2025- 12 - 21   |   بحث في الموقع  
logo بالصور: نانسي عجرم تلتقي الرئيس عون logo ما حقيقة قدرة إسرائيل على شن حرب برية ضد "الحزب"؟ logo أبو الحسن: الانتخابات النيابية يجب أن تُجرى في موعدها الدستوري logo توقيف أحد أخطر المطلوبين في عكار logo حماس تحيي ذكرى انطلاقتها في صيدا logo اجتماع بين متري ووفد من تجمّع روابط القطاع العام.. هذا ما جرى بحثه logo تحذير من "كانون الثاني شهر الغضب" إذا لم تُنفّذ الوعود logo في الشمال… رابطة جديدة للمهندسين المتقاعدين تبصر النور
عجز الدولة في تقديم الخدمات الأساسية.. بين التبريرات السياسية ومعاناة الناس اليومية!.. بقلم: د. عبدالرزاق القرحاني
2025-10-02 07:59:43

لم يعد الحديث عن تقصير الدولة في تأمين الخدمات اليومية والضروريات الأساسية للمواطنين أمراً جديداً، بل أصبح واقعاً يعيشه الناس في تفاصيل حياتهم، من تصحيح للأجور الى حلول لمصير الودائع الى أزمة الكهرباء والمياه وتردي خدمات الصحة والتعليم وغياب انتظام الاتصالات. 

هذا التراجع لا يقف عند حدود رفاهية المجتمع، بل يضرب أسس الانتظام العام ويهدد الاستقرار الاجتماعي.

فحين تعجز الدولة عن القيام بأبسط واجباتها، يضطر المواطن إلى البحث عن بدائل فردية أو خاصة غالباً ما تكون مكلفة وغير عادلة. وهنا تتسع الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، ويتحول الحق في الخدمات الأساسية إلى امتياز لمن يستطيع دفع ثمنه. 

ومع مرور الوقت، يولد هذا التفاوت شعوراً بالظلم وفقدان الثقة بالمؤسسات، ما يفتح الباب أمام الفوضى الاجتماعية وانكفاء الأفراد نحو العصبيات الضيقة أو شبكات النفوذ غير الرسمية.

تبرير السلطة لهذا الجمود والتقصير بوجود تباينات سياسية عميقة حول قضايا محلية وإقليمية، (غير مبرر) وكأن الخلافات على الملفات الكبرى تبرر تعطيل شؤون الحياة اليومية للناس. لكن الحقيقة أن هذه التباينات تحولت إلى ذريعة للتنصل من المسؤوليات، وغطاء لتكريس غياب الدولة وتحويلها إلى ساحة صراع بدلاً من أن تكون إطاراً ضامناً لمصالح المجتمع.


إستمرار هذا الواقع، يضعف هيبة الدولة ويؤدي إلى تآكل العقد الاجتماعي بين المواطن ومؤسساته. فالمواطن الذي نهبت مدخراته، وتضاءلت وارداته، ويدفع الضرائب ويلتزم بالقانون الغائب، لا يجد في المقابل خدمات تحترم كرامته أو تحفظ له حقوقه. 

ومع كل أزمة جديدة، يتعاظم الشعور بأن الدولة لم تعد مرجعاً أو مظلة جامعة، بل رهينة لإملآت وحسابات سياسية متشابكة لا تعبأ بحاجات الناس.

المطلوب اليوم مقاربة جدية تفصل بين الخلافات السياسية الكبرى وبين مسؤوليات الدولة اليومية، لأن المجتمع لا يمكن أن ينتظر توافقات إقليمية أو تسويات معقدة كي يحصل على ابسط الحقوق والخدمات اليومية. 

السلطة التي لا توفر هذه الأساسيات تفقد مبرر وجودها، وتدفع المواطنين إلى خيارات بديلة قد تكون أشد خطراً على الاستقرار والنظام العام.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBAANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top