2025- 08 - 16   |   بحث في الموقع  
logo حكومة سلام تخالف الدستور وتتنكّر للعقيدة الوطنية واتفاق الطائف!.. وسام مصطفى logo إغتيال الصحافيين في غزة.. جريمة ممنهجة لإسكات الحقيقة!.. بقلم: عماد العيسى logo حضور مميز للموفد الايراني الى لبنان قلب المعادلة واصبحت المقاومة اشد عودا logo قماطي: “حزب الله” مستعد للدفاع عن نفسه إذا حُشر logo “القومي” دان تصريحات نتنياهو: لرص الصفوف وتصعيد كل أشكال المقاومة logo رسالة مباشرة من إسرائيل إلى الرئيس عون! logo البطريرك الراعي لعون: نصلّي معكم لإحلال سلام دائم على الأرض اللبنانية logo "مُندلع منذ الساعة 3".. بلدية بشعله تُناشد لإخماد الحريق
تشابك الأيدي له دلالات.. لبنان بين النفوذ الإقليمي والتحديات الداخلية!.. عفراء عيد
2025-08-15 06:56:32

في خطوة تداولها الرأي العام والإعلام، بادر علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى نشر صورة تظهر تشابك يده مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام.


هذه الصورة التي لفتت الانتباه تحمل دلالات سياسية واستراتيجية دقيقة، لكنها قابلتها الحكومة اللبنانية بموقف حازم وواضح حيال حدود النفوذ الإيراني في لبنان، مع تأكيد المسؤولين الرسميين على ضرورة احترام السيادة اللبنانية ورفض أي تدخل قد يخلّ بتوازنات الدولة واستقرارها الداخلي.


تشابك الأيدي بين لاريجاني ونواف سلام: رمزية متوازنة في ظل التوترات الإقليمية لحظة المصافحة التي وثّقتها الصورة ليست مجرد فعل رمزي، بل تمثل محاولة توظيف دبلوماسي من قبل إيران، عبر شخصية لاريجاني، لإظهار وجود تواصل مباشر مع فريق الحكم في لبنان.


في المقابل، حرص نواف سلام وبدعم من رئيس الجمهورية جوزيف عون، على وضع حدود واضحة في تصريحاتهم الرسمية، أصرّوا فيها على أهمية استقلال القرار اللبناني وعدم السماح لأنشطة أو أجندات إقليمية أن تتجاوز السيادة الوطنية، بما يحفظ الاستقرار ويحمي لبنان من الانزلاقات غير المحسوبة.


جاءت تصريحات لاريجاني لتعكس الموقف الإيراني الحازم الداعم لحزب الله، حيث وصف إسرائيل بـ”الحيوان المفترس” واعتبر حزب الله قوة مقاومة ضرورية لحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية المتكررة.


يعكس هذا الموقف السياسة الإقليمية لطهران التي تعتبر حزب الله ذراعها الأساسي في مواجهة النفوذ الغربي والإسرائيلي.


في مقابل ذلك، أكد نواف سلام وجوزيف عون على ضرورة الحفاظ على تماسك الدولة اللبنانية ومؤسساتها، مع احترام سيادتها ورفض فرض أي أجندة خارجية تمس الأمن الداخلي أو تؤجج الانقسامات السياسية في لبنان.


تزامن هذا الحراك مع زيارة غير مسبوقة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني، والتي اعتبرها الخبراء والمراقبون خطوة استفزازية رمزية وقوية، تهدف إلى إرسال رسائل ردع إلى حزب الله وحلفائه.


أثرت هذه الزيارة بشكل واضح على معنويات الحزب وأظهرت حجم التحديات الأمنية التي تواجهها المقاومة وسط توترات داعمة من القوى الإقليمية والدولية.


هذا الاختبار الميداني يعكس استمرار حالة التوتر وآليات الردع المتبادلة، ويدفع حزب الله إلى موازنة خياراته بين الاستعداد العسكري والحفاظ على ثبات مواقعه ضمن المشهد السياسي اللبناني.


وفي الوقت الذي استقبل فيه جمهور المقاومة لاريجاني بهتافات الموت لامريكا وهيهات منا الذلة غاب عن ذهنهم انه في سياق تاريخي يعزز فهم الواقع الراهن، أوردت صحيفة “لو فيغارو” في تقرير يعود إلى العام 2007 ما مضمون ترجمته أن علي لاريجاني اقترح خلال المفاوضات مع الجانب الفرنسي تحويل حزب الله من منظمة مسلحة إلى حزب سياسي معترف به رسمياً، مع إعادة استيعاب مقاتليه في الجيش اللبناني الرسمي.


هذا الاقتراح الذي لم يُتبع بالكامل آنذاك نظراً للتوترات السياسية الإقليمية والصراعات الداخلية، يعكس محاولة إيرانية للانتقال بنموذج حزب الله إلى أُطر سياسية مؤسساتية، تضمن تقليص حالة الانقسام العسكري غير الرسمي داخل لبنان وتعزز من دور الدولة.


في خطوة أثارت جدلاً داخلياً، لم يتمكن وزير الخارجية اللبناني من المشاركة في أنشطة زيارة علي لاريجاني، إذ لم يطلب لاريجاني تحديد موعد للقاء مع الوزير، معللاً ذلك بضيق الوقت، في حين جاء رد وزير الخارجية اللبناني بالمثل بأنه أيضاً لا يملك الوقت لعقد مثل هذا الاجتماع.


في بلد يعاني أزمة مستمرة في إدارة علاقاته الخارجية والتوازنات الداخلية، يُعدّ مثل هذا التجاهل مؤشرًا سلبيًا يُضاف إلى سلسلة من التحديات التي تواجهها الدولة اللبنانية اليوم.


تتبدى أمام المشهد اللبناني اليوم تحديات معقدة تتمثل في السعي لتحقيق توازن دقيق بين النفوذ الإقليمي الإيراني، والتهديدات الإسرائيلية، والانقسامات السياسية الداخلية.


تشابك اليدين بين لاريجاني ونواف سلام، رغم رمزيته، يشير إلى وجود محاولة تقارب، مقابل موقف لبناني رسمي حازم وواضح في تأكيد سيادة الدولة وعدم السماح باختراقات تؤثر على استقرار البلاد.


زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب تطرح أسئلة جوهرية حول كيفية تعامل حزب الله مع الضغوط الداخلية والخارجية.


وأخيراً، فإن طرح لاريجاني عام 2007 حول دمج حزب الله في إطار الدولة اللبنانية، رغم توقفه، يظل بطاقة استراتيجية يُحتمل إعادة دراستها ضمن مسارات المساعي السياسية المستقبلية لتحقيق الاستقرار في بلد يعيش تحت وطأة تضاريس جيوسياسية معقدة.

موقع سفير الشمال الإلكتروني




ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top