أوحت بعض المواقف اللبنانية العالية السقف التي صدرت أمس تجاه المقاومة بعد فترة من الهدوء النسبي بعد إصدار الحكومة قراريّ حصرية السلاح والالتزام بالورقة الأميركية في جلستيّ 5 و 7 آب الجاري، أنّ زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى لبنان لم تأت وفق تطلعاتهم لجهة زيادة الضغط على المسؤولين اللبنانيين بما يخص تنفيذ الشروط الأميركية، فسارعوا إلى مربعهم الأول في الهجوم والاتهام والنفخ في بوق الفتنة التي يؤكد من يعنيهم الأمر يوميا على أنها خط أحمر.
اللافت في زيارة باراك ومورغان أورتاغوس، هو اللغة الهادئة التي إعتمدها المبعوث الأميركي على عكس تمنيات أصحاب الرؤوس الحامية،لجهة الاشادة بالرئيس نبيه بري وإعتبار أن ملف السلاح هو شأن داخلي، وأن الأميركي لا يعتمد التهديدات بل ينطلق من دور إرشادي، فضلا عن التأكيد أن إيران هي شريك أساسي في بعض الملفات المطروحة.
وأعاد موقف باراك إحياء الموقف الموحد للرؤساء الثلاثة جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام، لجهة المطالبة بالضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود إتفاق وقف إطلاق النار لجهة الانسحاب الكامل والكف عن الاعتداءات والاغتيالات والخروقات اليومية والإفراج عن الأسرى اللبنانيين، الأمر الذي أوحى بأن عدم تجاوب إسرائيل مع أميركا بمقابلة الايجابية اللبنانية بإيجابية مثلها من شأنه أن يجعل قرارات الحكومة بحكم الملغاة بحسب ما أكد أكثر من مسؤول لبناني، خصوصا في ظل إعلان المقاومة عن رفض مبدأ حصرية السلاح ما لم يلتزم العدو بالشروط اللبنانية، والتأكيد على أنها مستعدة للذهاب بعيدا في المواجهة مهما كانت النتائج أو التداعيات.
واللافت أيضا، أن توم باراك أعلن أن أميركا لم تقدم شيئا لإسرائيل بشأن ورقتها التي رضخت لها حكومة سلام، ما يعني أن زيارته لم يكن لها أي عنوان سوى تهنئة هذه الحكومة على القرارات التي إتخذتها و”تغطية السماوات بالقباوات” لجهة الوعود بالنهوض والازدهار اللذين لا يمكن تحقيقهما في ظل وجود الاحتلال.
وقد أكد هذا الأمر، مسارعة باراك بعد مغادرته لبنان إلى لقاء المسؤولين الاسرائيلين لإقناعهم بالمبادرة إلى خطوات إيجابية وهو أمر يبدو أنه ما يزال بعيد المنال، خصوصا أن العدو يسعى إلى مزيد من التنازلات وهو يمعن في عدوانه على لبنان من الغارات اليومية إلى جولة رئيس أركانه في الجنوب وإعطائه التعليمات لجنوده بتوسيع إحتلالهم نحو نقاط سادسة وسابعة، فضلا عن تأكيد المسؤولين الاسرائيليين أن لا تراجع عن إحتلالها، ما يؤكد أن العدو يسعى إلى تجريد المقاومة من سلاحها ليتسنى لها التحرك بحرية مطلقة وإنجاز المناطق العازلة التي تسعى إلى إيجادها من لبنان إلى سوريا إلى غزة.
هذا الواقع، يجعل كل كلام عن سحب السلاح لزوم ما لا يلزم لا بل يؤكد مشروعيته، الأمر الذي أثار حفيظة بعض التيارات السياسية التي تتجاهل الاعتداءات الاسرائيلية وكأنها غير موجودة وتركز فقط على سلاح المقاومة إلى حدود الخوف من تلاشي قرارات الحكومة، لذلك فقد أطلقت العنان لمواقفها الاستفزازية وقفا لأمر عمليات جديد بهدف تحريض الشارع على المقاومة واللعب على الأوتار الطائفية والمذهبية وإثارة الغرائز، الأمر الذي يضع لبنان في ظل المواقف المتضاربة على كف عفريت!..
إليكم مسودة مشروع القرار الفرنسي للتمديد لليونيفيل
الرّاعي ينقل بكركي من "مرجعية" وطنية إلى "طرف" سياسي!.. عبدالكافي الصمد
تجاذب دولي حاد بشأن التمديد لليونيفيل وواشنطن تدعو لانهاء عملها خلال 6 أشهر
The post بعد زيارة باراك.. أمر عمليات جديد لإثارة الفتنة!.. غسان ريفي appeared first on .
اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع