في الأروقة الرئاسية والحكومية، ارتياح إلى ما أفصح عنه كلام توم براك من إيجابية ولو حذِرة، تعليقاً على الرد اللبناني الرسمي. فهذه المرة اللهجة اختلفت، وقد تعمّد براك أن يحيد الولايات المتحدة عن الصراعات الداخلية اللبنانية، وكأني به يقول "بدي آكل عنب ما بدي اقتل الناطور". لكن الأمور بخواتيمها، وبرد الإدارة الأميركية وبنيامين نتنياهو، نظراً لأن الجواب اللبناني حافظ على الثوابت وخاصة لجهة أولوية الإنسحاب ووقف الخروقات والأسرى. من هنا، يجب عدم المبالغة بالتفاؤل قبل أن تقول واشنطن وتل أبيب كلمتهما، بعدما صعدت إسرائيل الأحد من اعتداءاتها من الجنوب إلى البقاع.
براك الذي يستكمل جولته غداً الثلثاء، أكد أنه "ممتن للرد اللبناني" الذي وصفه بأنه "كان مدروساً ومتزناً". إذ استخدم مصطلح "الحوار" لفت إلى أن ما قدمته الحكومة كان امراً استثنائياً في فترة قصيرة، مضيفاً انه يشعر "برضى غير عادي عن الرد". لكن في مقابل هذه الإيجابية، رمى بعد لقاءه رئيس الحكومة نواف سلام الكرة في الملعب اللبناني، مؤكداً: "نحن هنا للإرشاد والمساعدة، الأمر متروك لكم".
والردود الرسمية الإيجابية بدروها، شملت بطريقها الهجوم الذي بادر إليه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. فرئيس الحكومة نواف سلام قال إنه لا وجود لترويكا ولا إحياء لها، رداً على استهداف ردود "القوات" اجتماع رؤساء السلطات الدستورية تحضيراً للجواب الرسمي اللبناني. فقد اعتبر جعجع في بيان له، أن "الردّ الذي سيعطيه اليوم الرؤساء الثلاثة للموفد الأميركي توم برّاك هو ردّ غير دستوري وغير قانوني أو حتّى رسمي".
ومن جهته رأى التيار الوطني الحر في بيان له "في الدينامية الحاصلة فرصة سانحة وممكنة من أجل ايجاد حل للسلاح خارج الدولة". وحضّ "التيار" السلطة اللبنانية وحزب الله على حدّ سواء من اجل اغتنام الفرصة من أجل تحرير الأرض والأسرى والموارد وإجراء الاصلاحات المالية الموعودة، كذلك اتمام حل نهائي وسريع لأزمة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين". ولفت التيار إلى أنه "على الجميع مسؤولية الانخراط الجدي في مسار إعادة السلام والازدهار إلى لبنان، والذي يتطلّب وعياً وطنياً استثنائياً، لا شعبوية رخيصة وتحريضاً قاتلاً".