توجه المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، في بيان إلى رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، قائلاً: “الشهادة قيامة، والأمانة قداسة نبيين، واللعب بالتاريخ نفاق، ولسنا ممن ينفصل عن شعبه وبلده وناسه وحماية وطنه وفينا موسى الصدر ونبيه بري وحسن نصرالله، والشيعة بتاريخها الطويل بنيان سيادي وقدرة وطنية واندماج كامل تشهد له الدماء والتضحيات بهذا البلد المظلوم، والشيعة صورة طبق الأصل عن تعاليم السيد المسيح والنبي محمد الذي لا يجيز الذبح على الهوية وارتكاب الفظاعات الطائفية، ولن يكون الشيعة إلا بقلب الشراكة الوطنية والجبهات السيادية التي استعادت لبنان يوم سلّمه البعض للصهاينة، والسلاح والمقاومة ملك هذا الوطن وملك شعبه وملك خرائط أمنه الوطني، وهو السلاح الذي استردّ لبنان يوم كنتَ بالمشروع الآخر، والشيعة مثل المسيحية براء من المشروع الصهيوني والذبح على الهوية وكل أنواع الخراب الهائل الذي طال بنية هذا البلد وروح طوائفه، وما زالت المجازر والأشلاء شاهداً تاريخياً على من خاض بالفتنة وشرب من نقيعها الأحمر”.
وتابع: “ولك أقول: للسيادة جبهات وأنت لست منها، والشيعة والتضحية الوطنية تاريخ واحد، والشيعة والإندماج الوطني موقع واحد، والشيعة والمسيحية بلد واحد وقلب واحد، لكنك لستَ منها لأنّ للتوبة الوطنية شروطاً ولم تَحُزْهَا، والدولة أكبر أهداف الشيعة، ولا مشروع للشيعة خارج إطار الدولة وسيادتها وأمنها وأمانها وطوائف تكوينها وما يلزم لنهضتها وشراكتها والذود عنها، وإنما تضحياتهم من أجل لبنان وسيادته، وإنما حملوا السلاح ليهزموا المشروع الشريك للصهاينة يوم احتل الصهاينة لبنان وقد انتصروا للبنان واستعادوه، واليوم لبنان سيد عزيز رغم الأثمان الهائلة بفضل تضحيات المقاومة وبسالتها وشرف قتالها وصمودها الأسطوري، ولولا الأسطورة القتالية للمقاومة بالحرب الأخيرة لما بقي دولة ولا مؤسسات ولا وطن، وما دفعته المقاومة بهذه الحرب ثمن يليق بهذا البلد وأنت تدرك هذه الحقيقة قهراً عنك، والرئيس نبيه بري والشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله أيقونة هذا الوطن وعماد انتصاراته وتاريخ التاريخ لهذا البلد الذي لا يقبل أن يكون صهيونيا أو لمن يريد للصهيونية أن تستعيد دورها فيه، وإيران مركز شرف هذا البلد المقاوم لأنها القوة التي دعمته ليهزم إسرائيل ويحرر الأرض، وحذار من لعبة الشماتة لأننا قومٌ لا نقبل بهزيمة ولا نستسلم لشدة ولا نتراجع عن التضحية بسبيل هذا الوطن وشراكته التاريخية”.
وأضاف: “والإمام علي كان قد حذّر ممن يفتك ويغدر ثم يدّعي التوبة دون أن ينزع جلده، لأنّ الذئب لا يتوب، وقد عظّم أمر القتيل دون وطنه وشعبه وعرضه وأرضه وبنيان سيادته، وقبّح شريك الإحتلال، وأدان القتل على الهوية والذبح على الطائفية، لأنه لا يؤتمن على دِين أو عرض أو وطن، فلا يفوتنّك ما قاله الأمير عليه السلام، والبلد شراكة، واللحظة مصيرية، ولبنان بلد اللقاء وأمانة الربّ ولن نتراجع عن حمايته ودعم دولته وتأمين سيادتها وقوتها ومنعتها ومشروعها الوطني، وما خرائط الأمن الوطني والسياسة الدفاعية إلا لتأكيد القوة الوطنية وتوظيفها بوجه الصهاينة والصهيونية، والممانعة شرف الأبطال الذي اختارهم الله لنصرة وطنه وتأمين شعبه وسيادته”