2025- 06 - 26   |   بحث في الموقع  
logo “دعم فرنسي للبنان”.. الراعي يستقبل ماغرو logo مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بيت ليف.. وسقوط شهيد logo المفتي دريان: لا دولة في لبنان بدون المسلمين والمسيحيين logo بيان من حزب الله.. هذا ما جاء فيه logo التجدد للوطن: لاغتنام فرصة التهدئة والسلام للعمل الى اعادة لبنان الى دوره كنموذج حي لحرية المعتقد logo توقيف أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة وضبط أسلحة حربية logo حريق داخل سيارة تبريد لنقل البضائع على طريق مرج الزهور -حاصبيا logo رجل الأعمال جو بو ناصيف: كلّ عام وأنتم بخير وهجرة دائمة عن الظلم والفساد
محور المقاومة وحسابات النصر والهزيمة في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية!.. وسام مصطفى
2025-06-26 07:55:31

تنطلق بعض التحليلات في تقييم مجريات الحرب الأميركية – الإسرائيلية على إيران ونتائجها من زاوية احتساب الأرباح والخسائر المادية والمعنوية ونسبة تحقّق الأهداف المعلنة للأطراف المتحاربة، والمحور الأساسي لهذا الحدث الأمني المتوقّع – ولكن الخطير وغير المسبوق – يتمثّل في الملف النووي الإيراني وما يراه الحلف الأمريكي – الغربي من ضرورة حاسمة لإزالته لأنه قابل لأن يكون أداة عسكرية مدمّرة ويشكّل خطراً على “إسرائيل” بالدرجة الأولى بما تعنيه من تجسيد تاريخي جيواستراتيجي لهذا الحلف، كما يمهّد لإيران الانضمام إلى نادي الدول النووية الكبرى ما يصعّب لاحقاً احتواء الدور الذي يمكن لهذا البلد أن يلعبه على ساحة التوازنات الإقليمية والدولية، ولا سيّما في معادلة الصراع بين الشرق والغرب.


ولكن هذه الحسابات الكلاسيكية لمسار الحروب لا تنطبق في دراسة آثارها على الحالة الإيرانية، فإيران ليست مجرد دولة ترفع شعار مواجهة الغرب وتعلن العداء للكيان الصهيوني، بل عملت منذ تأسيس نظامها الإسلامي قبل أكثر من أربعة عقود على تشكيل محور بديل عمّا كان يسمّى دول الطوق بعدما اهترأت جدران الممانعة العربية والإسلامية لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها الآن، وقد نجحت الدولة الإسلامية الوليدة في البناء على موروثات المواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية لتنشئ تيارات وأحزاب وحركات مقاومة تنسجم مع اتجاهاتها البنيوية فيما يتعلّق بالنظر إلى مخاطر المشاريع الاستعمارية الغربية على الكيانات العربية والإسلامية في المنطقة والعالم، وتكّرس هذا المسعى بعد الهزائم العربية المتتالية في الحروب مع “إسرائيل” ليتركّز في تجلياته الميدانية في ساحتي فلسطين ولبنان على وجه الخصوص، كونهما الطرفين الأكثر التصاقاً وارتباطاً بالقضية الفلسطينية.


لم يكن لدى إيران سابقاً ولا راهناً أو مستقبلاً أهداف تأخذ شكل الهيمنة المباشرة أو غير المباشرة على أي من الأطراف والجهات التي انخرطت معها في إطار المواجهة، فهي تعلم أن سياسة التوسّع المبنية على أسس استعمارية تستلزم منها إقامة أو الانضمام إلى أحلاف إقليمية ودولية مضادة للحلف الغربي – نعني هنا المعسكر الشرقي الذي يضم روسيا والصين وكوريا الشمالية – ولكنها اعتنقت شعار لا شرقية ولا غربية لتكن بوصلة فلسطين هي الأساس في أبعادها العقائدية والسياسية والاستراتيجية، ولذلك نجد أن إيران لم تبادر إلى عقد اتفاقات استراتيجية مع روسيا والصين إلا في السنوات الأخيرة، وما حدا بها إلى ذلك عنصران، الأول: اشتداد تأثير سياسة العزل والحصار التي فرضتها واشنطن عليها في الداخل الإيراني، والثاني: اعتماد منهج الاقتدار وتطوير مستوى القدرات الشاملة لضمان ديمومة الدعم الذي تقدمه لأطراف محور المقاومة.


من هنا يمكن لنا استشراف منطلقات الحرب الأمريكية – الإسرائيلية وعناوينها ونتائجها على طرفي الصراع؛ أمريكياً يرى الرئيس دونالد ترامب أن ضرباته الجوية على المفاعلات النووية الرئيسية أتت أكلها بما يمنع طهران من تطوير سلاح نووي مع الإبقاء على الجانب الطاقوي فيها بحدوده الدنيا، حاسماً بأن “إسرائيل” قامت بما عليها في حرب الأيام الـ 12 من تدمير المنشآت الحيوية واغتيال كبار القادة والعلماء الإيرانيين، وعليه فإن إنهاء الحرب تعدّ خطوة ضرورة تمهّد لكي تدخل المنطقة في مسار السلام وترتيبات التسوية الشاملة لدولها..


أما بالنسبة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وأركان حربه فإن المسألة لم تنته بعد، وهناك فصول أخرى لاحقة، ولكن قرار وقف الحرب كان ضرورة لوقف النزف اليومي الذي سبّبته الصواريخ الإيرانية في البنى التحتية العسكرية والأمنية والاقتصادية لـ”إسرائيل” من جهة، ومن جهة ثانية لاستغلال حالة التأييد المتصاعدة التي اكتسبها آنياً على المستويين السياسي والشعبي في المجتمع الصهيوني بذريعة التخلّص من التهديد النووي الإيراني، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة للكنيست تضمن له البقاء في منصبه لولاية جديدة، فإن تعاظم الخسائر في الحرب كان ليؤدي إلى نتائج عكسية لو استمرت مدة أطول خصوصاً أنه سيواجه بعد هدوء الأوضاع حملة كبيرة تفنّد مكامن فشله وإخفاقاته في هذه الحرب.


على المقلب الإيراني، فليس من المبالغة القول إن طهران برعت في إدارة رحى الحرب في نواحي كثيرة أهمها:


ـ بعيداً عن احتساب عدد القتلى والجرحى وحجم التدمير في ساحتي الجانبين وهي نتائج طبيعية في حالات الحرب، فقد نجحت إيران في تحقيق التوازن العسكري عموماً ولا سيّما في استيعاب آثار الغارات الجوية والمبادرة إلى الردّ المؤلم والمؤثر في العمق الإسرائيلي وصولاً إلى تكريس معادلة سلاح الصواريخ مقابل سلاح الجو، وهذا ما سيدفع واشنطن وتل أبيب إلى إجراء الكثير من البحث والتحقيق و”أخذ العبر” للإجابة على سؤال: كيف استطاعت التقنية الصاروخية الإيرانية من كسر الأطواق العديدة من المنظومات الدفاعية في الجو وعلى الأرض والوصول إلى أهدافها بدقة!؟


ـ إحباط الجهود الاستخبارية التي بذلها الموساد وأجهزة الاستخبارات الأمريكية وغيرها في تجنيد جيش من العملاء في الداخل، والذي كانت مهمته إثارة الاضطرابات في الداخل الإيراني مقدّمة لزعزعة النظام ثم إسقاطه، وهذا الأمر بحد ذاته يعدّ انتصاراً في جبهة موازية للحرب العسكرية وشكّل فرصة أمام أجهزة الأمن الإيرانية لتفكيك الشبكات التخريبية والأخرى الفاسدة واعتقال أفرادها ومصادرة كميات ضخمة من الأسلحة والتجهيزات، وقدّمت الحرب غطاءً مناسباً لإتمام هذه المهمة بدعم تعاون شعبي عارم، وهي كانت لتتسبّب بحملات ضغط دعائية ضد النظام تحت شعار “قمع الحريات” فيما لو تمت في حال السلم.


ـ توحدّ أطياف المجتمع الإيراني في السياسة والحرب والانتماء واصطفافها من موالاة ومعارضة وشعب وعسكر وجيش وحرس ثوري خلف قيادة المرشد السيد علي الخامنئي، وبذلك لم يعد أحد في إيران على الحياد حيث الكل – المعادي للكيان الصهيوني أساساً – معني بالحفاظ على إيران الكيان والدولة في حرب على الوجود والمصير، بل إن المشاركة الأمريكية في الحرب وضربها رمز السيادة الإيرانية (الملف النووي) جعلت من التيارات الوسيطة التي تؤيد الانفتاح على الغرب تراجع مواقفها وتعود إلى مربع الانتماء القومي ودعم الدولة والنظام.


ـ تثبيت دور إيران قائدةً لمحور المقاومة وامتلاكها من القدرات ما يكفي لمواجهة أي حرب تُفرض عليها وفرض إرادتها في ميداني الحرب والسياسة إلى حد كسر العنجهية الأمريكية – الإسرائيلية، والتأكيد بأن إيران ليست معزولة كما أنها غير قابلة للاستفراد والإخضاع، وهذا الأمر يمنح لقوى المحور – فضلاً عن الإمداد العسكري والمادي – دفعاً معنوياً هائلاً واطمئناناً لمسار المواجهة، فلا يخفى على أحد أن هزيمة إيران كانت تعني انكسار قوى المحور بأكمله، وبالعكس فإن انتصارها يعني انتصار المحور بأكمله ولا سيما في لبنان وفلسطين، مع ما لهذا الانتصار من أبعاد سياسية وميدانية.


يبدو حتى الآن أن ترامب قد اتخذ قراراً بطي صفحة الحرب الأكثر خطورة وحساسية حيال مشروعه المرسوم للمنطقة، وهو لا يعدّ نفسه خاسراً على أي حال حتى مع احتفاظ إيران بقدرتها على التخصيب النووي السلمي، فهو والمنظمة الدولية للطاقة الذرية وسائر دول الحلف الغربي يعلمون أن إيران لم ولا تقوم بأي تخصيب يمتاز بالطابع العسكري، ولكن المسألة لا تتعلق أساساً بالملف النووي بل بكون إيران كدولة وقائدة لمحور المقاومة تقف حجر عثرة أمام طموحات أمريكا والغرب و”إسرائيل”، وعليه فإن القرار بوقف الحرب جاء لفشلها في تحقيق الأهداف، ومن غير المستبعد أن تكون مهلة قد تقصر أو تمتدّ زمنياً بانتظار إعداد العدّة لاستئنافها مجدّداً بين أطراف يفتقدون الثقة المتبادلة ويبقون أصابعهم دائماً على الزناد، خصوصاً إذا أخفق ترامب في ترتيب المنطقة وفق مكوّنات الطبخة الأمريكية.




Related Posts

  1. أعلى قمم لبنان والشرق...سجال حول قرار عقاري يضع القرنة السوداء على صفيح ساخن!..حسناء سعادة
  2. حصاد “″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الأربعاء
  3. عن "تفجير سوريا".. هذا ما قاله وهاب







The post محور المقاومة وحسابات النصر والهزيمة في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية!.. وسام مصطفى appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top