رغم أن الانهيار المالي والاقتصادي يحول دون قدرة معظم اللبنانيين على ارتياد المقاهي والمطاعم لتناول وجبات الفطور الرمضانية، إلا أن المخاوف من الاختلاط الذي قد يحصل طوال شهر رمضان، سواء كان في البيوت أو المطاعم بدأ يبرز. فقرار منع التجول بين الساعة التاسعة ليلاً والخامسة صباحاً طوال الشهر المقبل، الذي يبدأ اليوم، أتى كتسوية بين القطاع المطعمي ولجان كورونا العلمية. فقد كانت التوصية العلمية تقتضي منع التجول منذ الساعة السابعة، أي قبل حلول موعد الإفطار، فجرت تسوية لجعلها من الساعة التاسعة. وعلى أمل أن لا تنفجر موجة كورونا جديدة بعد أسبوعين، حذر مدير عام مستشفى الحريري، فراس أبيض، من ازدياد حركة المواطنين واختلاطهم خلال رمضان، سواء في المنازل أو المطاعم أو أماكن العبادة. الالتزام بالإجراءات
ولفت أبيض إلى أن البعض سيضع الكمامة خلال الاختلاط، لكن سيكون من الصعب الابقاء عليها أثناء تناول الطعام. ورغم أن البعض سيحترم إجراءات التباعد، إلا أن كورونا وخصوصاً المتحورات الجديدة منه، تنتشر أيضاً عبر الهواء، ما يقلل من فعالية العديد من الإجراءات. كما أن ارتفاع عدد الحالات الجديدة يومياً إلى أكثر من ألفي حالة، سيساهم في انتشار الفيروس بشكل أوسع. فكثر يجهلون المخاطر التي تنطوي عليها هذه الأنشطة التي سنقبل عليها. لذا، من الضروري جعل حملة التلقيح أسرع من الزيادة المتوقعة في عدد الإصابات.
بدورها، دعت نقيبة الممرضات والممرضين، ميرنا ضومط، المواطنين للالتزام بكافّة التدابير الوقائية ضدّ فيروس كورونا، وخصوصاً التباعد الاجتماعي، وعدم التجمّع والاختلاط في مناسبات دينية وعائلية خلال شهر رمضان والأعياد المقبلة. وطالبت المسؤولين العمل بشكل طارئ وجدّي على استبقاء الممرضين والممرضات في البلد، لإنقاذ القطاع التمريضي، وإعلان حالة طوارئ للحفاظ على العاملين في المهنة، وعلى المتخرّجين الجدد. تلقيح الإعلاميينأعلن وزيرا الصحة والإعلام، حمد حسن ومنال عبد الصمد، تفاصيل حملة تلقيح الجسم الإعلامي والأسلاك الأمنية وموظفي القطاع العام، التي ستنطلق الاثنين المقبل، على أن يعتمد مقر الجامعة اللبنانية في الحدث مركزاً للتلقيح بسينوفارم، الذي تسلمته وزارة الصحة بهبة من دولة الصين، وتم استحداث 10 عيادات لهذه الغاية، وتأمين 280 موقف سيارة. وستصل الرسائل النصية خلال مهلة 10 أيام.اللقاحات المتوفرةوكرر حسن أنه "حسب الخطة الوطنية والمعايير المتبعة، يتم انتقاء اللقاح المناسب له. وفي حال أصرّ المواطن على اختيار لقاحه، فعليه الانتظار وفق الأولويات المحددة. وأوضح أن لدى الوزارة حوالى ثلاثين ألف لقاح أسترازينيكا. واللجنة العلمية بحثت في سلامة استخدام اللقاح واطلعت على التوصيات الصادرة في العديد من الدول. ففي بريطانيا مثلا صدرت توصية بالاستمرار في استخدامه لمن يتجاوزون ثلاثين عاماً. وحصل على اللقاح ما يقارب ثلاثين مليون مواطن إنكليزي، والأعراض الجانبية محدودة، على عكس ما يتم تسويقه لأسباب لا علاقة لنا بها، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم تجارية أم غير ذلك".
وأضاف، أن دولاً عدة نصحت باستخدام أسترازينيكا لمن يتجاوز عمرهم خمسين عاماً أو خمسة وخمسين. أما اللجنة العلمية في وزارة الصحة العامة وبالتنسيق مع المرجعيات الطبية المتخصصة بالأمراض الجرثومية، فتوصي باستخدامه لمن هم فوق ثلاثين سنة، حيث الأعراض الجانبية محدودة. وفي ضوء ذلك، أوصت اللجنة العلمية باستخدام أسترازينيكا لمن هم فوق ثلاثين سنة، على أن يحصل من هم دون الثلاثين على اللقاحات المتوفرة حالياً من سينوفارم وعددها أربعون ألفاً.مؤشرات إيجابيةوكرر حسن أن حملة التلقيح بدأت تظهر المعطيات والمؤشرات الإيجابية. فنسبة الفحوص الموجبة انخفضت من 21 في المئة إلى حوالى 15 في المئة. لكن يجب التشديد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية.من ناحية ثانية سجل لبنان 42 وفاة و1008 إصابات جديدة، اليوم الإثنين في 11 نيسان. وفيما أجري 8756 فحصاً فقط، تستمر نسبة الفحوص الموجبة بالانخفاض ووصلت إلى 15.2 في المئة، وذلك بالتوازي مع انخفاض عدد المرضى في المستشفيات الذي وصل إلى 1977 مريض، بينهم 869 في قسم العناية، يحتاج 254 مريض لأجهزة تنفس اصطناعي. وعليه ارتفع عدد الإصابات الكلية إلى 497854 إصابة، والوفيات إلى 6703 وفاة، منذ اندلاع الأزمة في شباط العام الفائت.منصة التلقيحوعلى مستوى حملة التلقيح، حسب منصة التفتيش المركزي، بلغ عدد الجرعات المنفذة نحو 297 ألفاً، بينها نحو 100 ألف تلقوا الجرعتين. واستخدمت نحو 274 ألف جرعة من فايزر ونحو 12 ألفاً من استرازينيكا، ونحو 10 آلاف من سبوتنيك.
وعلى مستوى عدد المسجلين على المنصة، لتلقي اللقاح، وصل العدد الإجمالي للمسجلين إلى نحو مليون و150 ألف شخص، منذ إطلاق الحملة. منهم نحو 99 ألف عامل في القطاع الصحي، ونحو 123 ألفاً من المواطنين الذين يفوق عمرهم 75 عاماً، و150 ألفاً بين 65 و75 عاماً.