الأتراك، وأخرجت سوريا من القبضة الإيرانية بتوافق مع الأتراك و"رضى" روسي، وعملت على تحجيم الحوثيين في اليمن كما نجحت في تدجين الوضع العراقي بتنسيق مع الأميركي بالتالي نرى أن الحراك الإقليمي متجه نحو السلام.

لكن هل طريق السلام محفوف بالزهور؟ حتماً لا وهناك حروب لكن في النهاية الأفق واضح والكلام عن حروب محصور بلبنان وبمعطياتي أن لبنان لن يترك لأن ترامب والخليجيين لن يغامروا بجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة إقتصادية وهناك بؤرة توتر إسمها لبنان. مما يعني حرباً لتدجين حزب الله".

والسؤال الذي يطرح، هل سيكون لبنان على طاولة المفاوضات التي ستجري بين الشرع وترامب؟ طبعاً، فملف الحدود بين لبنان وسوريا بيد السعودية كما العلاقات بين الدولتين وهنا الحسرة الكبرى لأن لبنان غاب عن قمة شرم الشيخ لأنه لا يملك شيئا يقدمه ولا مكان له على طاولة الكبار، لأن سياسة ترامب لا تعرف المماطلة".

من دون شك دخول الشرع البيت الابيض يسجل للتاريخ وإن بدأ الكلام منذ اليوم عن  إمكان تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال هذه الزيارة، إلا أن وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني أكد أن"هذا حديث غير مطروح ولم يُطرح ونحن ملتزمون باتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 وملتزمون أيضاً ببناء اتفاقية تضمن السلام والتهدئة بيننا وبين إسرائيل. لا نريد لسوريا أن تدخل حرباً جديدة، وليست سوريا أيضاً اليوم بمكانة تهديد أي جهة بما فيها إسرائيل. وهناك مفاوضات أو مسارات تسير باتجاه الوصول إلى اتفاق أمني لا يهزّ اتفاقية 1974 ولا يقر واقعاً جديداً قد تفرضه إسرائيل في الجنوب السوري".

كلام يكفي للتأكيد أن سوريا على سكة تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمباركة سعودية وأميركية على أن تتبعها المملكة العربية السعودية وآخر الموقعين سيكون لبنان لكن ليس بالموقف نفسه. فالشرع الذي "قبع "بشار الأسد ونظف الأرض من نظامه وفلوله ووضع بلاده على سكة السلام والإعمار يدخل البيت الأبيض بأوراق قوة وهذا ما لن يكون عليه الموقف اللبناني إذا ما استمر في تطبيق سياسة المماطلة والتلكؤ في عملية نزع السلاح ليس من شمال وجنوب الليطاني وحسب إنما من كل لبنان، يختم أبو صعب.




وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top