2025- 05 - 23   |   بحث في الموقع  
logo بعد حادثة التحرّش بتلامذة… ختم مشروع Vere Bleu Park بالشمع الأحمر logo الحرارة إلى ارتفاع.. إليكم تفاصيل الطقس logo وفاة إبن الـ15 عاماً بحادث صدم logo قُتل برصاص عمّه.. والسبب غامض! logo أوربان: خطط الاتحاد الأوروبي لتمويل الجيش الأوكراني تهدد أوروبا logo ميقاتي في برقية تهنئة إلى البابا لاوون الرابع عشر: إنتخابكم يلقى صدى عميقاً لدى اللبنانيين logo تعميم لرئيس بلدية طرابلس.. هذا ما جاء فيه logo المحادثات الإيرانية – الأميركية في روما تبدأ الساعة 11,00 بتوقيت غرينتش
ربع قرن على الانتصار والتحرير.. وتبقى المقاومة!.. وسام مصطفى
2025-05-23 05:55:41

ربع قرن مضى على الانتصار الأول للبنان على “إسرائيل” والانتصار الأول لبلد عربي واجه وحيداً أضخم ترسانة عسكرية وسياسية في الشرق الأوسط مدعومة من أقوى الدول الكبرى في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى مدى 18 عاماً من الصمود والمواجهة أنجزت المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني والناس ما عجزت عنه جيوش العرب على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن منذ العام 1948، فاندحر الاحتلال الإسرائيلي بدون قيد أو شرط من معظم الأراضي اللبنانية وبدون أي مكاسب أمنية أو عسكرية أو سياسية، فكان الاستقلال الثاني ولكن الحقيقي هذه المرّة.


ربع قرن ولم تتوقف المواجهة، ولكنها اليوم تفتقد قادتها الكبار وقافلة طويلة من الكوادر العسكرية والأمنية وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وكأنها جاءت لتختم مساراً ازدحم بالتضحيات الكبيرة بدأ في العام 1982 حاملاً معه العشرات من المحطات الناصعة التي سطّرتها حركات المقاومة الوطنية والاسلامية مروراً بإنجاز التحرير إلى أن حطّ رحاله مع معركة “أولي البأس” في العام 2024، ولم يكن لهذه الانتصارات أن تكتب تاريخها بحروف المجد لولا احتضان الناس ووفائهم وثباتهم على خيار المواجهة لتحقيق الاستقلال، وهم الذين قدّموا أروع النماذج الوطنية في امتزاج دماء أبنائهم بدماء جنود الجيش اللبناني لتروي ثرى الوطن.


ربع قرن على إنجاز المقاومة والتحرير الذي تكرّس عيداً وطنياً للبنان وتستمر المواجهة بأطرافها ذاتهم: المقاومة وناسها وبيئتها والمؤمنون بها من جهة، ومن جهة ثانية “إسرائيل” وأمريكا والانعزاليون التابعون لهم في الداخل اللبناني، ولكن مع اختلاف في الموازين والمعادلات حيث يرتسم اليوم خط منحنى جديداً ينحو باتجاه إعادة تشكيل المنطقة وفق المخطط نفسه الذي فشلت أمريكا وأوروبا و”إسرائيل” في تنفيذه خلال أكثر من 75 عاماً، وما يدفع هؤلاء إلى التماس إمكان إنجاز هذا المسعى هو الركون إلى معطى يفيد بأن “إسرائيل” استطاعت تحقيق ثلاثة من أهم أهدافها في حرب واحدة وهي: ضرب القدرة العسكرية لحزب الله، ضرب حركة حماس في قطاع غزة، وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.


ولكن الواقع الذي يعترف به قادة العدو أنفسهم بأن أياً من هذه الأهداف لم يكتمل تحقيقه بعد، فقطاع غزة ما يزال فلسطينياً وتحافظ فيه حركة حماس على قدرة تحرّك ميداني يتيح لها الاستمرار بالمقاومة باطلاق الصواريخ نحو المستوطنات أو باستهداف قوات العدو، كما أن حزب الله الذي نجح في إعادة ترميم تشكيلاته العسكرية وتنظيم هيكيلياته التنظيمية والإدارية والسياسية أثبت حضوره دون انقطاع وعدم تأثره بنتائج الحرب، بل إن بيئة المقاومة فرضت بدورها وجودها من خلال إصرارها على العودة إلى قراها ومنازلها على الرغم من التدمير شبه الشامل التي لحق بها واستمرار تعرّضها للاعتداءات الإسرائيلية، في حين أن المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة ما تزال شبه فارغة لرفض المستوطنين العودة إليها خوفاً من المقاومة، أما بالنسبة لسوريا فهي حتى اليوم بمثابة ساحة غير مستقرة وأرض متنازع عليها من أطراف إقليمية ودولية عديدة ولم تجد حتى اليوم طريقها إلى الاستقرار النهائي على مستوى النظام السياسي والإداري.


لطالما كانت مناسبة عيد المقاومة والتحرير تنتظر إطلالة الشهيد السيد نصرالله كما عادته في كل عام، فقد شكّلت محطة لإطلاق المواقف وتحديد المسارات الاستراتيجية ولعلّ أهمها كان في العام 2023 فقد تزامنت في العام الماضي مع مقتل الرئيس الإيراني ابرهيم رئيسي وعدد من الوزراء في حادث سقوط مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية بإيران.. حينذاك ردّ السيد نصر الله على تهديدات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشنّ حرب كبرى بالقول “إن أي حرب من هذا النوع ستشمل كل الحدود”، محذّراً من أن “هناك من يسعى إلى التفريط بالانتصار الذي تحقق (في أيار 2000 نتيجة سنوات طويلة من الصّبر والتّحمل والتّهجير، والأثمان الكبيرة والعظيمة) وعلينا منع ذلك”.


كان الشهيد السيد كعادته يقرأ التطورّات وتحوّلاتها في لبنان والمنطقة، وحصل ما دأب على التحذير منه، حيث إن العدو، ومنذ أن أقرّ بهزيمته في مواجهة العام 2006 كان يعدّ العدّة لمعاودة الحرب سعياً إلى محو آثار هزائمه العسكرية والمعنوية وإسقاط النهج الجديد الذي اعتمدته الدولة اللبنانية في تبنّي المقاومة، حيث جعلت لها وللتحرير عيداً سنوياً رسمياً وأقرّت أحقّية عملها العسكري والأمني في البيانات الوزارية والبرامج الحكومية المعنيّة، إلا أن هذا النهج يتعرّض اليوم لحملة شعواء خارجية وداخلية. فيأتي الاحتفال بالانتصار مزدوجاً يؤكد فيه شعب المقاومة انتماءه الوطني من خلال صناديق الاقتراع بالتصويت للمقاومة وخيارها وممثليها.


ولا يتوقّف الأمر عند مناسبة أو تاريخ، فالمقاومة لم تكن يوماً عنصراً جامعاً للبنانيين، بل كانت وما تزال بمثابة الحد الذي يفرز الولاءات للأطراف اللبنانية على تنوّع انتماءاتها السياسية، وقد تكرّس هذا الفرز قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وخلالها وبعدها، ليأخذ البلد حال انقسام عامودي لا مجال فيه للإلتقاء على برنامج ذي طابع وطني، وهذه نتيجة طبيعية لتناقض الاتجاهات بين فريق يعمل لأجل استقلال فعلي للبلد وتوفير عوامل القوة والمنعة لسيادته وقواه الذاتية وبناء كيان جامع يلتقي فيه الشعب والجيش والمقاومة على هدف واحد لمصلحة الاستقرار الداخلي، وبين فريق بات يجاهر بالفم الملآن بدعوته إلى التطبيع مع العدو، وفتح البلد أمام استباحة الأمريكي والإسرائيلي لمؤسساته والتدخّل بشارداته ووارداته وتحديد برامج عمل الوزراء والنواب وفرض إملاءاته المباشرة على المسؤولين.


وما يدعو للأسف أن عيد “المقاومة والتحرير” يأتي هذا العام والمقاومة تواجه سياسات التغريب والعزل والحصار من الداخل إلى جانب الاستهداف الخارجي، في حين أن الواجب يقتضي تدعيم هذه المناسبة وتكريسها بالقول والفعل، وقراءة مخاطر هذه السياسات على تماسك البلد بفئاته السياسية وشرائحه الاجتماعية وتقسيماته الطائفية، والسعي نحو ردع العدوان الإسرائيلي الذي مارسته المقاومة طيلة 18 عاماً منذ انتصار العام 2006 واستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة واستعادة الأسرى وتأمين العودة الآمنة للجنوبيين إلى قراهم بعد إعمارها كما كانت، ويبقى الجانب الأهم في توفير الضمانات الفعلية للجم محاولات العدو من ممارسة اعتداءاته بحق لبنان واللبنانيين، وهذا لم ولا يتم إلا من خلال امتلاك قدرات قوية ورادعة تكسر الفيتو الأمريكي على تسليح الجيش وتتماهى مع المقاومة لحماية لبنان وشعبه.

موقع سفير الشمال الإلكتروني






ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top