أشار النائب محمد يحيى إلى أن "نرحب بالمبادرة المصرية، ونثمن عاليا جهود القيادات المصرية وكل الأشقاء العرب لاحتواء الأزمة وإعادة الوضع بين لبنان والكيان الإسرائيلي إلى سابق عهده قبل اندلاع حرب الإسناد والمشاغلة. الا ان نجاح المبادرة من عدمه رهن السياسة الإسرائيلية التي لم تبد حتى الساعة من خلال مواقف المسؤولين الإسرائيليين، أي نية لفرملة التدهور وإنهاء العمليات العسكرية ضد لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات، والمدانة إنسانيا وأخلاقيا وأمميا".
وأضاف: "يعيش الكيان الإسرائيلي نشوة الانتصار، ويحاول بالتالي رغم التزام لبنان باتفاقية وقف إطلاق النار، ورغم قرار الحكومة اللبنانية نزع السلاح وحصره بيد الدولة وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لتنفيذه، استثمار ما يعتبره انتصارا عبر فرض شروطه وتوجهاته على الدولة اللبنانية، ضاربا عرض الحائط بالأحكام الأممية التي ترغمه بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية على الانسحاب من جنوب لبنان.
مع الإشارة إلى ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بادر مشكورا إلى الإعلان عن رغبة لبنان في التفاوض غير المباشر مع إسرائيل لانهاء الاحتلال، الا ان الأخيرة قابلته وللأسف بمثل ما قابلت مؤخرا المبادرة المصرية".
وتابع: "لا حل أمام رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى وقف الاعمال العدائية وملاقاة كل من مبادرة الرئيس جوزف عون والمبادرة المصرية وسائر الجهود العربية وسط الطريق، والجلوس بالتالي مع لبنان على طاولة المفاوضات، لاسيما انه يدرك أكثر من سواه ان كل الحروب التي سجلتها صفحات التاريخ القديم منه والحديث، انتهت بجلوس المتحاربين على طاولة المفاوضات، لأن الحلول العسكرية حتى وان كانت بين فريقين غير متكافئين عسكريا وتكنولوجيا، تبقى مجرد تدابير مرحلية انتقالية مصيرها السقوط على أدراج التسويات والاتفاقيات والمعاهدات". وردا على سؤال، قال: "نحن طلاب سلام وثقافتنا هي الحياة لا ثقافة الحروب والدمار والتهجير وسفك الدماء، والدليل هو انه رغم الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ورغم ضبابية القادم من الأيام، ورغم التشنج السياسي القائم حول عدد من الملفات أبرزها قانون الانتخاب، يعلن لبنان عن اطلاق مؤتمر بيروت1 للاستثمار يوم الثلاثاء 18 الجاري.
وها هي المؤتمرات تضج في بيروت لتؤكد على حضارة الشعب اللبناني، وبالتالي نعم كبيرة ومن دون تردد للمساعي الديبلوماسية عبر الوساطات الدولية، وللتفاوض اليوم قبل الغد لإنهاء الاحتلال واستعادة الأسرى وإعادة الاعمار، لأن ما يهمنا كلبنانيين بناء دولة قوية مسالمة ومحايدة كاملة المواصفات. من هنا نشد على يد العهد رئاسة وحكومة، وندعم مساره وتوجهاته فيما خص التفاوض مع إسرائيل كحل وطني لإخراج لبنان ومعه اللبنانيين من النفق".