سحبت إدارة دار "كريستيز" في نيويورك، عَمَلين فنيّين، للتشكيلي اللبناني أيمن بعلبكي، كان مقرراً بيعهما في مزاد الدار لفنون الشرق الأوسط الحديث والمعاصر، في 9 نوفمبر في لندن.وتشمل القطع المسحوبة لوحة "الملثم" التي رُسمت العام 2012 وتصوّر رجلاً مقنّعاً بكوفية حمراء زاهية. وهي جزء من سلسلة للرسام اللبناني، استوحاها من الانتفاضات الفلسطينية والعربية. أما لوحة "مجهول"، فقد رُسمت بين العامين 2011 و2018، وهي لرجل يرتدي قناع غاز مع شريط أحمر حول رأسه يحمل كلمة "ثائرون".وقال مسؤول في "كريستيز" إن "الدار تلقّت شكاوى عديدة الأسبوع الماضي، حول العملين الفنيين، وسُحبت اللوحتان بسبب سوء فهم لموضوع الأعمال، وربطها بـ"التطرف الإسلامي" في ظل الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس. إذ يُمكن أن تُفهم بشكل خاطئ، وكأنها تصوّر مقاتلي المقاومة الإسلامية، لأي شخص ليس على دراية بتاريخ المنطقة".وأبلغ الموزّع الفني المسؤول عن العَمَلين، الدار "خيبة أمله وارتباكه بشأن قرارها حظر اللوحتين، وفرض رقابة على أحد أبرز الفنانين في الشرق الأوسط"، كاشفاً أن الدار "عرضت بيع العَمَلين على حدة بدلاً من إدراجهما في المزاد".وقد عرضت صحيفة "ذا ناشيونال" رسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية بين دار كريستيز والمرسل، تشير إلى سحب اللوحتين بعد "شكاوى" لم تُكشف طبيعتها.وبعد قرار كريستيز، قال بعلبكي "ليس كل ما يكتب باللغة العربية على وجه ملثم، متأصلاً في الإسلام السياسي". وأضاف إن كريستيز تتبع إجراءات معينة عند سحب الأعمال الفنية من المزاد، على سبيل المثال إذا كان يُعتقد أنها مزورة أو إذا كانت هناك أسئلة حول المصدر. ولا يُفهم أن أياً من هذه الأسباب ينطبق على أعماله. وعندما سُئل عما إذا كان الانسحاب يمثل مشكلة، قال بعلبكي إن الأمر يتعلق بـ"رقابة على الصورة والثقافة"... ويذكّر بنظرة النازية إلى الفن المعاصر.والمزاد المقرر عقده يوم الخميس في لندن هو جزء من مزاد نصف سنوي لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة تقيمه دار كريستيز.