2025- 05 - 09   |   بحث في الموقع  
logo المرأة اللبنانية بين تحديات الاستقرار الزوجي وموروثات المجتمع.. رحلة نحو الشراكة الحقيقية!.. الكاتبة: د. فاطمة الموسوي logo هل يكون ستيف ويتكوف صانع الحلول الاميركية؟.. بقلم: العميد منذر الايوبي logo الرشوة الانتخابية في لبنان.. وجه خفي للديمقراطية المغشوشة!.. سمية موسى logo ساعات بلديّة حافلة قبل فتح صناديق الإقتراع شمالاً!.. عبدالكافي الصمد logo الطلاق في لبنان.. أزمة مؤسسة أم وعي نسائي متجدد؟.. بقلم: د. روبى الحاج logo علي جوهر.. للفيحاء logo باسيل: ‏كل التهاني للمسيحيين الكاثوليك بانتخاب البابا logo توضيح من القوات اللبنانية حول الانتخابات في أنفه 
إسرائيل تروي سيرة فتحي الشقاقي:أبعدناه الى لبنان..وقتلناه في مالطا
2024-02-25 12:55:56



لا جدال أنّ التلفزيون الإسرائيلي الرسمي لم يبث فيلماً وثائقياً جديداً عن مؤسس "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" فتحي الشقاقي، عبثاً، ولا حاجة لملء فراغ الشاشة..
فالفيلم المُعنون بـ"الأعداء"، ومدته 55 دقيقة، تم بثُّه أخيراً في خضم عدوان مستمر على غزة؛ علّه يعزز حملة إسرائيلية دعائية تصاعدت منذ 7 أكتوبر، وتدور حول تضليل العالم بشأن النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، والترويج لبروباغاندا تهدف إلى تحريف أصل الحكاية الفلسطينية مع المحتل، عبر وسم النضال بصبغة "جهادية عابرة للحدود"، للزعم بأن إسرائيل تخوض صراعاً ضد "جهاد إسلامي عالمي".
بروفايل الشقاقي
والفيلم الوثائقي هو بمثابة بروفايل للشقاقي بعيون الاستخبارات الإسرائيلية. وحمل عنواناً متخصصاً أيضاً، هو: "فتحي الشقاقي مؤسس حركة الجهاد الإسلامي، الطبيب الذي تبنى الفكر الجهادي السني واعتمد على المال الشيعي". وقدم الفيلم إجابة دعائية لثلاثة أسئلة بخصوص الشقاقي: "مِن أين جاء؟، وإلى أين كان متجهاً؟، وإلى أين وصل؟"
ارتكزت حبكة الفيلم الدعائية على لقاءات مع ضباط استخبارات إسرائيليين وباحثين لحالة الشقاقي، لفهم عوالمه الشخصية، والاجتماعية، والايدولوجية، وصولاً إلى تأسيس "حركة الجهاد الإسلامي"، ومحطات الحركة العسكرية. وبدأ الفيلم بجملة أراد بها تلخيص فكرته، وقد نطقها الرئيس السابق لتطوير الوسائل القتالية بالموساد عوديد عيلام، إذ وصف الشقاقي بأنه "كان الأصولي الأكثر تطرفاً.. لقد نقش في جوهره إقامة خلافة إسلامية داخل فلسطين".
وحاول مخرجو الفيلم إثبات الزعم، باستدعاء كلمة مسجلة للشقاقي قال فيها: "معاً حتى نهوض الأمة، وتحرير فلسطين، وانتصار الإسلام".
واللافت أن صُنّاع الفيلم برروا عملية المراقبة الطويلة للشقاقي، بالادعاء أن معرفة شخصيته، وأعماله، وأفكاره "ضرورية لكبح نواياه الهجومية"، كما كشفوا أن الاستخبارات الإسرائيلية بنت معلوماتها من ثلاثة مصادر: الأول عملاء ميدانيون، وثانياً عمليات تنصت، وثالثاً ما رواه عنه أشخاص التقوه.
رام الله.. البداية
وترى الباحثة الإسرائيلية في كتابات الشقاقي دكلاه كوهين، أنّ الشقاقي بدأ بناء شخصية وهيبة في جامعة بيرزيت في رام الله التي قصدها لتعلم الرياضيات، معتبرة أنه "طمح دائماً للعظمة، وبدأ ذلك في فترة الجامعة"، وهي مرحلة أتاحت له اكتشاف قدرات قيادية جعلته "محتاراً بشأن وجهته".
لكنّ الشقاقي غير وجهته عام 1974، وانتقل إلى مصر لتعلم الطب في جامعة الزقازيق، ليعايش حدثين تاريخيين أثرا عليه فكراً وسلوكاً.. الأول، حينما وقعت عيناه على شاشة كبيرة في حانوت بالزقازيق وقد تصدرها آية الله الخميني عام 1979، بصفته قائد الثورة الإسلامية التي أطاحت بحكم الشاه. وأما الحدث الثاني في العام نفسه، فهو توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل.
الفيلم زعم أن صورة الخميني طُبعت في ذهن الشقاقي، واعتبر أنه "سنّي أخذ النموذج الشيعي، ودمج بين اللجوء والوعي السياسي لعائلته، وأفكار إسلامية متطرفة"، وهو دمج وصفه بـ"الفتّاك ولّد كراهية قوية لإسرائيل".
في حين، استعرض الباحث بـ"القومية الفلسطينية" ماتي شتانبرغ، كتاباً ألّفه الشقاقي في عام الثورة الخمينية، بوصفه أول كتاب باللغة العربية يطرح الخميني "بديلاً صحيحاً واقعياً".
ما بعد التخرّج
وما أن تخرج من الجامعة، واكب فيلم "مكان" العبري نشاط الشقاقي، وعودته إلى غزة، ليفتح عيادة له مطلع الثمانينات، وتحولت إلى محطة سياسية مهمة، بمنظور الفيلم، إذ قال عنه: "ليس شخصاً عادياً، أحبه الناس، كان مثقفاً وطليق اللسان، وتجمع أشخاص نشطون حوله، ليؤسسوا معه حركة الجهاد الإسلامي".
وفي عام 1986 حرص مسؤول الشؤون العربية بالاستخبارات الإسرائيلية ديفيد حاخام على عقد أول لقاء مع الشقاقي؛ بهدف التعرف على شخصيته وأنشطته، وخرج حاخام بانطباع مفاده: "مختلف عن الآخرين، ويتمتع بقدر من اللطافة والطيبة والتواضع".
بيدَ أن الشقاقي لم يغب عن عيون إسرائيل، استُدعي للتحقيق، واعتقل مرات عديدة، مع تنامي عمليات "الجهاد"، وكانت أول عملية للحركة عام 1987 بإلقاء قنابل يدوية على جنود غفعاتي في حائط البراق بالقدس المحتلة، ما أسفر عن مقتل جندي وجرح عشرات آخرين. واعتبرت المخابرات الإسرائيلية العملية "افتتاحية" العمل العسكري للجهاد.
اللقاء الثاني.. في الاعتقال
ولما انطلقت الانتفاضة الشعبية الأولى كان الشقاقي معتقلاً في سجن عسقلان، وطلب ديفيد حاخام أن يقابل الشقاقي للمرة الثانية بالسجن، وبينما بدأ اللقاء متحفظاً، سرعان ما تغير طابع الحديث كلياً بعدما شعر الشقاقي بارتياح لأسلوب حاخام، ليعترف خلال الحديث بنشاطاته في إطار الجهاد الإسلامي، وقال فتحي الشقاقي للضابط حاخام إنه سمع عنه من نشطاء آخرين، وهو أمر جعل الضابط الإسرائيلي يدرك أن الشقاقي يتلقى معلومات في أروقة السجن، ويصدر تعليمات.
وكان اللقاء الثاني بمنظور الضابط الإسرائيلي المذكور بـ"ثروة غنية بالمعلومات، أشبه بمساق أكاديمي عن تطور الجهاد في المنظومة العربية".
لكنه قال أيضاً إنه فهم عن فتحي من حديثه معه أنه يخفي وراء "لطافته إرهابياً يصدر تعليمات بقتل الإسرائيليين"، وفق تعبيره.
وحينها أدركت الاستخبارات الإسرائيلية أن الشقاقي "يتمتع بقدرات عملية غير اعتيادية، وأنه عنصر إشكالي جداً"، حتى أُبعد إلى لبنان في آب/أغسطس عام 1988. لكن ضابط الموساد السابق عوديد عيلام رأى أن الإبعاد كان "خاطئاً جداً، بل كارثياً".
رحلة الإبعاد إلى لبنان
ورافق ضابط الاستخبارات الإسرائيلي ييجال غاباي، فتحي الشقاقي في رحلة الإبعاد بواسطة مروحية عسكرية. وحاول غاباي التحدث مع الشقاقي، لكن الأخير لم يكثر الكلام، ولما علم أن غاباي يخدم بوحدة الشؤون العربية بالاستخبارات، وهو القسم الذي يرأسه ديفيد حاخام، قال الشقاقي للضابط غاباي: "سلم على ديفيد".. ثم هبطت الطائرة على أرض لبنان، وسُلّم أمين عام "الجهاد الإسلامي" المُبعد إلى ضابط آخر ، لكن الشقاقي غادر لبنان بسرعة متجهاً إلى سوريا، وتحديداً العاصمة دمشق.
ويقول الفيلم إن الشقاقي نجح في الوصول إلى القمة السورية، حيث حافظ الأسد الذي لاحظ في شخصية الشقاقي شيئاً آخر "يمكن أن يخدمه"، بمنظور الأمن الإسرائيلي.
وبوصول الشقاقي إلى دمشق، اتصل مباشرة بالإيرانيين، بحسب الفيلم، وبدأ يجند فلسطينيي مخيمات لبنان وسوريا، وتدريبهم، بموازاة تصاعد عمليات "الجهاد الإسلامي" في العمق الإسرائيلي، وقال الفيلم إن "أوامر القتل كانت تأتي بالفاكس من دمشق، وبدأ الشقاقي بالتعاون مع حزب الله وإيران".. فشددت الاستخبارات الإسرائيلية عملية رصد الشقاقي، وفاخرت بمعرفتها من يدخل مكتبه بدمشق.
مراسلة إسرائيلية في دمشق!
وفي عام 1995 تمكنت مراسلة التلفزيون الإسرائيلي ليندا شاحر من إجراء لقاء تلفزيوني مع الشقاقي في دمشق، تحت مسمى "مراسلة مستقلة"، حيث دخلت العاصمة السورية بجواز سفرها الكندي. وزعمت ليندا أنها لم تفهم مدى "خطورة الشقاقي" إلا بعد عودتها إلى إسرائيل.
ووثق الفيلم مفاخرة الشقاقي للمراسلة الإسرائيلية باللقاء المُسجّل أن "الجهاد تفوقت على بقية الفصائل في قتل أكبر عدد من الجنود الإسرائيليين بين عام 1986 و1987".
وأكدت ليندا أن الشقاقي كان متابعاً يومياً للتلفزيون الإسرائيلي، لدرجة أنه قطع سير المقابلة، ليتابع نشرة الأخبار العبرية. وتابعت: "لم يعلم الشقاقي لحظتها أن القناة التي يشاهدها أعمل فيها".
وبعد أيام من عودة المراسلة الإسرائيلية إلى تل أبيب، بث التلفزيون العبري مقابلة الشقاقي، وعلمت شاحر من مصادرها أن الشقاقي أصيب بالذهول حينما رأى لقاءه على التلفزيون الإسرائيلي.
بحسب الفيلم، تعززت فكرة الشقاقي بإعداد مقاتلين في الخارج لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وقام بتدريب وحدة كوماندوز بحري في طرابلس اللبنانية.. وعلى إثر ذلك، نفذ جيش الاحتلال عام 1992 حملة عسكرية ضد كوماندوز "الجهاد" على بعد 40 كم من ميناء طرابلس.
الاغتيال
بيد أن عملية بيت ليد عام 1995 بانفجار عبوة ناسفة أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الإسرائيليين، شكلت حدثاً مفصلياً، حيث أعطى رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين تعليماته للموساد بتصفية الشقاقي، كما يؤكد الفيلم. وكان الموساد يعلم أن الشقاقي يسافر بين الفينة والأخرى إلى ليبيا تحت اسم معين، ضمن مسار محدد متمثل بالسفر من دمشق إلى مالطا ثم ليبيا، للقاء الرئيس الأسبق معمر القذافي.
وأشارت الباحثة دكلاه كوهين الى أن مقاتلين من وحدة "كيدون" بالموساد استخدموا دراجات نارية ومسدسات كاتم صوت لاغتيال الشقاقي في مالطا.
لم ينسَ الفيلم الإشارة إلى ثلاثة مصادر تمويل اعتمدها الشقاقي، وهي إيران وليبيا وجمعيات خيرية في أميركا، لكن المخابرات الإسرائيلية قالت للفيلم إن أحداً لا يعلم مكان المال الذي جمعه الشقاقي، وكم حجمه.. مشيرة إلى أنه أخذ السر معه إلى العالم الآخر.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top