مقدمة تلفزيون “أن بي أن”
حتى إشعار آخر يتجاذب المشهدَ اللبناني ملفان: الاعتداءات الإسرائيلية وما يتفرع عنها من عناوين والانتخاباتُ النيابية وما ينبثق عنها من احتمالات في ضوء مشروع القانون الذي اقره مجلس الوزراء على نحوٍ غير ميثاقي. بالنسبة للعدوان الإسرائيلي فقد سـَجـَّلت وقائـُعه اليوم ثلاث غارات للطيران المسيـّر المعادي خلال أقل من خمس ساعات على سيارات في بنت جبيل وبرعشيت وبين شبعا وعين عطا عند السفح الغربي لجبل الشيخ وقد أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء وأحد عشر جريحـًا.
هذه الإعتداءات تضاف إلى أكثر من سبعة آلاف خرق جوي إسرائيلي وألفين وأربعمئة نشاط سـُجلت شمال الخط الأزرق منذ اعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024 بحسب أحدث إحصائية لليونيفيل.
وفي موازاة الأجواء الحربية الميدانية واصل العدو تهديداته للبنان وقالت وسائل اعلام عبرية ان جيش الاحتلال أعدَّ خطة هجومية في حال اتخاذ قرار بالتصعيد لكن أخرى ذكرت ان الآراء منقسمة في تل أبيب بشأن العودة للقتال أو إستمرار الهجمات اليومية على وتيرتها الحالية.
في غضون ذلك لم يطرأ أي جديد على موضوع التفاوض بخصوص الوضع في الجنوب. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري مرةً أخرى ان من يطلب التطبيع عليه أن يعرف أنه غير ممكن وقال لصحيفة الشرق الأوسط: ما زلتُ عند رأيي في موضوع الميكانيزم باعتبارها الآلية التي تضم جميع الأطراف ولا مانع من الاستعانة بمدنيين اختصاصيين عند الحاجة إلى ذلك.
وقال ان كل التهديدات والغارات الإسرائيلية لن تغير في موقفنا هذا.
في موضوع الانتخابات النيابية لم يتسلم رئيس مجلس النواب بعد مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء الخميس الماضي على نحوٍ تم فيه تجاوز رأي مكوّنٍ أساسي ضاربـًا بعرض الحائط اعتبارات الميثاقية والصيغة التوافقية التي كان يتم العمل عليها. على أي حال أوضح الرئيس بري ان عندما يصل إليه المشروع الذي أقره مجلس الوزراء يحدد موقفه منه.
******************
مقدمة تلفزيون “أو تي في”
عشية الذكرى الشهرية العاشرة لإنشائها بقرار عربي ودولي معروف، يبدو أن السلطة اللبنانية الجديدة وصلت الى نقطة اللاعودة. فلا هي قادرة على تطبيق التزامها تجاه المجتمع الدولي بنزع سلاح حزب الله، وتجاه المجتمع الدولي بحل أزمة أموال المودعين، ولا هي قادرة على التراجع. أما البديل، فهرب الى الامام في ملف السلاح، ودوران في حلقة مفرغة في مسألة الاصلاح المالي.
على مستوى السلاح، لم تتضح بالكامل صورة ما بعد التقرير الثاني للجيش، خصوصاً ان مهلة نهاية السنة التي حددتها الحكومة لنفسها بحصر السلاح من المرجَّح ان تنقضي بلا نتيجة، تماماً كالمهلة المجهولة لتسلم سلاح المخيمات.
وعلى خط الاصلاح المالي، التطور البارز الاخير، الاجواء السلبية التي قوبل بها الوفد اللبناني في اجتماعات صندوق النقد الدولي بفعل المماطلة والتسويف في اقرار القوانين المطلوبة، على مستوى اعادة هيكلة القطاع المصرفي ومقاربة الفجوة المالية، علماً أن وفداً من وزارة الخزانة الاميركية يزور غداً رئيس الجمهورية جوزيف عون.
اما اقتراع المنتشرين، فحدِّث ولا حرج: كرة يلقيها المجلس النيابي في ملعب الحكومة، فتردُّها اليه ملغومة، والحصيلة الوحيدة الممكنة للمباراة السياسية بين فريق الثنائي الشيعي، وفريق القوات والكتائب وسائر حلفائهما في حكومة التحالف الرباعي الجديد الواحدة مع حزب الله وحركة أمل، هي تطيير حق الانتشار اللبناني بالمشاركة من الخارج في العملية الانتخابية، والاطاحة بحقه في الترشيح… كل ذلك، فيما القوى السياسية التي تتحمل مسؤولية الخراب منذ عقود، تستعد لتكريس سيطرتها على عشرات المقاعد النيابية، التي اثبت شاغلوها منذ اعوام طويلة، انهم لا يصلحون الا للكلام الفارغ تجاه الداخل من جهة، ولتلبية تعليمات القناصل والسفارات والدول في مختلف الاستحقاقات الوطنية اللبنانية من جهة اخرى.
***************
مقدمة تلفزيون “أل بي سي”
برغم الضجيج الإنتخابي، وإستمرار الإعتداءات الإسرائيلية وضحيتها اليوم 3 شهداء وأكثر من عشرة جرحى، لا أحد يقيم وزناً للبنان على طاولة الكبار، المنهمكون بدينامية واسعة من التحركات. التعبير الأوضح عن إعادة تموضع سوريا إقليمياً ودولياً يتكرس بعد غد الإثنين، مع صورة أحمد الشرع كأول رئيس سوري يدخل الى البيت الأبيض.
في اليوم التالي، يكون العراق على موعد مع إنتخابات تشريعية من بين وظائفها إعادة قياس حدود النفوذين الإيراني والأميركي في العراق، مساكنة أو إشتباكاً. أما تاريخ الثامن عشر من هذا الشهر، فلن يكون مجرد موعد زيارة عمل رسمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى الولايات المتحدة… إنها محطة يُعوِّلُ عليها الجانبان: واشنطن تأمل بتوسيع الإتفاقات الإبراهيمية التي لامست حدود كازاخستان، كي تشمل المملكة السعودية، وبإبرام صفقات سلاح بمئات المليارات. أما بن سلمان فيريد صفقة حماية دفاعية، وربط التطبيع مع إسرائيل بمسار حل الدولتين.
وإلى هذا كله، أفكار جوجلتها الرياض لمحاولة لعب دور وساطة بين واشنطن وطهران. يشي ذلك بأن الترتيبات الجارية على مستوى الإقليم ستسلك أحد مسارين: إما صفقة نووية أميركية – إيرانية تفتح باب التسويات من بيروت الى صنعاء، وإما مواجهة حاسمة تتخطى ما جرى في حزيران الماضي، ومن بعدها يبدأ الحديث الجدي عن حصر السلاح في لبنان. وبين هذه المواعيد والمحطات، واشنطن تواصل ضغوطها القصوى على إيران وحلفائها.
غداً يحط في بيروت وفد الخزانة الأميركية برئاسة جون هيرلي، الذي يلتقي مسؤولين لبنانيين في مقدمهم رئيس الجمهورية جوزاف عون قبل سفر الأخير الى بلغاريا الإثنين. هيرلي إستبق مهمته بالجملة التالية: لا إزدهار ولا أمن في لبنان إلاّ بنزع سلاح حزب الله وقطع تمويل إيران عنه. هذا فيما أعطى إتصال وزير الخارجية المصري برئيس الحكومة نواف سلام إشارة إلى أن حركة ما لا تزال تحيط بالمبادرة المصرية، رغم كل ما قيل عنها، وتحديداً رفض حزب الله لها.
**************
مقدمة تلفزيون “أم تي في”
من الجنوب الى البقاع: الاعتداءات سيدة الموقف. فاسرائيل اغتالت ثلاثة عناصر من حزب الله اليوم، مستكملة بذلك استهدافاتها اليومية. وهي استهدافات ستتواصل، على ما يبدو . اذ تؤكد وسائل الاعلام الاسرائيلية والتقارير الصادرة في تل ابيب ان الجيش الاسرائيلي ينوي رفع وتيرة الاستهدافات في المرحلة القريبة المقبلة، وانها لن تبقى جغرافيا في اطار الجنوب والبقاع ، بل ستشمل الضاحية الجنوبية، وخصوصا ان اسرائيل حددت 240 هدفا لحزب الله تنوي ضربها. وهو ما المح اليه البيان الصادر عن المجلس الوزاري الامني الاسرائيلي المصغر، الذي اشار بعد اجتماع عقده مساء امس، الى ان اسرائيل ستعمد الى تكثيف الهجمات على لبنان وتعزيز بنك الاهداف… وفيما اسرئيل تمارس “سلبطتها” جنوبا وبقاعا بلا رقيب ولا حسيب، يواصل حزب الله تصعيدَه الكلامي و ” عنترياتِه” التي لا ترجمة عملية لها على ارض الواقع . عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين اكد ان الحزب لا يحتاج الى اذن احد ليدافع عن الارض والكرامة والوطن وانه يحتفظ بحقه في المقاومة. وهذا يعني ان الحزب لا يبالي بموقف الحكومة ، وهو مصر على ان يبقى دولة فوق الدولة، رغم ان هذا التموضع خسّره الكثير بشريا وماديا، كما خسّر لبنان اكثر واعاد الاحتلال الاسرائيلي الى الجنوب. توازيا تواصل مصر مساعيها الديبلوماسية لخفض التصعيد بين لبنان واسرائيل، وهي مساع منسقة مع فرنسا وذلك بهدف تجنيب لبنان حربا جديدة. في الاثناء، لا يزال قانون الانتخاب موضع الاهتمام سياسيا. والاجواء المسربة من عين التينة تفيد ان رئيس المجلس لن يدرج مشروع قانون الحكومة المتعلق بتعليق العمل بالمادة 112 على جدول اعمال اول جلسة تشريعية ، ما يشير الى ان الامور متجهة الى مواجهة ساخنة بين الثنائي مدعوما بقرار بري، وبين النواب السياديين والمستقلين والتغييريين. لكن قبل تفصيل هذه العناوين وقفة عند ضباط النظام المخلوع في سوريا. فهؤلاء الضباط مطلوبون للعدالة فيما لبنان مطالب بالبحث عنهم.
****************
مقدمة تلفزيون “الجديد”
على خَطَّينِ متوازِيَين لم يتقاطعا لحينِه عند نُقطةِ التقاء تسيرُ البلاد خطٌّ أمني بعدوان إسرائيلي متواصل على مُسيّرات اصطادَتِ اليومَ سياراتِ المواطنين من بنت جبيل مروراً ببرعشيت حتى راشيا الوادي والحصيلةُ ثلاثةُ شهداءَ بينهم شقيقانِ وأحدَ عَشَرَ جريحاً وخطٌّ دبلوماسيٌّ مِصري بعَباءة أمنية يحفرُ في بئرِ الأزمة لاستخراجِ مَوادِّ الحلِّ الخام تمهيداً لتصفيتِها من الشوائب وفصلِ المقبول عن اللامقبول وتسويقِها بين طرفَي النزاع لبنان أدَّى فروضَه وسَلَّم ردَّه على المبادرةِ المصرية وحامِلِ لوائها مديرِ الاستخبارات حسن رشاد وتلقَّى الجوابَ باستمرارِ مساعي القاهرة الدبلوماسيةِ لمساعدة لبنان عبر خطٍّ هاتفي وصلَ الخارجيةَ المصرية بالسرايا الحكومية تناول فيه الوزير بدر عبد العاطي ورئيسُ الحكومة نواف سلام تطوراتِ الأوضاع في جنوب لبنان والجهودَ الجارية لخفضِ التصعيد وتغليبِ مسار التهدئة بما يَحفَظُ أمنَ واستقرارَ لبنانَ والمنطقة معَ ثَباتِ الموقفِ المصري الرافضِ للمَساس بسيادة لبنان ووَحدةِ وسلامة أراضيه وهذا الموقفُ المستَخلَصُ من رُوحِ المبادرةِ المصرية يترافَقُ معَ حَراكٍ داخلي للاستثمار فيها وصولاً إلى الهدف المنشود وعلى حدِّ قولِ مصادرَ دبلوماسيةٍ للجديد فإنَّ الأيامَ المقبلة قد تحمِلُ مؤشراتٍ حاسِمة بينما انشغلتِ الأيامُ الفائتة بالكِتابِ الذي وجَّهه حزبُ الله إلى الرؤساءِ الثلاثة ومعهم الشعبُ اللبناني في الظاهر نَفَّذ الحزبُ “انتفاضةَ تِشرين” ووضَعَ الحدَّ للحُكم بلاءاتٍ تتعلقُ بسلاحِه والتفاوضِ وعدمِ الاستسلام والوقوعِ في الأفخاخ وحَسَم خِيارَه برفضِ التنازل تحت الضغط والقارئُ ما بينَ السطور لا يزالُ يَلحَظُ مؤشِّراتٍ وإشاراتٍ بَثَّها مَرصدُ حارة حريك الداخليُّ إلى الفضاء الخارجي لإشراكِ الإيرانيِّ في “الُّلعبة” كطرفٍ أساسي وضُلعٍ رئيسي من أضلاعِ الحلِّ المِصريةِ والفرنسيةِ والأميركيةِ والسعودية وليؤكدَ أنَّ “سِيبة” التفاوضِ لا تَكتملُ من دون طهران وهذه الرسالةُ كما هي موجَّهةٌ إلى الخارج فالداخِلُ ،وتحديداً رئيسَيِ الجمهوريةِ والحكومة، مَعنِيٌّ بها من خلال الانفتاح على إيران والتفاوضِ معها أُسوَةً بما يحصُلُ مع باقي الدول ورَبْطاً بمَجرى التحليل فإنَّ التعاطيَ المِصريَّ الإيجابيَّ معَ موقفِ حزبِ الله قد يكونُ عامِلَ دفعٍ لمبادرتِه وأبعد منه فإنَّ صِلةَ الوصلِ بين الجمهوريةِ الإسلامية والمملكةِ السعودية قائمة وحَبْلَ الوُدِّ بين طهران وواشنطن لم يَنقطعْ وآخِرَ مؤشِّراتِه إعلانُ الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب أنَّ فكرةَ رفعِ العقوبات عن إيران واردة ويبقى على الوسيطِ المِصري أن يستفيدَ من أوراقِ القوةِ اللبنانية وعلى رأسها الالتزامُ بوقف إطلاقِ النار والاستعدادُ للتفاوض في مقابلِ لا خُطوةٍ إسرائيلية على مَشارِفِ مرور عام على اتفاقِ تِشرين رَفضت خلالَه الحكومةُ الإسرائيلية خُطةَ الجيشِ اللبناني في سحب السلاح وَسَعَت إلى نقلِ المعركة إلى الداخل اللبناني وضَغطت لوضع الجيشِ في مواجهةٍ معَ حزبِ الله لكنَّ حِكمةَ الجيشِ قيادةً وضُباطاً وأفراداً سَحَبت هذا الفَتيل وشَكَّلت صَمَّامَ أمانٍ وضمانةً للتوافقِ الوطني القائم على التوازنِ السياسي في أي قرارٍ يُبعِدُ الكأسَ المُرَّة عن البلاد ومن أجواءِ تِشرين يبقى أنْ يَرفَعَ ترامب الغِطاءَ عن إسرائيل لوقف حربِها على لبنان على قاعدةِ أنَّ طريقَه نحو السلام لا بد أنْ يمُرَّ ببيروت.
******************