على الرغم من بعد المسافة بين سامي ونديم الجميل داخل حيثيتهما الكتائبية التي تضمر يوما بعد يوم، ويصيبها الهزال في عقر دار “هيا فتى الكتائب” في المتن الشمالي، وتحديدا العرين بكفيا، مقابل تقدم للقوات اللبنانية، التي لم يكن لها لسنوات خلت، موطيء قدم في هذه القلعة “الجميلية”. 

الجميل “أبناء عم” اكثرا من “العنتريات” في الذكرى السنوية الأربعين لاغتيال بشير الجميل كانا في عز “نشوتهما” الأربعاء الماضي. 

فأمام جمهور لم يتعد الالف، اشتغل ما تبقى من حزب “الله والوطن والعائلة” على حشده منذ اسبوعين عبر اعلانات متلفزة، ولوحات اعلانية. 

جمهور ادركته الشيخوخة، لأن معدل اعمار المشاركين هو من ٥٥ سنة وما فوق، يعيش في الماضي، ولسان حاله:”بحب اتذكر” 

انها عقدة الجميل “أبناء عم” تجاه “القوات” الافتى، والأكثر حضورا، لا بل الأكثر قضما لمن تبقى من الكتائبيين الذين غامروا بعدم خروجهم من الحزب وتوهموا أن الحفيد الوارث (شقيقه الاكبر) سيكون على “قد الحمل” وينهض بهذا الحزب “الشاب” الكارج نحو التسعين.

الجميلان بالتكاتف والتضامن اعلناها حربا على “حزب الله” ويريدان إخراجه من المعادلة اللبنانية، هو وجمهوره وطائفته، وهما بالتكافل والتضامن ايضا يريدان إنزال ميشال عون من قصر بعبدا بالقوة. وذلك على مسمع من “الريس” امين الذي كان على وشك أن يولي الادبار مخليا القصر الجمهوري، لولا لواء عون المرابط على جبهة سوق الغرب. وهو هجر فعلا القصر لمدة طويلة إلى بكفيا وسن الفيل، ليعود اليه قبل انصرام ولايته.وكان ختامها بتعيين ميشال عون رئيسا للحكومة الانتقالية، لا صونا لحق اولاه اياه الدستور ، بل لتهيئة الأرضية لصدامه مع جعجع، وفي يقينه أن الحرب إن وقعت ستنهي الاثنين معا، وسيعود هو “ستالين” المنطقة الشرقية، و”امبراطور” المسيحيين. لكن السحر انقلب على الساحر، فاتفق الاثنان عليه. نفاه الأول ولم يعترض الثاني.

الجميل “أبناء عم” ، تناسيا ما أوصى به جدهم الراحل الرئيس الأعلى للحزب بيار الجميل، من انه يحرم على الكتائبيين التعرض لرئيس الجمهورية لأنه يمثل موقع الرئاسة وليس شخصه. لكن يبدو أن “دا كان زمان”. 

الجميلان “أبناء عم” على “الموضه”. وما من احد “أحسن منا”. جعجع رفع الصوت عاليا ضد العهد والحزب، فلماذا لا نزايدن عليه، فنطالب بما لم يطالب به. لكن الحقيقة أن جعجع هو اقل عجزا بكثير من جماعة “هيا فتى”، ويعرف حدود اللعبة، فلا يورط نفسه. 

لجعجع زند غير كرتونية، وهو اليوم يتقرب من الكتائب عله يضاعف من عمليات القضم في صفوفه، في حين أن الذين يفتقرون إلى الزند يعرضون بضاعة كاسدة ملّها الناس. 

الذين حضروا مهرجان القدماء في ساحة ساسين بالاشرفيه، خرجوا بانطباع أن اصوات الداعين إليه أعلى من قاماتهم، واكبر من امكاناتهم، وأن ما أطلقه الجميل “أبناء عم”، كان مجرد قنبلة صوتية. فالملعب انتقل راهنا إلى معراب، وأن جزءا منه قائم في الرابيه، اما ملاعب الصيفي، وساحات ساحل المتن، فلن تشتاق ل”دعسات ” احد. فالذين تربوا عليها نزحوا عن حزب العائلة، بعدما كادت ممارسات الجميل “أبناء عم ” تكفرهما بالله والوطن . 

يقول متابعون: لا يسعى إلى الحرب من لا يمتلك ادواتها، ولا يجيد الا استخدام لسانه.

لكن ثمة من رأى أن حضور السفير السعودي وليد البخاري “المهرجان” كان ضروريا ليعرف كيف أصبح “الفتى” وهل هو قادر على الاستجابة مع كلمة “هيا” اذا ما قرر استنفار مناصريه؟.