تُعد اللجان البلدية إحدى أهم أدوات المشاركة المجتمعية، حيث تُفسح المجال أمام المواطنين للمساهمة في صنع القرار المحلي من خلال آليات مدنية منظمة. فهي تُشكَّل ضمن المجالس البلدية لتضم مواطنين متطوعين، ذوي خبرة أو اهتمام بالشأن العام، يتعاونون مع الجهات الرسمية في دراسة المشاريع، تقديم المقترحات، مراقبة الخدمات، ومتابعة احتياجات الأحياء.
ما يبعث على الأمل في مجتمعنا اليوم هو الإقبال المتزايد والإيجابي من المواطنين على المشاركة في هذه اللجان البلدية، في ظاهرة تعكس تطورًا ملموسًا في وعي الفرد بدوره في الشأن العام. هذا التهافت لا يأتي بدافع المصلحة الخاصة، بل ينبع من إحساس عميق بالمسؤولية، ورغبة صادقة في الإسهام في تحسين حياة الناس من موقع مدني تطوعي.
إنه مؤشر صحي على نضج المجتمع وتعزيز ثقافة المشاركة، حيث يرى المواطن أن العطاء لا يُختصر في المبادرات الفردية فقط، بل يتجلى أيضًا في المساهمة الفاعلة ضمن هياكل العمل المحلي. حين يشارك الأفراد في اللجان البلدية، فإنهم يضيفون صوت الشارع وخبرة الميدان إلى دوائر القرار، مما يجعل السياسات أقرب إلى الواقع وأكثر استجابة لحاجات الناس.
ومع هذا الإقبال، يتطلع المجتمع بأمل إلى نجاح هذه المساعي، وينتظر من المتطوعين أن يكونوا صوت المواطنين، وعين الرقابة، ويد الإصلاح الصادقة. فالعطاء هنا لا يقتصر على الجهد، بل يشمل أيضًا تحمّل مسؤولية الأمل الشعبي، والثقة التي منحها الناس لهؤلاء المتطوعين.
“خدمة الناس شرف لا يناله إلا من جعل العطاء طريقًا، لا مصلحة”..
موقع سفير الشمال الإلكتروني