مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لعملية “طوفان الأقصى” أو ما بات يُعرف بـ”السابع من أكتوبر”، عادت وتيرة الكلام عن قرب التوصل الى وقف لاطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وبين العدو الإسرائيلي، بعد المقترح الأخير الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لا شك في أن كل الأجواء الإيجابية التي يحاول الاميركيون اشاعتها أملاً في وقف الحرب تبقى سراباً ما لم توافق حماس على مقترح ترامب.
والخطة الاميركية التي أعلنها البيت الابيض بتفاصيلها في التاسع والعشرين من ايلول الماضي، هدفها تحويل قطاع غزة الى “منطقة خالية من السلاح”، مع برنامج كامل يشمل اعادة الاعمار اضافة الى اعادة تنظيم الوضعين السياسي والامني فيه، وكل ذلك تحت متابعة من هيئة تنفيذ دولية يشرف عليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشكل مباشر.
الى ذلك، وفيما تسعى دول عربية ودولية للضغط على حماس من اجل القبول بالمقترح، ترى الحركة ان القبول العربي الإسلامي بخطة ترمب جاء قبل التعديلات التي طلبها رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، تؤكد مصادر في حركة حماس، انها لا تزال في طور دراسة المقترح الاميركي، وحينما تنتهي من دراسته ستسلم ردها الى الوسطاء. لافتة الى ان التعاطي مع الخطة يتم بروح إيجابية، كما حصل في السابق مع كل المقترحات التي قدمت، ومشددة على ان سقف الرد سيكون تطلعات الشعب الفلسطيني ومصلحته.
وتتحدث المصادر عن “خشية حماس من عدم وجود ضامنين لتطبيق الاتفاق، الامر الذي سيشكل عاملاً سلبياً، وتقول: “المقاومة كانت دائما تقول انها تريد وقف اطلاق النار بشكل كلي، وهي تحتاج الى ضمانات واضحة لناحية وقف الحرب، كون هذا العدو لا يوجد من يردعه”.
وفي سياق متصل، تلفت المصادر الى ان الحركة أبدت تحفظها على عدد من البنود ابرزها البند المتعلق بنزع سلاحها وتفكك بنيتها العسكرية، معتبرة ان نتنياهو يحاول ان يحقق من خلال مقترح ترامب ما فشل في تحقيقه عسكرياً وميدانياً.
وتشدد على ان المقاومة ما زالت على موقفها، فإذا كانت هناك عملية تفاوضية وتم التجاوب مع مطالبها عندها سيتم التوصل الى قواسم مشتركة مع الوسطاء من اجل الوصول الى وقف لاطلاق النار، اما اذا استمر العدو الإسرائيلي في المراوغة والمماطلة وبرفض التعديلات التي تقترحها المقاومة فهذا سيكون بمثابة دفع بإتجاه حشر المقاومة في الزاوية حتى ترفض هذا المقترح.
اذاً، بين القبول والرفض تقف حركة حماس على مفترق طريق صعب وخطير، سيما وان مصير قطاع غزة وسكانه قد بات في المجهول مع ازدياد الجنون العسكري الاسرائيلي. فهل سينجح دونالد ترامب في كبح جنون نتنياهو ام ان القضية الفلسطينية تتجه نحو الزوال؟..
موقع سفير الشمال الإلكتروني