قبل ثلاثة أيام من الاستشارات التي يُجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لتحديد رئيس الوزراء المكلف، استناداً الى نتائج إنتخابات الكنيست، نقلت وسائل إعلام أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتقد بأن ريفلين "يتآمر ضده" لحرمانه من تشكيل الحكومة.
وأفادت القناة الرسمية للتلفزيون الإسرائيلي "كان" بأن "نتنياهو أبلغ مقربين منه أن إعلان ريفلين، في تصريحات أدلى بها الأربعاء، أنه سيمنح التكليف للنائب صاحب الحظوظ الأكبر في تشكيل ائتلاف وليس للنائب الذي يرأس الحزب الفائز بأكبر عدد من النواب، يدلّ على أنه يخطط لتكليف زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت تشكيل الحكومة".
وأوردت القناة أن "نتنياهو زعم أن القيادي الليكودي السابق زعيم حزب (تكفا حدشاه) جدعون ساعر ينسق خطواته مع ريفلين لضمان إخراجه من رئاسة الحكومة. لكن ذلك لم يمنعه من دعوة ساعر وبينت الى الإنضمام إلى ائتلاف حكومته المقبلة، ومنحهما مواقع مهمة فيها على غرار حزبه ليكود، بعد دمج حزبيهما".
ولم يرد بينيت على عرض نتنياهو، بخلاف ساعر الذي رفض أي مشاركة للوفاء بتعهده الانتخابي، في حين أكد أنه يؤيد مع بينيت تشكيل أي حكومة يرأسها قيادي آخر في "ليكود"، لا سيما وزير الصحة يولي إدلشتاين أو وزير المال إسرائيل كاتس أو الرئيس السابق لبلدية الإحتلال في القدس نير بركات.
ولا يزال خيار تشكيل نتنياهو حكومة تدعمها "القائمة العربية الموحدة" برئاسة عباس منصور، من الخارج، قائماً مع ممارسة ضغوط على زعيم حركة "الصهيونية الدينية" المتطرفة بتسلال سموترتش للتراجع عن رفضه تأييد الشراكة مع منصور.
ويقود هذه الضغوط الحاخام حاييم دروكمان، أحد أهم المرجعيات الدينية في التيار الديني القومي الذي أوصى سموترتش بإبداء مرونة تجاه منصور الذي يُلقي مساء الخميس، كلمة يحدّد فيها موقف حركته من موضوع تشكيل الحكومة، مع ترجيح إعلانه دعم ائتلاف بزعامة نتنياهو مقابل جملة شروط.
في غضون ذلك، زادت الخلافات في المعسكر المناوئ لنتنياهو. وذكرت "كان" أن زعيم حزب "ييش عتيد" يئير لبيد (يمين وسط) مستعد لدعم تكليف بينت تشكيل الحكومة، على الرغم من أن حزب الأخير يملك سبعة مقاعد فقط في البرلمان، شرط أن يوافق على تشكيل ائتلاف بدعم الأحزاب العربية.
وأوضحت القناة أن "لبيد يخشى أن ينضم بينت بعد نيله التكليف إلى حكومة بقيادة نتنياهو، كما فعل زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس في الإنتخابات السابقة، علماً أن لبيد يعمل أيضاً على تعزيز فرص تسميته لمنصب رئيس الوزراء. وهو التقى لهذه الغاية مع رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، والنائب أحمد الطيبي لإقناعهما بالتوصية عليه أمام الرئيس ريفلين".
وقال عودة بعد اللقاء: "نحن على استعداد لدرس التوصية بلبيد في حال حصل على تأييد 55 عضواً. وقد طرحنا عليه مطالب المجتمع العربي على صعيد وضع خطة لمكافحة العنف وتشغيل الشبان، ومعالجة ملف التخطيط والبناء في المجتمع العربي، وسنواصل محاولة منع تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو تضم سموتريتش وبن غفير".
من جهة ثانية، طالبت النيابة العامة بإلزام نتنياهو بحضور جلسة محاكمته المقررة في القدس المحتلة، يوم الإستشارات مع ريفلين الاثنين، حيث ستبدأ مرحلة تقديم الإثباتات في المحاكمة التي يخضع لها بتهم الرشوة والإحتيال وخيانة الأمانة.
وسيُدلي المدير العام لموقع "واللا" إيلان يشوها بشهادته أمام المحكمة. ويُتوقع أن يتحدث عن الضغوط التي مارسها عليه مالك "واللا" شاؤول ألوفيتش وزوجته إريس في شأن توفير تغطية داعمة لنتنياهو وأفراد عائلته، علماً أن لائحة الاتهام تفيد بأن "نتنياهو منح ألوفيتش امتيازات لتوحيد شركتي بيزك للإتصالات الهاتفية الأرضية وييس للبث بالأقمار الاصطناعية بأملاكه، ما جعله يحقق أرباحاً طائلة".