في زغرتا، لا تأتي الأعياد هذا العام كحدث ميلادي فقط، بل كحالة عامة من الفرح والاضواء والزينة التي اكتسحت الشوارع والساحات والقرى.
شجرات الميلاد المتعددة ارتفعت في اكثر من مكان تتنافس بين بعضها البعض في جماليتها ورسالتها وبعدها الديني والسياحي حيث يتهافت المواطنون لالتقاط الصور الى جانب زينتها المختلفة والمتفوقة على السنوات السابقة باشواط.
زينة الميلاد في قضاء زغرتا لم تعد مجرد أضواء ملونة أو كرات لامعة، بل تحوّلت إلى تعبير جماعي عن التمسك بالحياة، وعن رغبة الناس في الفرح رغم كل ما مر ويمر.
كل شجرة تحمل طابعاً خاصاً، من حيث التصميم والألوان والرموز، وكأنها تشبه البلدة او الحديقة التي نُصبت فيها.
هذا التنوع البصري خلق مشهدا سياحياً جاذباً، من مستديرة النورث ليبانون كولدج حيث تتقاطع القرى والبلدات اقيمت شجرة ميلادية بالتعاون بين اتحاد بلديات قضاء زغرتا وجمعية التجار بتقدمة من المواطن الزغرتاوي بدوي بركات الى مستديرة ١٣ حزيران، حيث اختارت جمعية “دنيانا” ان تنصب شجرتها وتطلق نشاطاتها منها وبعدها متنقلة بين قرى وبلدات قضاء زغرتا حاملة الفرح والهدايا، مروراً بحديقة الرئيس سليمان فرنجيه التي رفعت جمعية الميدان شجرتها داخلها جاذبة الاهالي والسواح للتمتع بجو الاعياد والتجول في ارجاء الحديقة التي باتت ملتقى الاهالي ومركز لنشاطات ميلادية منوعة وصولاً الى شجرات ميلادية في اكثر من بلدة ما دفع العديد من الزوار إلى التنقّل والتجول في المنطقة، وكأن زغرتا تحوّلت إلى معرض ميلادي مفتوح في الهواء الطلق.
كثيفة هي النشاطات الميلادية هذا العام ومتعددة، ولا تقتصر على مركز المدينة، بل تطال مختلف القرى والبلدات، ما ساهم في توزيع الحركة الاقتصادية والسياحية بشكل متوازن.
أمسيات ترانيم، أسواق ميلادية، نشاطات للأطفال، وفعاليات ثقافية أعادت الحياة إلى الساحات، وحرّكت المطاعم والمقاهي والمؤسسات السياحية الصغيرة، ولو بحدود الإمكانات المتاحة فيما تميزت ساحة سيدة زغرتا الاثرية بنشاط ميلادي ضخم للمرة الاولى بالتعاون بين بلدية زغرتا وجمعية اجيال واولاد الحي.
اللافت أن مشهد الميلاد في زغرتا لم يأت صدفة، بل جاء نتيجة تعاون واضح بين اتحاد البلديات، البلديات، الجمعيات الأهلية، جمعية التجار، والمتطوعين.
هذا النموذج التشاركي شكل تجربة إنمائية ناجحة، تؤكد أن الاستثمار في الفرح والثقافة والهوية يمكن أن يكون مدخلًا فعّالًا لتحريك الاقتصاد المحلي، ولو في أصعب الظروف، وان يستقطب الزوار من مختلف المناطق، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الشباب والمؤسسات المحلية لاسيما مع اقامة المعارض الميلادية واكشاك المأكولات المتنوعة.
في زغرتا، شجرات الميلاد ليست مجرد زينة. إنها رسالة إنماء، ودعوة للزيارة، وإعلان صريح بأن هذه المنطقة، رغم كل التحديات، ما زالت قادرة على إنتاج الفرح وتحويله إلى قيمة اقتصادية وسياحية واجتماعية في آن واحد.
موقع سفير الشمال الإلكتروني