منذ مطلع فصل الصيف الحالي بدأت تسري شائعات عن أنّ العدو الإسرائيلي يجري تحضيرات لشنّ عدوان واسع على لبنان، يزيد على منسوب الإعتداء الذي يقوم به وما يزال مستمراً منذ قرار وقف العدوان، في 27 تشرين الثاني من العام الماضي، إلّا أنّ زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة إلى لبنان لمدّة ثلاثة أيام، في 30 الجاري و1 و2 كانون الأوّل المقبل، ألجمت برأي مراقبين هذا العدوان الإسرائيلي المنتظر إلى بعد انتهاء الزيارة.
لكنّ شكوكاً كثيرة أبداها أكثر من طرف حيال وقف العدو الإسرائيلي إعتداءاته على لبنان إبّان زيارة الحبر الأعظم إلى لبنان، ولو لأيّام معدودة، وهو الذي استمر في خرق قرار وقف العدوان قبل نحو سنة حتى تجاوزت خروقاته له أكثر من 8 آلاف خرق، سقط بسببها ـ وفق إحصاءات رسمية ـ 331 شهيداً و945 جريحاً، عدا عن الأضرار في الممتلكات العامّة والخاصّة، وتداعيات إستمرار هذا العدوان على مجمل نواحي الحياة في لبنان.
هذه الشّكوك تأكدت يوم أمس عندما شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت واستهدف فيه رئيس أركان حزب الله والرجل الثاني فيه هيثم الطبطبائي متجاوزاً بذلك كلّ الخطوط الحمر، ما جعل رئيس الجمهورية جوزاف عون يعتبر بأنّ “استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية دليل آخر على أنّها لا تأبه للدعوات المتكرّرة لوقف إعتداءاتها على لبنان”، في وقت كان فيه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يفاخر بأنّ جيشه “شنّ ضربة في قلب بيروت”.
هذا الإعتداء المرتفع السّقف الذي قام به العدو الإسرائيلي أمس على لبنان جعل بعض المخاوف تنشأ خشية ردّ حزب الله عليه، وهو الذي ما يزال ملتزماً بقرار وقف العدوان منذ إقراره وعدم الرّد على أي استهداف له، وقلقاً من أن لا يرتدع العدو من شنّ عدواناً آخر على لبنان ما سيؤثّر سلباً على زيارة البابا، وقد تدفعه إلى تأجيل الزّيارة أو إلغائها أو إجراء تعديل على برنامجها إذا تطوّر الوضع الأمني في البلاد نحو الأسوأ جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر، خصوصاً بعدما ترافق العدوان الإسرائيلي على الضاحية مع سلسلة غارات قام بها طيران العدو على مناطق في البقاع والجنوب.
القلق والخشية من أن يؤدّي العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان ليس فقط إلى التأثير على زيارة البابا له نهاية الاسبوع الجاري، إنّما إلى تأجيل الإنتخابات النيابية المرتقبة في شهر أيّار العام المقبل، بعدما أبدى كثيرون مخاوف من أن يدفع إستمرار العدوان الإسرائيلي إلى ذلك، وهي مخاوف إرتفع منسوبها بسبب الإنقسام السّياسي، والهوّة الواسعة من الخلافات بين القوى السياسية حول قانون الإنتخابات واقتراع المغتربين الذي استقر عددهم على تسجيل نحو 152 ألف مغترب أسماءهم للمشاركة بالإستحقاق الإنتخابي المقبل، من غير أن يعرفون بعد وفق أيّ آلية وأيّ قانون إنتخابي سيشاركون في عملية الإقتراع، لستة نوّاب مخصّصة لهم أم لـ128 نائب في مجلس النوّاب، ما رسم علامات إستفهام كبيرة لم تجد من يجاوب عنها ولا من يعطي ردوداً مقنعة ومطمئنة عنها.
The post عدوان إسرائيل على الضّاحية: قلقٌ على زيارة البابا والإنتخابات!.. عبدالكافي الصمد appeared first on .