قال رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب الجنرال في الاحتياط تمير هايمن إن الهجوم الإيراني ينطوي على "تعقيدات إستراتيجية" على الرغم من "النجاح العملياتي الكبير" في صده.وأضاف هايمن في منشور على منصة "إكس" أن "كل شيء عمل بشكل ممتاز من الناحية العملياتية من المعلومات الاستخباراتية التي توفرت مسبقاً إلى منظومة اعتراض ممتازة لسلاح الجو".لكن ومن الناحية الإستراتيجية، يقول هايمن إن الوضع معقد أكثر، حيث لم تنجح "إسرائيل والولايات المتحدة في ردع إيران عن تنفيذ الهجوم، وإيران نجحت في استهداف إسرائيل وذلك من دون إلزام الولايات المتحدة بالرد بهجوم مع إسرائيل".وأضاف: "إسرائيل عملت الليلة الماضية لأول مرة في إطار تحالف. وهذا ناجع وهام لكنه سيقيد حرية العمل في الرد. والتحالف الذي عمل الليلة الماضية هو الإجابة على اليوم الذي يلي الحرب في غزة، أي أن ما يجب أن نتطلع إلى الوصول إليه، وهو منظومة إقليمية ضد إيران وجبهة المقاومة".ويؤكد هايمن، وهو القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أن الرد الإسرائيلي آتٍ وفي الأراضي الإيرانية، "لكن الأجدى ألا نحدث وضوحاً في هذا الموضوع، ودعونا نجعل الجانب الآخر يتعذب بانعدام يقين. الوقت بأيدينا وبالإمكان التفكير والتخطيط والعمل بحكمة، فالنجاح في الدفاع يسمح بذلك".فرصة لترميم شرعيتهاورأى المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني رون بن يشاي في الهجوم الإيراني "فرصة لترميم إسرائيل شرعيتها السياسية".وأوضح بن يشاي أن إسرائيل "حصلت على فرصة من أجل ترميم شرعيتها السياسية والإدراكية في الحلبة الدولية، التي تبددت طوال حرب السيوف الحديدية على غزة".لكن وعلى الرغم من ذلك، يقول المحلل الإسرائيلي إن "ثمة اتجاهين متناقضين يؤثران على القرار المتوقع لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والوزير بيني غانتس بالرد على الهجوم الإيراني".وأضاف: "الاتجاه الأول هو ضرورة ردع إيران. فقد نفذ آيات الله ما لم يفعلوه أبداً وهاجموا إسرائيل. وإذا لم ترد إسرائيل بشكل مؤلم على الهجوم فإن من شأن آيات الله وحلفائهم وكذلك دول المنطقة المستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، أن يروا بذلك على أنه ضعف".أما في ما خص الاتجاه الثاني، فيقول بن يشاي إن "إسرائيل تولي أهمية لتهديد النظام في طهران بواسطة كشف ضعفه، وهنا يدخل تأثير الاتجاه الثاني وهو المطلب الحازم للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، بأن تمتنع إسرائيل عن رد غير تناسبي من شأنه أن يشكل خطراً على الاستقرار في المنطقة".منظومة دفاع إقليميةوبينما اعتبر بن يشاي أن الهجوم الإيراني فشل، قال إن سبب ذلك هو "تزويد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وعلى ما يبدو سلاح الجو الأردني أيضاً، حزام رصد مسبق لمئات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران. ونتيجة لذلك تمكنت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي من تركيز جهودها على اعتراضها قبل وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية".وسجل المحلل الإسرائيلي "انجازاً إضافياً لإسرائيل" يكمن في أن الدول التي ساعدت في صد الهجوم الإيراني لم ترتدع من تهديد إيران بضربها في حال تدخلت.وفي الصحافة الإسرائيلية أيضاً، أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إلى أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية دفعت إدارة بايدن بتنسيق وثيق مع إسرائيل خطة لإقامة منظومة دفاع إقليمية من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، بتعاون من جانب دول أوروبية ودول سنية في المنطقة. واستندت هذه المنظومة إلى شبكة وسائل رصد – مجسات – تم نصبها في دول متعددة".وأضاف: "إسرائيل ساهمت بقدرات متطورة للغاية للرصد والاعتراض، بواسطة منظوماتها الاعتراضية المتعددة الطبقات".ولفت هرئيل إلى أن "صواريخ باليستية معدودة سقطت في مناطق مفتوحة وخاصة في النقب. وألحقت أضراراً بقاعدة سلاح الجو نيفاطيم في جنوب البلاد. وتم اعتراض قرابة 99 في المئة من الصواريخ والمسيرات، وقسم كبير منها خارج حدود إسرائيل وفي أجواء الأردن والعراق التي عملت فيهما قوات أميركية".