قبل 24 ساعة من موعد فتح صناديق الإقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية، يوم غدد السبت، إستعداداً للجولة الرابعة والأخيرة من الإنتخابات البلديّة والإختيارية، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارات على بلدة تولا الجنوبية مستهدفاً مقرّات بعدما زعم أنّها تعود لحزب الله في المنطقة، ما طرح أسئلة عدة عن الضمانات التي قيل أنّها أُعطيت للبنان بأنّ العدو الإسرائيلي لن يقوم بأيّ اعتداء عليه يُعكّر صفو سير العملية الإنتخابية في المحافظتين الجنوبيتين.
فلم تكد تمضي ساعات قليلة على بثّ بعض وسائل الإعلام اللبنانية بأنّ الجهات الرسمية في لبنان تلقت ضمانات من الولايات المتحدة بهذا الصّدد، حتى شنّ الطيران الحربي المعادي غارات على البلدة الجنوبية، مخلّفاً دماراً كبيراً في المقرّات التي تم استهدافها، ومثيراً المخاوف على مصير ومسار الإنتخابات المحلية في محافظتي الجنوب والنبطية.
واللافت في الأمر أنّ البلدة المستهدفة، تولا، تقع في محافظة النبطية وتبعد نحو 40 كيلومتراً شمال نهر الليطاني، ما أعطى تأكيداً بأنّ للعدو الإسرائيلي تفسيره الخاص لتنفيذ القرار 1701 الذي أعلن لبنان إلتزامه تطبيقه، وأنّ العدو لا يفصل في اعتداءاته جنوب الليطاني عن شماله، جاعلاً البلد كله منطقة مستباحة أمامه، على مرأى ومسمع من قوى سياسية داخلية على خصومة مع المقاومة تلتزم صمتاً مريباً حيال الإعتداءات الإسرائيلية، ومن المجتمع الدولي الذي يسير في ركب الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.
ما حصل أمس أثار مخاوف وشكوك من أن تتواصل الإعتداءات الإسرائيلية اليوم الجمعة وغداً السّبت موعد الإنتخابات المحلية جنوباً، ما قد يدفع إمّا إلى تأجيل إجراء الإنتخابات هناك إضطراراً، جزئياً أو كليّاً، أو عزوف الناخبين عن التوجّه إلى صناديق الإقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية، بلدياً واختيارياً، وممارسة حقّهم في ذلك شأنهم شأن بقية النّاخبين في بقية المناطق اللبنانية الأخرى التي مارست هذا الحقّ في ثلاث جولات سابقة جرت كلّ أسبوع منذ مطلع هذا الشّهر.
وتجنّباً لأيّ مخاطر أو تهديد للنّاخبين جنوباً، ووعياً لمخاطر المرحلة الحالية التي يمرّ بها لبنان وتحديداً مناطقه الجنوبية، أثمرت المساعي التي بذلها الثنائي الشّيعي حزب الله وحركة أمل وفاعليات ووجهاء المدن والبلدات الجنوبية في فوز 48 بلدية بالتزكية من أصل 144 بلدية في محافظة الجنوب (33 %)، وفوز 18 بلدية بالتزكية من أصل 88 بلدية في محافظة النبطية (20 %)، وهو عدد مرشّح للإرتفاع حتى منتصف ليل اليوم الجمعة، وهو الموعد الأخير الذي حدّدته وزارة الداخلية والبلديات لانسحاب مرشّحين للإنتخابات، ما سيفسح المجال بلا شكّ لرفع عدد البلديات الفائزة بالتزكية.
لكنّ تحدّي إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية غداً في محافظتي الجنوب والنبطية، وخصوصاً في بلديات الخط الأمامي مع فلسطين المحتلة التي تعرضت لدمار واسع من جرّاء العدوان الإسرائيلي، ليس الوحيد أمامها، لا البلديات التي فازت بالتزكية أو التي ستشهد عمليات إنتخاب، بل إعادة إعمار ما دمّره العدوان، وعودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم، وبقاء أهالي خط المواجهة صامدين في مواجهة العدوان.
موقع سفير الشمال الإلكتروني
كلمات دلالية: الإنتخابات بالتزكية الجنوبية الجنوب الإسرائيلي لبنان العدوان بأن |