تقدّمت مؤسسة كهرباء لبنان في 20 تشرين الأول 2025 بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية بحق شركة MEP المملوكة بنسبة 85 في المئة من قبل كريم تحسين خيّاط، الذي يرأس مجلس إدارتها، وذلك بجرم الاشتباه بالتزوير وسرقة المال العام.

وتتولى شركة خيّاط بموجب عقد موقع مع مؤسسة كهرباء لبنان، تشغيل وصيانة معملي الذوق والجية لإنتاج الكهرباء، بالتعاون مع شركة Everllence الألمانية (التي كانت تُعرف سابقًا باسم MAN) بصفتها الشركة المصنّعة لمحركات المعملين. وينص العقد على أن تشرف الشركة الألمانية مباشرة على أعمال الصيانة الشاملة التي تنفذها الشركة اللبنانية.

وبحسب المعلومات، كانت شركة MEP قد قدّمت إلى مؤسسة كهرباء لبنان تقريرين في 3 و20 حزيران 2025، أفادت فيهما بأنها أنجزت أعمال صيانة شاملة لمحركات في المعملين، وأرفقت كل تقرير بمحضر صادر عن الشركة الألمانية يفيد بأنها أشرفت عن بُعد على أعمال الصيانة، وأن قطع الغيار المستخدمة هي من إنتاجها.

استنادًا إلى التقرير الثاني، وبناءً على لقاءات بين رئيس مجلس إدارة MEP ورئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، تسلّمت الشركة مبلغ 4 ملايين و700 ألف يورو (أي أكثر من 5 ملايين دولار) لقاء تلك الأعمال.

غير أن المؤسسة اكتشفت لاحقًا أن التقريرين متطابقان حرفيًا تقريبًا مع اختلافات طفيفة في بعض الكلمات، وأن التوقيع المرفق بالتقرير الثاني هو نسخة طبق الأصل عن توقيع التقرير الأول، ما أثار الشكوك حول صحته، خصوصًا أن التقريرين يتعلقان بمحركات مختلفة.

وعند مراجعة الشركة الألمانية، أكدت الأخيرة أنها لم تصدر المحضر الثاني المؤرخ في 20 حزيران، ما عزّز الشبهات بوجود تزوير في المستندات. ورغم مرور أكثر من شهرين على مراسلة مؤسسة كهرباء لبنان لشركة MEP للاستفسار، لم تتلقَّ المؤسسة أي رد أو توضيح رسمي من الشركة.

بناءً على ذلك، أحال النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجّار الإخبار إلى المحامي العام التمييزي القاضي رهيف رمضان الذي كلّف المباحث الجنائية المركزية بفتح تحقيق في القضية.

وفيما بدأت بوادر تدخلات سياسية تظهر لصالح خيّاط، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المحاولات ستنجح في منع المحاسبة أو تعطيل المسار القضائي.

وتضمّن الإخبار أيضًا سلسلة مخالفات أخرى منسوبة إلى شركة MEP، من بينها عدم تقديم مستندات تثبت مصدر قطع الغيار المستخدمة في المعملين، والامتناع عن تقديم تقارير فنية حول أعطال متكررة، أبرزها تعطل أحد محركات معمل الذوق منذ أكثر من أربعة أشهر.