أطلق علي مخلوف، ابن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، حملة في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع التبرعات للسوريين الجائعين، حسب تعبيره، بعد أسبوع واحد فقط من استفزازه مشاعر السوريين أنفسهم بصوره الباذخة في حفلة عيد ميلاده التي تضمنت قالب حلوى مزيناً بحفارة نفط، فيما تعاني البلاد أزمة محروقات ضمن أزمات اقتصادية متعددة.
ونشر علي (21 عاماً) بياناً للحملة الخاصة به، عبر حسابه في "أنستغرام"، قال فيها أنه تواصل مؤخراً "مع عدد من المشاهير العرب الذين لديهم عدد كبير من المتابعين في منصات التواصل الاجتماعي ليتم بالتعاون معهم الإعلان عن حملة تبرعات للمساهمة في انقاذ الشعب السوري الجائع بالأخص في هذا الشهر الرمضاني المبارك"، مشيراً إلى اختيار شخصيات عربية من الإمارات والسعودية والكويت ومجموعة من السوريين والدول العربية الأخرى، للترويج لهذه الحملة التي ختمها بجملة مستفزة أخرى: "هذا خطنا وهذا دورنا ونحن خلقنا لنساعد".
View this post on Instagram
A post shared by Ali Rami Makhlouf (@ali_r_makhlouf)
ويبدو أن علي مخلوف يقسم وقته بين سوريا ودبي وروسيا. ويدأب على تحميل صور تبين حياة الترف التي يعيشها سائحاً حول العالم ومقتنياً أغلى الأغراض. ويتابعه عبر "إنستغرام" 223 ألف شخص، بينما يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن ما لا يقل عن 12.4 مليون شخص، أي 60% من السوريين داخل البلاد، يعانون انعدام الأمن الغذائي والجوع، بزيادة قدرها 4.5 ملايين شخص خلال عام واحد فقط.وفيما اعترف بيان علي، بوجود الفقر والجوع في البلاد، فإنه لم يشر إلى السبب الحقيقي وراء ذلك، وهو سياسات النظام الاقتصادية بالتحديد، والفساد المستشري في البلاد منذ عقود سبقت الثورة السورية. كما أن ثروة والده الذي قالت صحيفة "غارديان" البريطانية العام 2012 بأنه أغنى رجل في سوريا، وحدها كافية لمنع السوريين من الانزلاق إلى الجوع، لو تم توزيعها بشكل عادل عليهم، بدلاً من تقديم مثل هذه الحملات التي تهدف إلى تلميع صورة عائلة مخلوف وتقديمهم بمظهر إنساني بالتوازي مع تعرض رامي مخلوف شخصياً لملاحقات النظام خلال العام الماضي، في دراما محلية أظهرت الصراع داخل عائلة الأسد.وكان رامي مخلوف ظهر العام الماضي، في مقاطع مصورة عبر "فايسبوك"، هاجم فيها النظام السوري وهدّد رئيسه بشار الأسد، بعد التضييق الكبير الذي تعرض له، والسيطرة على أمواله وممتلكاته وعلى رأسها شركة "سيرتيل" التي يرأس مجلس إدارتها، وتدرّ عليه مبالغ طائلة سنوياً. وكان من نتيجة ذلك سيطرة أسماء الأسد بشكل متزايد على قطاع الجمعيات الخيرية في البلاد، عبر مؤسستها "العرين" التي باتت بديلاً لجمعية "البستان" الخيرية التابعة لمخلوف.وبحسب بيان علي مخلوف، فإن الحملة تهدف إلى جمع مبلغ 10 مليون دولار، أي ما يعادل تقريباً 35 مليار ليرة سورية، يساهم فيها شخصياً بمبلغ مليونَي دولار، ما يعادل تقريباً 7 مليارات ليرة سورية. وذلك بالشراكة مع "الهلال الأحمر الإماراتي" لما يتمتع به من مصداقية ورصيد في العمل الإنساني على مستوى العالم، حسب تعبيره.