انسحبت القوات الإسرائيلية الخميس من مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية بعد عملية عسكرية واسعة استمرت يومين وأسفرت عن سقوط 12 شهيداً ودمار كبير في البنية التحتية.وارتفعت حصيلة الشهداء الخميس إلى 12 شهيداً بينهم 4 طلاب ومدرس وطبيب، بعد استشهاد الشاب مصطفى جبارين (30 عاماً) من سكان المخيم متأثراً بإصابته بالرصاص الإسرائيلي مساء الأربعاء، فيما عم الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة في جنين حداداً على أرواح الشهداء.ودفعت القوات الإسرائيلية بأكثر من ألفي جندي من عناصرها إلى مدينة جنين ومخيمها، وقامت بتجريف وتخريب بنى تحتية والشوارع الرئيسية في المدينة وداخل المخيم وفي محيطه.وخلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر يومين، خاضت فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع القوات المتوغلة وأكدت أنها أوقعت إصابات في صفوفها.وفجر الخميس، دارت اشتباكات مسلحة مع القوات الإسرائيلية في شارع الناصرة في المدينة، فيما حاصرت قوات أخرى فندق السينما الذي يتواجد بداخله عدد من الصحافيين، وأطلقت النار باتجاه غرفة الحراسة التابعة للفندق، قبل أن تقوم الجرافات بهدمها.وأفاد مراسل شبكة الجزيرة الإعلامية بوقوع إصابتين بين العاملين في الفندق جراء إطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين.وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن العدد الإجمالي للشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ارتفع إلى 517 شهيداً منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.وبالتزامن مع انتهاء عمليتها الواسعة في جنين، نفذت القوات الإسرائيلية اقتحامات جديدة في عدة مناطق بالضفة الغربية، حيث اقتحمت مدينة نابلس ومخيم العين، وأفاد ناشطون بأن اشتباكات مسلحة اندلعت في المخيم.واقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة قلقيلية وقام بأعمال تجريف فيها، كما شملت الاقتحامات أيضاً مخيم عقبة جبر في أريحا، وبلدات في الخليل ورام الله.وقال نادي الأسير الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية اعتقلت منذ مساء الأربعاء 18 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية بينهم أسرى سابقون.وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" إلى أكثر من 8 آلاف و840، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي نفذ منذ بدء الحرب على غزة، أكثر من 200 عملية عسكرية في مخيمات الضفة الغربية.اعتداءات المستوطنين وسرقة الأراضيوعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية أيضاً، كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان الخميس، عن استيلاء القوات الاسرائيلية على نحو 6 دونمات من أراضي قريتي نحالين والجبعة في محافظة بيت لحم، تحت مسمى أمر بوضع يد لأغراض عسكرية وأمنية.وأضاف شعبان في بيان صادر عن الهيئة، أن هذا الأمر العسكري يعتبر تطبيقاً فعلياً جديداً لمخطط المناطق العازلة التي اقترحها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في بداية العدوان على غزة، والذي يهدف للاستيلاء على عشرات الدونمات من الأراضي حول المستعمرات، ومنع الوصول إلى مئات الدونمات التي تحيط بها، مما سيتسبب بحرمان الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم واستصلاحها ورعايتها.وفي السياق، أحرق مستوطنون محاصيل قمح في أراضي بلدة سبسطية شمال غرب نابلس.وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لوكالة الأنباء الفلسطينية إن عدداً من "مستعمري شافي شمرون المقامة على أراضي القرية، أحرقوا 15 دونماً من محصول القمح في سهل البلدة، تعود للمواطن أحمد توفيق مخالفة".وأوضح عازم، أن مخالفة تفاجأ صباح الخميس بحرق المستعمرين لكامل المحصول، مشيراً إلى أن المستوطنين أحرقوا عشرات الدونمات وغرف وأكشاك زراعية خلال الشهر الجاري على طول الطريق الممتد من بلدة سبسطية، حتى مفرق بزاريا شمال غرب نابلس.