شهدت مدينة طرابلس يوم أمس حدثين بارزين، الأول، المسيرة التي نظمتها “هيئة دعم فلسطين” تحت عنوان: “النصرة والتأييد والتضامن مع غزة العزة وكل فلسطين”، والثاني إستقبال الأسيرة المحررة إبنة المدينة الدكتورة لينا الطبال التي إعتقلها العدو الاسرائيلي من أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة والتي عادت إلى طرابلس وأهلها مكللة بالغار والكرامة الوطنية.
المسيرة التضامنية شكلت إنتفاضة طرابلسية لحق غزة وثبات الغزاويين في أرضهم، وكانت المدينة شهدت خلال السنتين الماضيتين سلسلة مسيرات رفضا للعدوان، وهي بالأمس إحتفلت بالانتصار وباتفاق وقف إطلاق النار وبعودة الغزاويين إلى أرضهم التي دفعوا ثمنا غاليا جدا في الحفاظ عليها وتمسكهم بها، كما عبّرت المدينة من خلال الحشود التي شاركت بالمسيرة يتقدمها شخصيات سياسية ودينية وإجتماعية ونقابية وإعلامية وهيئات مجتمع مدني لبنانية وفلسطينية عن إرتباطها الوثيق بقضية فلسطين، وعن وإحتضانها لفكرة المقاومة التي أثبتت جدواها في الصمود والتصدي للعدو الصهيوني الغاشم الذي لا يفهم سوى لغة القوة.
المسيرة جابت شوارع المدينة على وقع الهتافات والأغاني الوطنية والأناشيد الثورية، رفع فيها المشاركون اللافتات التي تؤكد على خيار المقاومة وصور القادة الشهداء وصولا إلى ساحة عبدالحميد كرامي التي إحتضنت الجموع، حيث أثنى عضو هيئة دعم فلسطين المحامي عبدالناصر المصري على “المشاركة الكثيفة لأبناء طرابلس في هذه المسيرة الجامعة دعما لغزة التي إنتصرت على العدوان بتصديها للعدو الذي فشل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة وإضطر إلى الذهاب نحو المفاوضات التي أفضت إلى صفقة تبادل ستترجم بإطلاق سراح نحو ألفيّ معتقل فلسطيني من بينهم القادة المقاومين الكبار من المحكومين بالمؤبد والذين لم يكن من الممكن الإفراج عنهم سوى بقوة المقاومة وبصفقة تؤكد رضوخ العدو لشروط أبناء غزة”.
الجموع في ساحة عبد الحميد كرامي إستقبلت على وقع التكبيرات والهتافات المناضلة المحررة من سجون العدو الاسرائيلي الدكتورة لينا الطبال التي وصلت من مطار رفيق الحريري الدولي بعدما أثمر الضغط العالمي عن الإفراج عنها وزملائها الذين إعتقلوا على متن أسطول الصمود الذي إقتحمه العدو الاسرائيلي خارقا بذلك القوانين الدولية.
الدكتورة الطبال التي إستقبلها أبناء مدينتها بحفاوة بالغة وبفخر وإعتزاز كبيرين، وجّهت التحية إلى المقاومين في غزة وجنوب لبنان الذين بذلوا الدماء في سبيل الدفاع عن أرضهم والذود عنها، مؤكدة أن “المقاومة أملنا في تحرير الأرض وفي التصدي للعدو”، لافتا إلى أنها “إستذكرت السيد الشهيد حسن نصرالله وسائر شهداء المقاومة على متن أسطول الصمود بكثير من الحزن”.
وردا على سؤال حول رسالتها إلى من يتبنون السردية الاسرائيلية في لبنان، قالت الدكتورة الطبال: “فليجرب هؤلاء يوما واحدا من الاعتقال في السجون الصهيونية، نحن تعرضنا للتعذيب والضرب ولجريمة حرب لأننا خطفنا من عرض البحر، وقد قال لي المحقق الصهيوني أن عليّ أن أوقع على ورقة إعتراف بأنني في أرض إسرائيل بطريقة غير شرعية، فرفضت التوقيع، وقلت له نحن مدنيون أمهات وأطباء وطلاب وعائلات، جئنا بمهمة إنسانية الى غزة لنقدم الطحين والغذاء والأدوية للأطفال، فلماذا أنا هنا؟، فكانت النتيجة التعذيب والتعامل معنا بعنف شديد مع حرماننا من النوم، وقد إقتحم بن غفير زنزانتي مدججا بالسلاح من أجل ترهيبي، وكان يهددننا يوميا بالقتل وبالغاز، وإذا كانوا يتعاملون معنا نحن الذين نحمل جنسيات أوروبية ومعنا برلمانيون فرنسيون وأجانب بهذا الأسلوب الهمجي، فكيف يتعاملون مع المعتقلين العرب والفلسطينيين، لذلك أقول لمن يتبنى وجهات النظر الاسرائيلية جربوا يوما واحدا في الاعتقال وبعد ذلك نرى ماذا سيحصل”.
وأكدت الدكتورة الطبال “الالتزام بنهج المقاومة”، موجهة التحية إلى “أبناء طرابلس على هذا الاستقبال والى غزة والى الجنوب المقاوم والى بيروت وسوريا والى المناضل الأممي جورج إبراهيم عبدالله وكل أحرار العالم الذين لولاهم لما جرى إطلاق سراحنا بهذه السرعة”.
وأضافت: “كنت في الأراضي المحتلة ورأيت فلسطين، نعم فلسطين التي تستحق منا كل التضحيات، ورأيت الخوف في عيون الجيش الاسرائيلي من المقاومين، ونحن لسنا أبطالا، بل الأبطال من هم في الجنوب وفي غزة وفي كل فلسطين، والأبطال هم أحرار العالم الذين ساهموا في تغيير النظرة إلى العدو الاسرائيلي”.
بالأمس، قالت طرابلس كلمتها، وأكدت أنها لا تضيّع بوصلة فلسطين، وأنها ستبقى عاصمة المقاومة وأنها المدينة النابضة بالتاريخ والعروبة ورمز للثبات على المبادئ المسلمات الوطنية، وأنها لم تكن فقط مساحة للتضامن الوجداني بل هي منبر للمقاومة بكل أشكالها فكرية، شعبية وإعلامية.
The post طرابلس تحتفل بإنتصار غزة في مسيرة جامعة.. ورسالة من إبنتها المحررة لينا الطبال إلى من يتبنون السردية الاسرائيلية: جرّبوا الاعتقال يوما واحدا في السجون الصهيونية!.. غسان ريفي appeared first on .