أجبَرَت الأزمة الحالية، نحو 700 صيدلاني على إقفال صيدلياتهم، لعدم قدرتهم على العمل في ظل هذه الظروف. أما من اختار الاستمرار، فيعاني خطر الاضطرار للإقفال، بفعل تفاقم الأوضاع سوءاً، فيما الدولة تغيب عن وضع الحلول.منصة للمرضى؟وعدم توفّر الحل الواضح، يجرّ أهل القطاع الواحد إلى موجة من السجالات الحادة والمتناقضة، التي تزيد خوف المواطنين من تراجع فرصهم بإيجاد الأدوية التي يطلبونها. فبين نقيب الصيادلة الحالي غسان الأمين، والنقيب السابق جورج سيلي، سجال برز عبر حديث تلفزيوني، اعتبر فيه الأمين أن "السياسة الدوائية خاطئة في لبنان، والسلطة لا تحاول حلّ المشكلة". ولفت النظر إلى "وجود تخزين وتهريب في ملف الادوية"، وجزم أنه "في حال بقي الوضع على حاله، قد نلجأ للإضراب". فرأى سيلي أن هذا الكلام الصادر من رأس هرم القطاع الصيدلي، "زاد من الأزمة". مجدداً دعوته لإنشاء منصة الكترونية للدواء، تحتوي المعلومات المطلوبة عن كل مريض، والأدوية التي يحتاجها ومعدل استهلاكها، وإلى ما هنالك من معلومات تساعد في ضبط تأمين الدواء وتوزيعه لمستحقيه.فيما أكّد الأمين أن "داتا المنصة الالكترونية للأدوية والمرضى يجب أن تكون بيد الدولة لا بيد شركة خاصة"، معتبراً ان كلام سيلي عن المنصة "يصب بالمعركة الانتخابية المقبلة".الاستيراد والتصديربالتوازي، أعادَ نقيب مستوردي الأدوية، كريم جبارة، ما يحصل في ملف الدواء، إلى "فقدان الرؤية بسبب اختلاف وجهات النظر بين السلطة السياسية والمصرفية في لبنان". فتوزيع المستوردين للدواء "بالقطارة منذ 9 أشهر"، قابله "أزمة كبيرة هذا الشهر"، نتيجة "تغيير آلية الدعم". إذ أن مصرف لبنان "اشترط إحضار الشحنات بحصولها على موافقة مسبقة". علماً أن "هناك شحنات وصلت في الأيام الماضية، وأخرى ستصل ولا يمكن إيقافها، ولكن مصرف لبنان قال إنه يطبق عليها الآلية الجديدة، ونحن قدمنا طلبات وننتظر الموافقة عليها، لأننا لا يمكن أن نبيعها قبل الحصول على الموافقة".
في السياق عينه، وتخفيفاً لحدّة أزمة الدواء، اقترح رئيس اللقاء الأكاديمي الصحي والهيئة الوطنية الصحية، اسماعيل سكرية، منع تصدير الدواء المنتج في لبنان. إذ أن المصدّرين "يتلقون دعم المصرف المركزي للمواد الخام المستوردة بدولار بألف وخمسمئة ليرة، ليعمدوا إلى تصدير دوائهم المصنع للخارج لقبض ثمنه بالدولار، ووضعه في حسابهم من دون المرور بالمصرف الداعم، الذي يغطي دعماً فقد مضمونه وقيمته، وتحول كذبة كبرى وإهانة للناس".وتساءل سكرية عن سبب عدم إقدام وزارة الصحة على "مداهمة مستودعات هؤلاء الاشاوس ممن يحملون زوراً شعار الدواء الوطني؟ ما هو دور نقابة الصيادلة الحقيقي وغير المعلن الذي لا يتخطى الاستعطاف؟ وهل قطع الدواء عن المواطن اللبناني يختلف عن قطعه عن غزة المحاصرة والسجناء الفلسطينيين؟".