في ظل تقلبات داخلية وتحولات إقليمية ودولية، يأتي إنجاز الإستحقاق الانتخابي للمجالس البلدية في لبنان هذه السنة، ليشكّل مفترق طرق بين تجديد الحياة المحلية أو إعادة إنتاج للأزمات المزمنة.
فبالرغم من بعض الشوائب التي رافقت إنجاز هذا الإستحقاق إلا أنه كان فرصة: لإعادة ربط الدولة بالناس، وإعادة الثقة بالعملية الديمقراطية، وتفعيل التنمية المحلية، وقبل كل ذلك كان فرصة حقيقية لتجديد وتسليط الضوء على نخب شبابية مهنية على مستوى الوطن.
إلا أن الواقع الهش والبيئة غير المستقرة، حولت هذا الإستحقاق في بعض المناطق إلى معارك نفوذ حزبية ورسائل سياسية وحركة استباقية للإنتخابات النيابية. ليس فيها إستراتيجية وطنية ولا مشاريع إنمائية. ولا حلول حقيقية تكرس الإستقلالية الإدارية والمالية لهذه المجالس المحلية. لتواكب المتغيرات الإقليمية والدولية، وما فيها من اضطرابات مالية وتمولية وتوازنات مناطقية وعرقية وطائفية واهتمامات دولية بالحوكمة الراشدة، ومحاولات توطينية لشريحة لاجيئة ومهاجرة في كل قرية وبلدة ومدينة.
إلا أن أمام هذه التحديات تبقى الآمال معقودة على تجاوز هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلدنا:
لتطوير شراكات محلية حقيقية بين البلديات والقطاع العام والخاص. ولتقديم نماذج بلدية ناجحة يحتذى بها في كل الاستحقاقات و الوزارات والإدارات المنتجة.
الاستحقاق البلدي في لبنان ليس مجرد إنتخابات محلية، بل هو إختبار لجدية الإنتقال من سياسة الشعارات إلى مواكبة المتغيرات
وهو فرصة رغم كل التحديات لإدارة حياتنا اليومية. على أسس سليمة وشراكة متينة بين المواطن والدولة ومؤسسات المجتمع المدني لإعادة الانماء والتنمية المستدامة التي اصبحت حاجه محلية والاقليمية ودولية.
موقع سفير الشمال الإلكتروني