شهدت أكثر من 21 مدينة وبلدة في أستراليا، بما في ذلك سيدني وملبورن وبريزبن وأدلايد وبيرث، تظاهرات تُعد الأكبر في تاريخ البلاد دعماً لفلسطين وقطاع غزة.
جاءت هذه التظاهرات اليوم بعد النجاح الكبير الذي حققته المسيرة الضخمة في سيدني مطلع أغسطس/آب الجاري، حيث شارك فيها نحو 300 ألف متظاهرا عبر جسر ميناء سيدني. وقد صرح المتحدث باسم مجموعة *Palestine Action Group* في سيدني، “جوش ليس”، بأن مسيرة الجسر الأخيرة منحت زخماً هائلاً للحراك الشعبي في مختلف أنحاء البلاد.
في بريزبن، قدّر المنظمون عدد المشاركين بنحو 50 ألفاً، بينما تحدثت التقارير في ملبورن وسيدني عن نحو 100 ألف متظاهر. ورغم محاولات الشرطة لتقليل الأرقام، إلا أن الحضور الجماهيري كان لافتاً، مما يعكس عمق الشعور بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
حضر عدد كبير من الهيئات والجمعيات في هذه المسيرات، رافعين مطالب واضحة تشمل وقف الحصار على قطاع غزة وفرض عقوبات صارمة على الحكومة الإسرائيلية.
يعكس هذا التحرك موقفاً جماعياً يعبر عن القلق المتزايد إزاء الوضع الإنساني في غزة.
وفي سياق الاحتجاجات، أعربت طبيبة أسترالية مشاركة عن مشاعرها قائلة: “لم أعد أتحمل رؤية المزيد من صور الأطفال الجائعين.” هذه الكلمات تجسد مشاعر العديد من الأستراليين الذين يشعرون بالقلق إزاء معاناة أطفال فلسطين.
كما انضم سياسيون وأكاديميون إلى التظاهرات مطالبين بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتاف: “فلسطين حرة”. وأكدوا أن الحكومة الأسترالية يجب أن تتبنى موقفاً أكثر صرامة تجاه الحرب في غزة.
تبرز هذه الأصوات الحاجة إلى ضغط أكبر على صناع القرار لتغيير السياسات الحالية والمساهمة في تحقيق السلام والعدالة في المنطقة.
من ناحية أخرى، تمثل هذه التظاهرات نقطة تحول في الوعي الجماهيري الأسترالي تجاه القضايا الإنسانية في فلسطين، حيث أصبح التضامن جزءاً من النقاش العام.
ومع تزايد الدعوات من مختلف شرائح المجتمع، أظهر الشعب الأسترالي بجميع مكوناته أنه يسعى لأن يكون جزءاً من الحل، وليس مجرد مراقب للأحداث.