2025- 08 - 19   |   بحث في الموقع  
logo شرطة بلدية صور توقف عصابة متورطة بسرقة الدراجات النارية logo إليكم مسودة مشروع القرار بشأن التجديد لـ”اليونيفيل” logo نائب يطالب بإعادة تفعيل "خدمة العلم" logo اعتقال 3 أشخاص بعد اعتداء على قاصر في صالون حلاقة logo المجلس المذهبي للطائفة الموحدين الدروز: تأكيد دعم السويداء والابتعاد عن المشاحنات logo اعتداء على قاصر في صالون حلاقة.. وتوقيف المتورطين! logo إيجابية أميركية أم خدعة جديدة؟ "سيناريوات" أيلول (محمّد حميّة) logo هل سيزور البابا لبنان؟
إيجابية أميركية أم خدعة جديدة؟ "سيناريوات" أيلول (محمّد حميّة)
2025-08-19 20:56:41



حملَ موقف المبعوث الأميركي توم برّاك بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين تراجعاً خطوة الى الوراء بقوله: "إن المطلوب خطوة إسرائيلية مقابل خطوة لبنان"، بعدما كان المناخ الطاغي الذي أعقَب إقرار الحكومة اللبنانية الورقة الأميركية يوحي بأن على لبنان البدء بتنفيذ خطط حصرية السلاح بيد الدولة مطلع أيلول قبل أي خطوة إسرائيلية مقابلة.



تعزو مصادر مواكبة للحركة السياسية، هذا التراجع الى جملة أسباب:
*موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أبلغ رئاستي الجمهورية والحكومة بأن إقرار الورقة الأميركية بهذا الشكل والسرعة انقلاب على الاتفاقات ورسالته الى الأميركيين بأنكم "تراجعتم عن المسار المتفق عليه في الزيارة ما قبل الأخيرة".
*الموقف الموحّد للثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله باعتبار ما يجري حرب وحصار وتضييق الخناق على الطائفة الشيعية في لبنان لفرض الشروط السياسية والأمنية على لبنان، ما خلق حالة استنفار عارمة داخل البيئة الشيعية سياسياً وشعبياً مع التلويح باستخدام الشارع والاستعداد للمواجهة حتى النهاية إن ذهب الحكومة بعيداً بتطبيق قراراتها.
*زيارة الدكتور علي لاريجاني الى لبنان ورسائل التهديد الإقليمية، بأن المقاومة في لبنان خط أحمر ولا يمكن الاستفراد بالطائفة الشيعية وحصارها بالحرب الإسرائيلية والتهديد الإرهابي من الحدود السورية وبالقرارات والإجراءات الحكومية الرسمية، حيث رفع لاريجاني درجة المواجهة من المستوى الداخلي اللبناني الى مستوى الحرب الإقليمية وفتح جبهات حدودية أخرى في المنطقة.



*موقف الشيخ نعيم قاسم الذي حسم الأمر برفض تسليم السلاح وحتى لو أراد الأميركيون حشره بالفتنة المذهبية، وأنه سيواجه بالقتال الكربلائي، حيث كان الضغط الأميركي على الحكومة لإقرار الورقة الأميركية بمثابة اختبار للحزب لجهة التراجع وتنفيذ قرار الحكومة بتسليم السلاح تحت ضغط التهديد بالفتنة، أم خوض المواجهة حتى النهاية؟.
ويبدو أن هذه الرسائل لاقت صداها ومفاعيلها لدى الإدارة الأميركية، واقتنعت بأن خيار القوة والتصعيد لتطبيق الورقة الأميركية صعب التحقق ودونه كلفة مرتفعة قد تفوق نتائجه الإيجابية المتوقعة، ولذلك نفذ برّاك خطوة الى الوراء بالعودة الى اقتراح الرئيس بري ومسار رئيس الجمهورية ومذكرة التعديلات اللبنانية على الورقة اللبنانية التي تُختصَر بالمعادلة التالية: "لبنان قدم خطوات كثيرة وعلى إسرائيل تقديم خطوات مقابلة".
بعد هذه التراجع الأميركي ما هي السيناريوات المطروحة بعد عودة برّاك مطلع أيلول؟



*أن ينجح برّاك وهو الآن في "تل أبيب" وفق المعلومات، بانتزاع موافقة إسرائيلية على الورقة الأميركية مع التعديلات اللبنانية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في مقابلته على العربية، وبالتالي أن تخطو إسرائيل خطوة ترتبط بوقف الخروقات أو الانسحاب من تلال في الجنوب، وبالتالي تبدأ الحكومة اللبنانية تطبيق قرار حصرية السلاح وفق الخطة التدريجية التي سيضعها الجيش اللبناني، ويسلك مسار رئيس الجمهورية واقتراح رئيس المجلس طريقهما نحو التنفيذ وصولاً الى اتفاق وقف إطلاق النار والإستقرار على جانبي الحدود وتثبيت الحدود الدولية للبنان على غرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية. لكن لا فرصة حقيقية حتى الآن لهذا السيناريو رغم الإيجابيات الظاهرة، وذلك لأسباب تتعلق بتغير موازين القوى الإقليمية وبالمشروع الإسرائيلي للمنطقة الذي يتجاوز مسألة نزع سلاح حزب الله.



*أن ترفض إسرائيل تقديم خطوة مقابل إقرار الحكومة حصرية السلاح وإصرارها على خطوات عملية بنزع سلاح حزب الله، لكي تخطو إسرائيل خطوات مقابلة لاعتبار أنها والأميركيين لا يثقون بأن حزب الله ومن خلفه إيران أصلاً يريدون تسليم السلاح وإن التزمت إسرائيل، وما يُعزّز ذلك ما نقلته قناة "العربية" عن مصدر سياسي إسرائيلي بأن "لا نية لإسرائيل الإحتفاظ بالأراضي اللبنانية بل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية، والإنسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسّقة مع لجنة اتفاق وقف إطلاق النار"، وهذا يعني أن إسرائيل لا تعتبر إقرار حصرية السلاح بيد الدولة خطوة كافية لتقديم إسرائيل مقابل.



ووفق مصادر خاصة فإن الوفد الأميركي سأل رئيسي الجمهورية والحكومة عن مدى استعداد حزب الله لتسليم سلاحه فعلاً بحال التزمت إسرائيل على قاعدة "خطوة مقابل خطوة"، فكان الجواب اللبناني: "أعطونا خطوات إسرائيلية لنواجه بها الحزب".



وفي ضوء ذلك قد تكون إيجابية برّاك براقّة في الظاهر لكنها خدعة جديدة في الباطن تسبق التصعيد العسكري الإسرائيلي، وبالتالي توسّع إسرائيل عملياتها العسكرية الجوية وربما التقدم البري باتجاه الليطاني لقضم مساحات إضافية لتثبيت المنطقة العازلة التي تحدث عنها وزير المالية الإسرائيلي ومنع إعادة الإعمار والنازحين، في إطار كلام رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن لبنان جزء من دولة إسرائيل الكبرى، وهذا السيناريو سيفتح الباب أمام ردات فعل من المقاومة اللبنانية أكان من حزب الله أو مجموعات شعبية غير منظمة وبالتالي ندخل في مسارٍ حربي من غير واضح النتائج والنهاية.



*أن يعود برّاك بموافقة إسرائيلية شفهية غير مضمونة التنفيذ، وترفض الحكومة اللبنانية المضي بتنفيذ قراراتها كون رئيس الجمهورية ربط ذلك بموافقة إسرائيل وسوريا على الورقة الأميركية، لكن يصر الأميركيون على الحكومة تحت وطأة الضغوط التقليدية لتنفيذ خطوات عملية بنزع السلاح بحجة إحراج الجانب الإسرائيلي لدفعه الى تقديم خطوة بالإنسحاب أو وقف الضربات العسكرية. وضُمن هذا السيناريو إما تذهب الحكومة الى التنفيذ وتصطدم بحزب الله وبيئة المقاومة، وبالتالي أخذ لبنان الى فوضى أمنية، وإما ترفض وتدخل إسرائيل عسكرياً لتطبيق قرار الحكومة اللبنانية، وإما يرفض الجيش التنفيذ ويجمَد ملف السلاح ويبقى الوضع في دائرة المراوحة حتى حصول أحداث أو تطورات لها علاقة بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية ونتائج قمة آلاسكا بين ترامب وبوتين.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top