تضع إنتخابات بلدية زحلة جميع مكونات عروس البقاع في “خانة اليك”، كونها تفرض مواجهة سياسية من العيار الثقيل، تجعلها “أم المعارك” في ظل إصرار القوات اللبنانية على خوضها منفردة، ضد رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب المدعوم من كل المكونات السياسية والعائلية في زحلة، بإستثناء التيار الوطني الحر الذي يفترض أن يحسم أمر تحالفاته ظهر اليوم على لسان رئيسه النائب جبران باسيل.
وكما هو حال تحالفات القوات وأنانياتها في جبل لبنان والشمال، حاولت التوافق في زحلة مع ميريام سكاف لكن الفوقية القواتية ومحاولات فرض الرئيس وعدد كبير من الأعضاء وشعور سكاف أنها تتعرض لعملية إستغلال سياسي واضحة أدى الى إنهيار هذا التوافق وذهاب كل طرف في إتجاه.
لذلك، فقد قررت القوات اللبنانية أن تلعب “صولد” في تشكيل لائحة “قلب زحلة” برئاسة المهندس سليم غزالة، وهي تضم عناصر شبابية وست مرشحات، بالتعاون مع الاتحاد السرياني الذي دخل بناء على تسمية مرشحين من الطائفة السريانية في اللائحة، لتواجه لائحة “زحلة رؤية وقرار” برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب المدعوم من مروحة سياسية وعائلية تتألف من أحزاب الكتائب، الوطنيين الأحرار، الوعد، التجمع الزحلي العام، النائبين ميشال ضاهر وجورج بوشيكيان، الوزيرين السابقين نقولا فتوش وخليل الهرواي، النائبين السابقين سيزار المعلوف ويوسف المعلوف، إضافة الى مريام سكاف والكتلة الشعبية.
وحتى ليل أمس كان التيار الوطني الحر يقف على الحياد، من دون أن يتخذ قرارا حاسما حول إصطفافه إما الى جانب القوات أو الى جانب أسعد زغيب والتحالف السياسي العريض، أو الذهاب نحو لائحة ثالثة نواتها جاهزة بهدف تحقيق خروقات تساهم في تثبيت وجوده.
وتشير المعطيات الى أن التيار الوطني الحر قد يحسم أمره الى جانب زغيب، خصوصا أن القوات اللبنانية ترفض أن تقدم له أية مكاسب أو إغراءات، بل تؤكد أن إنضمامه اليها يفترض أن يكون من دون أية شروط، في حين أن دخوله الى الحلف السياسي سيعطيه دفعا لإسقاط القوات في زحلة والتي تعتبرها واحدة من أهم وأبرز معاركها، إضافة الى أن التحالف مع زغيب وداعميه من شأنه أن يشكل أرضية لتحالف مستقبلي في الاستحقاق النيابي، فضلا عن أن لائحة القوات ذات طابع حزبي صرف، ولا توجد أي مصلحة للتيار أن يساهم في تحقيق إنتصار للقوات من دون أي إعتراف بفضله فيه. وتشير المعلومات الى أن قيادة القوات اللبنانية بدأت تشعر بخطورة تفردها في زحلة، خصوصا أن الخسارة في عروس البقاع لها تداعيات ليس من السهل إستيعابها، علما أن فوز التحالف السياسي قد يؤسس الى إستمراره الى الانتخابات النيابية وتكون بذلك قد دفعت القوات الثمن مرتين.
ويترشح أسعد زغيب لولاية رابعة في رئاسة بلدية زحلة، وتضم لائحته وجوها مخضرمة وشابة إضافة الى خمس مرشحات.
The post إنتخابات بلدية زحلة.. “أم المعارك” والقوات تلعب صولد!.. كتب المحرر السياسي appeared first on .