بدا واضحا أن العمليات الاسرائيلية على لبنان دخلت في الأيام الماضية، مرحلة جديدة من التصعيد، بحيث لم تعد عمليات الاغتيال تتفادى المدنيين والأضرار المادية، بل باتت تنفذ حتى داخل الأحياء السكنية.
وتشير مصادر واسعة الاطلاع ل” الديار” الى أن «الخشية في المرحلة المقبلة أن تتوسع العمليات، لتشمل مناطق في البقاع وحتى الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق»، معتبرة أن «المعطيات تشير الى أن العدو لن يلتزم بأي خطوط حمراء، بعد انقضاء المهلة التي تنتهي مطلع الشهر المقبل».
في المقابل، وبعد الرسالة التي وجهها “حزب الله” الى الرؤساء الثلاثة، وأكد فيها رفضه منطق للتفاوض والتمسك بالمقاومة، أطلق نوابه وقياديوه يوم أمس سلسلة مواقف انتقدت بشدة الموقف والأداء الأميركي تجاه لبنان. فاعتبر رئيس «تكتل بعلبك الهرمل» النائب الدكتور حسين الحاج حسن، أن «الضغوط الأميركية التي ما زالت تتوالى على لبنان، تريد أن تأخذه إلى مكان آخر، فما طرحه الأميركيون إقامة منطقة اقتصادية عازلة في الجنوب، أما نتنياهو فمشروعه «إسرائيل الكبرى». وسأل: «إلى أي مفاوضات تأخذنا أميركا؟ وإلى أين تريد ان تقود لبنان؟ لذلك قلنا في كتابنا المفتوح، انتبهوا الى المفاوضات التي يدفعنا إليها الأميركي لأنها مصلحة إسرائيلية كاملة».
من جهته، استغرب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، خروج بعض المسؤولين ليقولوا إن قرار الحرب والسلم في يد الدولة، وتساءل:»ولكن متى أخذت هذه الدولة قرارا ليس بالحرب ضد هذا العدو؟ بل قرارا بالدفاع في وجه هذا العدو ومنعها أحد؟ فنحن نرفض أن يكون في لبنان قرار للاستسلام لهذا العدو، والمطلوب اليوم من هذه الحكومة ألا تكتفي بترداد شعارات لم يعد لها أي معنى، بل أن تلتزم بما كتبته في البيان الوزاري، وتتلخص في حماية السيادة وردع المعتدي، وإعادة الإعمار وإطلاق الأسرى، وهذه البنود بقيت حبرا على ورق، ولم يكتشفوا من البيان الوزاري، إلا جملة واحدة لا تستهدف حماية السيادة، بل توجّه ضد جزء كبير من الشعب اللبناني».
وشدد على أننا «لا نريد للمشكلة أن تصبح لبنانية – لبنانية، في حين أن هناك من يصر في الداخل على أن تكون المشكلة بين اللبنانيين، لذلك لا يجوز لأحد في لبنان أن ينصب نفسه كأنه صدى للصواريخ الإسرائيلية، أو أن يستغل هذا العدوان من خلال حملة التحريض والتضليل التي نسمعها، اتركوا المشكلة مع العدو، فلماذا هناك من يريد نقلها إلى الداخل؟ وإذا نُقلت إلى الداخل ماذا سيستفيد؟ وهل يظن أحد في لبنان أن شعبنا يمكن أن ينكسر أو أن ينهزم»؟
وتابع: «المعادلة الداخلية دقيقة وحساسة، ولا يحق لأحد أن يمس بها، لأن هذا يهدد الداخل اللبناني، ونحن لا نريد تهديد الداخل اللبناني، لكن هناك من يصر على هذا المسار».