ما شهدناه من عدوان امريكي صهيوني على الجمهورية لم يكن وليد ساعته إنما مخطط كامل متكامل في المنهج والأداء والرؤية .
فكل ما يحكى في ازقة دكاكين الاعلام المأجور ما هو الا سيناريو متفق عليه مدفوع الثمن اما اسرار ما خفي فعند اهل العلم واليقين الجواب (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) لا يواربون ولا يسايرون ، قولهم حق كالسيف يصلون السيوف بالخطى ويعضون على النواجذ ويكتمون الاصوات متخذين من اميرهم علي (ع) ( اميتوا الاصوات فإنها اطرد للفشل ) فظنت الابواق والنفوس المهزومة تلك هزيمة !!!
لأكن صريح وواضح ترامب ليس احمق والنتن ليس متهوراً فكل منهما لديه مشروع عقائدي منبثق من تعاليمه المزيفة مستنداً على رؤية توافقية لمصالح مشتركه .
نتنياهو عقائدي توراتي تلمودي يميني متطرف ومتشدد يطمح لأن يكون بنغوريون عصره ويفتح الفتوحات لإقامة دولته الكبرى وإن كنا نعتبرها كيان مؤقت ولكن يجب ان نعترف بأنه لديه إمكانيات دولة مدعومة من شتى انواع الدول الغربية والشرقية وإستطاع إقناع بعض العرب بدولته وما كان لديه عائق سوى النظام الإسلامي (الشيعي) ويكتمل حلمه وما قام به لشعوره الحقيقي بالوجود او عدمه ولا احد يشكل الخطر عليه سوى من يرفع شعار الموت لإسرائيل والموت لأمريكا .
بعد المكاسب التي حققها في لبنان وسوريا وبعد العزلة الدولية التي وصل اليها جراء حربه على غزة جعلته ان يكسر حاجز الخوف ويقوم بضرب ايران لإسقاط النظام وليس كما يشاع برنامجاً نووياً لعله ينجح بعد التقارير الإستخباراتيه ان يعيد بناء نظام على شاكلة الشاه معتمداً على البهائيين ومنافقي خلق ولا استبعد ما يسمى حزب كومله
الامريكي الذي كان يدرك ابعاد وعوائق دخوله المباشر في هذه الحرب تنصل منها وهو يشتهيها ويخطط لها
ويدرك بأنه امام 5 عوائق حقيقية فآخر حرفين من فوردو كانت مشكلته الا وهي (الدو) وهي كلمة فارسية مرفوعه وعلامة رفعها العقول الإيرانية التي تأبى كسرها وإخضاعها وإذلالها اما اول ثلاث احرف منها فهي فور وهي كلمة إنكليزية متعدة الاوجه ديكتاتورية ترفض الآخر ولا تصلح ان تكون مبتدأً مرفوع لانها حرف ناقص المصداقية يميل للهيمنة والإستعباد .
عوائق الامريكي الخمس
1- مضيق هرمز
2 - تغير العقيدة النووية
3 - فتوة الجهاد
4 - القواعد الأمريكه في المنطقة
5 - فرصة ذهبية لمحور اوراسيا مقابل تورطه في الشرق الاوسط
لذا وجدنا :
اتصالات مكثفة بالجانب الايراني لإبعاد خيار مضيق هرمز
توجيه ضربة لمفاعل فوردو ونطنز واصفهان على قاعدة القوة الساحقة
التهديد بإغتيال القائد السيد الخامنئي
محاولة إغراء الصين برفع الضرائب والعودة للمفاوضات .
عندما لم يستطيع الامريكي ان يحقق او يضمن بإبعاد هذه العوائق عمل على ضرب (الدو) لإرضاخ الجمهورية وجعلها (تو) فتصبح (فورتو) ولإخراج النتن من حرب قد تستنزفه إقتصادياً وتحرجه دبلوماسيا وتنهي منظوماته الدفاعية
الصمود الحقيقي للشعب الإيراني والإلتفاف حول قيادته والمرونة في القيادة والصلابه العسكرية والقوة الإستخباراتية حالت دون تحقيق الأهداف وحولت التهديد لفرصة وقلبت موازين القوة مما اعطى الإيراني الأحقية لإعادة الفور الى اصولها وجعلها (تچهار) فتصبح (تچهاردو) مجهولة المكان .
الجمهورية منذ اول يوم لم تضع هدفاً للحرب سوا كلمة واحدة وقف الحرب من دون قيد او شرط وإستطاعة تحقيق ذلك خلال 12 يوماً امام اعتى جيوش العالم الامريكي والصهيوني وحلف الناتو بأجمعه وهذا ما لا نستطيع ان ننكره بأن الادمغة الايرانية التي حاصرها الامريكي 48 سنة إستطاعة ان تصل الى هذه التقنية الكبيرة وهذا نصر يسجل لها بينما دول عظمى تستنجد بحلفائها وتستعين بأسلحة غيرها ...
ماذا حقق الحلف الصهيوامريكي بعد تخطيط دام لسنوات ؟
1 - تعاطف دولي وعربي واسع مع الجمهورية الاسلامية
2 - تلاحم وطني بين التيارات الإيرانية
3 - فشل اهداف الحرب المعلنة والمضمرة
4 - اعطاء النظام الإيراني فرصة تاريخية لتنظيف الخلايا النائمة وان بعضها إستطاع تنفيذ ضرباته ولكن لم يفلت من اعين الإستخبارات
5 - اعطاء إيران قوة إضافية بالمفاوضات الغير مباشرة
6 - إنعكاس الحرب إيجابيا على المنطقة وبوادرها بدأت تظهر شيئ فشيئ وهنا لا بد ان اشير الى مسألة جدا مهمة عند وقف الحرب من طرف واحد كان لدى ايران اسرى وطائرات f35 قد اعلنت عن اسقاطها ما هو ثمن عدم إظهارها وما هو ثمن إعادة الأسيرة ؟ هناك بنود إتفاق غير مكتوبة وهذا ما يثبت بأن ايران إنتصرت بمجرد وقف النار الغير مشروط ومن ثمّ الذهاب للتفاوض على البنود ومن المبكر الحديث عن خفاية البنود والشروط وسننتظر كلمة مفصلة للسيد القائد يشرح للشعب الإيراني والعالم خفاية الاتفاق والحرب ويبنى على الشيئ مقتضاه ..
(الباحث السياسي جواد سلهب)